اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تجري حاليًا تغييرات ديموغرافية خطيرة في سوريا وفي العراق، لكن الأخطر هو في سوريا، ولا يقل خطرًا أيضًا ما يجري في العراق. ولنبدأ من سهل نينوى في العراق، حيث هنالك ميليشيات مسلحة تقوم بتهجير المسيحيين والذين كان عددهم حوالى المليون و250 ألف مسيحي وإيزيدي، وتقوم الميليشيات المسلحة بحرق بيوتهم ومحاصيلهم الزراعية وتطالبهم بالهجرة والرحيل عن سهل نينوى حتى أصبح عددهم 250 ألفًا. ونحن نطالب رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني بإعطاء هذا الأمر أهميته الكبرى، لأن المسيحيين في العراق لهم حضارة متجذرة في التاريخ تصل إلى ألفي سنة، ويجب أن يبقى العراق محافظًا على كل مكوناته التاريخية ومنهم المسيحيون، والمسيحيون لم يعتدوا على أحد بل هم ضحايا عبر التاريخ لحملات كثيرة تم شنها عليهم وقتلهم وتهجيرهم ومع ذلك ثبتوا في العراق.

أما في سوريا، فهنالك ضغوطات كثيرة على المسيحيين والعلويين ويجري توقيفهم، لكن أخطر ما يحصل هو ضد المسيحيين لتهجيرهم من سوريا إلى بلاد أخرى وإنهاء وجودهم فيها. وعند مراجعة الرئيس أحمد الشرع حول تفجير كنيسة مار إلياس واستشهاد 25 مُصليًا مسيحيًا وجرح 42 أيضًا منهم، يقول إنها مؤامرة دولية، وعندما نرى التفرقة الحاصلة بين المسيحيين وأبناء الطوائف الإسلامية وبين العلويين والطائفة السنية في سوريا، نرى أن هنالك أعمال انتقام من العلويين لا يجب أن تحصل. أما بالنسبة للمسيحيين، فالخطة هي تهجيرهم بشكل كبير من الجمهورية العربية السورية، والرئيس أحمد الشرع لا يفعل شيئًا في هذا المجال، بل المهم عنده هو اللقاء مع الرئيس ترامب وانفتاح الاتحاد الأوروبي عليه ورفع العقوبات الأميركية عنه ومع تركيب نظام السويفت المالي، وهو غير عابئ بأوضاع المسيحيين في سوريا.

إن الرئيس أحمد الشرع جاء من تنظيم تكفيري وكان هناك جائزة عشرة ملايين دولار لاعتقاله أو لمن يعطي معلومات عن مكان وجوده، والآن أصبح رئيس جمهورية ولم يعد اسمه محمد الجولاني بل أصبح اسمه أحمد الشرع، وعليه إذا كان يريد أن يحمل اسم أحمد الشرع فعليه أن يكون حافظًا للشعب السوري بكل مكوناته وفي طليعتهم المسيحيون وأن يمنع تهجيرهم وترحيلهم من سوريا.

في لبنان جاء الكثيرون من الطوائف السنية من سوريا ويعملون فيه ويحصلون على كل التسهيلات، أما المسيحيون الذين يأتون إلى لبنان وإذا حصلوا على الإقامة بعد دفع أموال طائلة، فهم مجبرون على أن يوقعوا على الإقامة ويتعهدوا بعدم العمل في لبنان وهم مسيحيون، فلماذا يتم السماح للطوائف الإسلامية بالعمل في لبنان ولا يتم السماح للمسيحيين بالعمل فيه؟

«الديار»


الأكثر قراءة

بارّاك يعلن سياسة «العصا والجزرة» لإخضاع لبنان لخطة واشنطن توافق بين عون وبري على الرد اللبناني... وسلام اكثر تشدداً!