اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عندما بدأ العدوان "الإسرائيلي" على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واشتعلت الحرب التي تَدخّل فيها الأميركي مباشرة باستهداف المنشآت النووية السلمية في إيران، وبعدها ردت عليه طهران باستهداف مقر قيادة القوات الجوية الأميركية، وأكبر مركز استراتيجي للجيش الأميركي غرب آسيا في قطر، وبعدها تم الإعلان عن وقف إطلاق النار في معركة دامت اثني عشر يوما، وَقَعَ على عاتق الدولة اللبنانية مسؤولية تأمين أو إجلاء الطلاب اللبنانيين الموزَّعين على جامعات طهران وأصفهان وقزوين وشيراز وتبريز ومشهد، لكن هذه المسؤولية لم تتحمّلها الدولة، ولم تسأل عن مواطنيها كما تفعل عادة كل الدول، التي يكون لديها رعايا في دولة اشتعلت فيها حرب.

أغلب الطلاب الموجودين في الجامعات الإيرانية سافروا لإستكمال تعليمهم الجامعي بمِنح دراسية من حزب الله وحركة "أمل"، فتولّى الطرفان مسؤولية تأمينهم وإجلائهم، ولَعِبا هذا الدور نيابة عن الدولة. فحركة "أمل" التي أعطت مِنحًا لحوالى 300 طالب وطالبة، وبعد أن تواصلت مع أهاليهم في لبنان، شكّلت خلية طوارىء مع السفارة اللبنانية في طهران، من أجل الطلاب والجالية اللبنانية الموجودة هناك، والتي بأغلبها طلاب جامعيين وطلاب حوزات دينية، وبدورها تواصلت السفارة مع وزارة الخارجية في لبنان، التي لم تتعاون ولم تتجاوب مع طلب السفارة الى حد القول "ما كلّفت خاطرها تسأل".

عدم تحرّك الدولة اللبنانية، دفع حركة "أمل" بالتعاون مع السفارة اللبنانية للتصرف من أجل مساعدة ليس فقط الطلاب، وإنما أي مواطن لبناني موجود في الأماكن التي كانت تتعرّض لعدوان صهيوني، ومنها استهداف لمبنى قريب من مجمع سكني للطلاب اللبنانيين في طهران أصيب خلاله طالبان لبنانيان. وتقول مصادر متابعة إن هناك جامعات تولّت نقل الطلاب الى فروع بعيدة عن أماكن الإستهداف، كما طلبت الحركة من الطلاب الإلتزام بأماكن السكن الآمنة والبعيدة عن العدوان، ووضعت خطة للإجلاء باتجاه العراق لمن وجد أنه الأفضل له المغادرة. فنسّق اللبنانيون فيما بينهم وتوجّهوا برا الى العراق، وهناك تواصلت الحركة مع العتبات المقدّسة والدولة العراقية من أجل تأمين إيواء للّبنانيين، الذين أيضاً فُتحت لهم بيوت العراقيين الى حين عودتهم الى لبنان.

كذلك فعل حزب الله الذي لديه عدد من الطلاب الذين سافروا الى إيران بِمِنح دراسية، بحيث تَرك الخيار والتقدير لهم، فإن كان تواجدهم بأماكن خطرة يَبتعدون عنها إما الى أماكن تُعتبر آمنة داخل إيران أو بالسفر الى الخارج، فمنهم مَن سافر برا الى العراق، ومنهم مَن توجّه الى تركيا وارمينيا. وأيضاً في العراق تم التنسيق مع العتبات المقدّسة ووزارة التربية والتعليم العالي لاستقبالهم وتأمينهم وتحديداً الطالبات منهم الى حين العودة الى لبنان. هذه الإجراءات التي قام بها حزب الله هيَ نفسها اتخذها لإجلاء الطلاب اللبنانيين من سورية بعد سقوط النظام، بحيث أيضا لم تَعتبر الدولة اللبنانية نفسها حينها معنية بذلك كما اليوم تماما، فوزارة التربية لم تُحرِّك ساكناً ولم تقم أقلّه بالتواصل مع وزارة الخارجية، من أجل القيام بأي إجراء لإعادة اللبنانيين من إيران.

أما اليوم وبعد إعلان وقف إطلاق النار، لا زال الطلاب في لبنان، نظرالى تزامن توقيت العودة الى لبنان بسبب الحرب مع عطلة الجامعة التي تنتهي في أيلول، وبعد أن أجّلَت الجامعات الإيرانية امتحانات نهاية العام. وفي نفس الوقت يَنتظر الطلاب تسيير الرحلات الجوية اللبنانية المباشرة الى طهران، التي إذا استمر توقيفها سيَضطرون للمغادرة عبر تركيا أو العراق، وهذا ما يزيد الإرباك والتكلفة عليهم، في وقت تَقدَّم فيه طلب رسمي من الجمهورية الإسلامية للدولة اللبنانية بإعادة الرحلات، الذي حوّلته لوزير الأشغال فايز رسامني، وحتى اللحظة لم يتم الجواب على الرسالة لا بالرفض ولا بالقبول...

الأكثر قراءة

بارّاك يعلن سياسة «العصا والجزرة» لإخضاع لبنان لخطة واشنطن توافق بين عون وبري على الرد اللبناني... وسلام اكثر تشدداً!