اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


فلسطين تسأل الله

عدّادُ الشهداء يتحرّك صعودا في غزّة، خلال لحظاتٍ أحيانا او ساعات بالعشرات. وهو لا يتوقّف عن مثل هذا العدّ يوما، منذ سنوات...

العالم كالمخبول، معظمُه على الركام، على الاَلام يتفرّج. ازاء هذه المشاهد التي جاوزت في ايلامها حدود الماَسي الاَتية من زمن الانسان الوحش، يعجب مؤمنٌ بأنّ الله حقٌّ وعد، يعجب، يغضب، يعتب كيف أنّ الله يغضّ الطرف الى هذا الحدّ المريب عن الجرائم التي يرتكبها، بلا وازع ولا رادع، أحفادُ قتلة الرسل بأهل غزّة وكلّ فلسطين.

أين هم العرب؟ لعلّ جاهلًا الواقع الفاجع يسأل عن مثل هذا السؤال، عن اهل الغياب يُجاب: لا يخطر في بال عارف بالذين ماتوا أن يسأل عن أيّ القبور يوارى فيها من ماتت فيهم الكرامةُ، قبل أن تسقط تحت التراب رؤوسهم.

مائتون، من زمان مائتون... انّما السؤال الذي لا ينفكّ يطرق باب كلّ مؤمنٍ، بأنّ الله حقّ وعدل، يطرق بابه ويقلق باله هو: أين هم الناطقون باسم الله في كلّ حين، في كلّ دين؟ ومع تعاظم المآسي، يمضي المؤمنُ من وجع أعظم، يسأل: أين هو الله نفسه؟ ما له لا يحرّك ساكنا، يوقف عند حدٍّ هؤلاء المسكونين الشياطين؟ أتراه هو الاَخر اقام، على غير ما عهدناه فيه، تحالفا مع "يهوه"، اله أعداء جميع البشر؟

الموقف من فلسطين، من الجاري في فلسطين، هو مقياس الحقّ، وهو مقياس الباطل. لعنةُ فلسطين باقية تلاحق، والى يوم الدين، الظالمين ومناصريهم، وباقية وصمةَ عار لا على عربٍ جلّهم في جهالاتهم، والغياب خارج الاعتبار والحساب، بل على كلّ الساكتين المنافقين، لا سيما دعاة الحياد بين الحقّ الذي هو الله، والباطل الذي يعرف اهلُه الله .

الأكثر قراءة

إنذار سعودي أخير وخطير للبنان