اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في العام 1978 ورد في مجلة الحوادث (القضاة والمحامون مواقف وطرائف – ص 11) انه عندما انتخب المحامي المرحوم ريمون اده عميدا للكتلة الوطنية، كان كثير الحماسة والاهتمام والشكوى و"النرفزة"، فجاءه المرحوم عبدالله الحاج وقال: يا عميد كفى ركضا و "نرفزة"... ان الشعب اللبناني لا يشعر بالمصيبة الا اذا اصابته هو شخصيا...

وروى عبدالله الحاج كيف انه عندما كان طفلا شاهد عملية دمغ البقر بخاتم ملكية والده لها، إذ كانت البقر منهمكة في تناول علفها وهي واقفة في صف واحد الى جانب بعضها بعضًا، وكان الشخص الذي يحمل الخاتم وهو ملتهب بالنار، يغرزه في جلد البقرة التي تصرخ من الالم، فيما تستمر جارتها الى جانبها في التهام العلف وكأن ما جرى لا يعنيها، وكأن النار لن تأتيها!

ومنذ ايام قرأت على صفحة المهندس محمد سعيد فتحة في "الفايسبوك" عدة ابيات للشاعر محمود موزة جاء فيها:

وإذا تركت أخاك تأكله الذئاب

فأعلم بأنك يا اخاه ستستطاب

ويجيء دورك بعده في لحظة

ان لم يجئك الذئب تنهشك الكلاب

إن تأكل النيران غرفة منزل

فالغرفة الاخرى سيدركها الخراب

 

* * *

نعم. قرأت منذ عدة ايام عن استدعاء الصحافي بشارة شربل والصحافية كارين عبد النور للتحقيق معهما، وحسب ما سمعنا ان الامر يتعلق بمقالة. وعادت بي الذاكرة ثلاثين سنة الى الوراء، حيث كان يلاحق الاعلاميون وفي معظم الاحيان يُتركون لمصيرهم. ولا يقف الى جانبهم إلا القليل القليل. وفي احد العهود كان هناك ما لا يقل عن سبعين شكوى ضد الصحافي شارل ايوب والصحافي المرحوم يوسف الحويك، الذي قضى معظم وقته امام قضاة التحقيق ومحكمة المطبوعات.

وبعد صدور قرار ظني بأحد الزعماء الحاليين، قررت "الديار" نشر التحقيقات. فجاءها الاخبار بأن هذا الامر ممنوع قبل تلاوة الاوراق علنًا امام المجلس العدلي. فانتقد الصحافي شارل ايوب هذا القرار، فتم الادعاء عليه. فانتقد القرار بالادعاء، فتم الادعاء عليه حتى وصلت الادعاءات بمعدل كل يوم ادعاء الى ستة ادعاءات. فكتب "الكاريكاتوريست" في "الديار" يومذاك ان هناك ستة ادعاءات على شارل ايوب، مع صورة اللبناني مع الطربوش الذي قال: "صبرك يا ايوب". فتم الادعاء عليه ايضا.

واعترف انني قضيت خمسة وثلاثين عاما اتابع قضايا "الديار" التي لم تكن تسكت عن التجاوزات والاخطاء. وكانت الظروف تفرض على المسؤولين احيانا الوقوف الى جانبها واحيانا اخرى يتم "التطنيش". وكنت اقول لزملائي الوكلاء عن بقية الوسائل الاعلامية، لا تعلمون متى يأتي دور موكليكم، وعليكم ان تكونوا الى جانب بعضكم بعضًا.

الاعلامي الكبير بشارة شربل والاعلامية الحقوقية كارين عبد النور. نحن الى جانبكما.

                                                           *نقيب المحامين السابق في بيروت

الأكثر قراءة

الرد اللبناني امام "الروتوش الاخير"... اجتماع مطول للجنة الثلاثية والضمانات عقدة العقد اميركا تبلغ المعنيين : السير بالورقة أو تصعيد اسرائيلي لن نلجمه