اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد ظهر أمس الى بيروت آتياً من لارنكا، على متن طوافة عسكرية للجيش اللبناني، بعد ان اختتم زيارته الرسمية الى قبرص، التي أتت تلبية لدعوة من نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس، والتي اكدت على ترسيخ العلاقات القائمة بين البلدين ، وتعزيز الروابط بين البلدين.

وقائع المحادثات

وكان الرئيس عون انتقل الى القصر الرئاسي القبرصي من لارنكا، التي وصلها على متن طوافة عسكرية للجيش اللبناني، وكان في استقباله في المطار وزير الدفاع القبرصي، Vasilis PALMAS الذي رحب به بإسم الرئيس القبرصي، وسفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل، والقنصل زياد كوسا، ومدير المراسم في قبرص وعدد من الديبلوماسيين.

وفور وصوله الى القصر الرئاسي في نيقوسيا، كان في استقباله الرئيس خريستودوليدس، وأقيمت له مراسم التشريفات الرسمية، وعرض الرئيسان ثلة من حرس الشرف، وعُزف النشيدان اللبناني والقبرصي. ووضع الرئيس عون إكليلا من الزهر امام تمثال مكاريوس الثالث رئيس أساقفة الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية وأول رئيس لجمهورية قبرص. ثم صافح الرئيس اللبناني أعضاء الوفد القبرصي، ليصافح بعد ذلك الرئيس القبرصي أعضاء الوفد اللبناني، قبل ان يتوجها الى مدخل القصر لالتقاط الصور التذكارية.

ثم انتقل الرئيسان عون وخريستودوليدس الى مكتب الرئيس القبرصي، حيث عقدا لقاء ثنائياً، فاعرب الرئيس القبرصي عن حرصه على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين ، في مجال الدفاع والامن والطاقة والتجارة والسياحة.

وبعد اللقاء الثنائي، انتقل الرئيسان اللبناني والقبرصي الى قاعة المناسبات، حيث عقدت محادثات موسعة حضرها الجانبان اللبناني والقبرصي .

مؤتمر صحافي مشترك

وبعد المحادثات الموسعة، عقد الرئيسان عون وخريستودوليدس مؤتمرا صحافيا مشتركاً ، حيث نوه الرئيس القبرصي بالعلاقات بين قبرص ولبنان، وما يربطهما من جذور تاريخية، مشددا على "ان البحث تناول كيفية تعزيز التعاون في مجالات التجارة والسياحة والدفاع والامن والطاقة وغيرها. وتحدثنا عن التطورات في المنطقة التي تؤثِّر بشكل مباشر على بلادنا، وعن مواقفنا تجاه القضايا التي ترتبط بالمنطقة".

وتابع: "تحدثنا أيضا عن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، واستطيع القول بكل تأكيد ان قبرص قولا وفعلا لاعب متحمس لتوطيدها. وعلاقاتنا حتما تتأثر بالتحديات المشتركة التي علينا ان نواجهها في منطقتنا، حيث تختار قبرص بكل إدراك الوقوف الى جانب لبنان، لأنه جزء لا يتجزأ من منطقة شرق البحر المتوسط، كما وأن رخاء لبنان وإستقراره هما ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة اليها. وهذه هي الرسالة التي نرسلها الى بروكسل. وطبعا إٍستقرار لبنان ليس لمصلحة قبرص فقط لكن أيضا لمصلحة الإتحاد الأوروبي".

أضاف: "اننا ندعم إٍستقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه. كما أننا نحيي وندعم جهودكم التي تقومون بها شخصيا للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأيضا إتفاق وقف الاعمال العدائية بتاريخ 27 تشرين الثاني 2024".

وقال: "أود ان أؤكد لكم، ان قبرص تدعم مقترح مشاركتكم في اجتماع قمة المجالس الأوروبية، حيث ستتاح لكم الفرصة لعرض رؤيتكم للبنان. وفي هذا النطاق تدعم قبرص هذه المبادرة، ويسعدني أن استقبلكم في مجلس قمة غير عادي للاتحاد الأوروبي سيعقد في العام 2026، خلال رئاسة قبرص للاتحاد".

عون: قبرص كانت الداعم للبنان وستبقى

ثم القى الرئيس عون كلمة قال فيها: "بعد أحد عشر يوماً بالتمام، تحتفلون بالذكرى الواحدة والخمسين لولادة دولة قبرص الحديثة، لكنّ العلاقات بين بلدينا وشعبينا عمرُها قرون طويلة ،لأننا كنا منذ نحو ألف سنة، شبه توأمين يجمعنا ، ولا يفصلنا هذا الأبيض المتوسط...

واكد ان لبنان يتطلع "الى قبرص كونها البلد الذي لطالما كان الداعم له وسيبقى". وقال: "تحوّلنا معاً مستقراً لكل من يسعى إلى السلام والحرية، وهذا هو أكثر ما يجمعنا اليوم، وأعمقُ ما نريده لبلدينا وشعبينا ومنطقتنا والعالم. السلام العادل، عبر الحوار، لتبادل كل الحقوق، والحرية المسؤولة، الحاضنة لكل ازدهار وإبداع، وتطور لحياة البشر وخيرهم".

أضاف عون "نحن نؤمنُ أنّ ما يجمعه التاريخ والجغرافيا، لا تفرّقه الأرقام والأعداد والحسابات، من أي نوع كانت، وهذا ما أثبتته هجراتنا المتبادلة منذ قرون. فكلما هبّت لدى أي منا عاصفة، وجد كل منا ملجأ كريماً لدى الآخر، حتى صرنا بلدين وشعبين كل ما بينهما، قضايا مشتركة. البحرُ ومسألة حدوده، قضية مشتركة، مأساة هجرات البائسين من منطقتنا، قضية مشتركة، حتى أحرام الجامعات اللبنانية هنا، وكابلات الإنترنت بيننا والتي تؤمّن تواصل العلم والمعلومة بيننا، قضايا مشتركة. وتجمعنا خصوصاً عشرات آلاف اللبنانيين المقيمين هنا، في أرض بوابتنا إلى أوروبا والغرب والمجندين ليفتحوا لقبرص بوابة لبنان صوب الشمس".

وختم الرئيس عون "السيد الرئيس، يعودُ اسمُ قبرص لغوياً، إلى معدن النحاس الصلب الثمين، ويعودُ اسمُ لبنان إلى البخور الزكي المقدّس، والاثنان معاً أعطيا العالم الأداة لنشر عطر الرجاء ،وهذا ما نعملُ له معاً، كل يوم".

جولة على الخط الاخضر

ثم انتقل الرئيسان عون و خريستودوليدس الى مبنى بلدية نيقوسيا، حيث كان في استقبالهما رئيس البلدية Charalambos Prountzos ، الذي رحب بالرئيس عون في قبرص، قبل ان يرافقه والرئيس القبرصي في جولة على الخط الاخضر، الذي يشكل منطقة عازلة تفصل بين القسمين الشمالي والجنوبي من الجزيرة، ويمتد عبر العاصمة نيقوسيا.

مأدبة غداء

بعد ذلك، عاد الرئيسان عون وخريستودوليدس الى القصر الرئاسي، حيث اقام الرئيس القبرصي مأدبة غداء على شرف نظيره اللبناني في القاعة الوزارية، استكملت في خلالها المحادثات حول القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك.

الأكثر قراءة

بري الذي أذهل المبعوث الأميركي