اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


رحلا معًا كما عاشا معًا... فادي ومحمد، أخوان في الدم والروح، وسندٌ لوالدتهما، ومصدر فخرٍ لكل من عرفهما، مضيا إلى السماء مرفوعي الرأس، تاركين خلفهما حزنا لا يُحتمل، وفراغا لا يُعوّض.

محمد... رجلٌ لم تهزمه الحياة رغم قسوتها. كان الأخ والأب والسند، حمل همّ تربية إخوته الأيتام، فكان لهم العائلة والمأوى، والقدوة الحسنة.

عرفناه صاحب نخوة وشهامة، لا يعرف الحقد، ولا يسكن قلبه سوى الخير. بيته كان مفتوحا لكل محتاج، ووجهه بشوش لا يعرف الكدر.

كان محبًّا للحياة، يملؤها حيوية وطموحا، ومثقفا واسع الأفق، يحلم بغدٍ أفضل لأطفاله ولمن حوله... لكنه رحل فجأة، لتُصبح بناته يتيمات كما كان هو سندا لأيتام.

أما فادي...فهو صاحب القلب الأبيض، الشاب الهادئ الرقيق، الذي أحبه الجميع لطيبته وعفويته وروحه النقيّة. لم يؤذِ أحدا يوما، وكان يفيض بالمحبة لكل من حوله.

كان حنونا على والدته، قريبا من قلبها، يضمها بكلمة وبلفتة... فكيف تحتمل اليوم رحيله ورحيل أخيه معا؟

رحلا برصاصة غدر، لكنّ الطهارة لا تُغتال، والنبل لا يموت، بل يعيش في قلوبنا ما حيينا.

في الصورة الأخيرة، لوّحا بأيديهما كأنما يقولان "إلى اللقاء"... ولم نكن نعلم أن اللقاء الآخر سيكون في رحاب الله، لا على أرضنا.

ناما قريرَي العين يا ابني عمّي، فذكركما حيّ لا يموت، ووجعنا عليكما شاهد لا يزول.

الأكثر قراءة

ردّ لبناني مُوحّد بانتظار بارّاك: الكرة في الملعب «الإسرائيلي» حزب الله يُؤكد الاستعداد للسلم كما للمواجهة... مصير غزة يتحدّد باجتماع نتنياهو ــ ترامب اليوم