اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


کلما کتبت مقالة حول اي موضوع، خصوصًا ما یهم المواطنين في معيشتهم اليومية، يتصل بي عدد كبير من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والنقابيين من مختلف الاتجاهات، ويشجعونني على المزيد من المقالات. إلا ان جوابي بات جاهزا وهو ما كان يردده دولة الرئيس الدكتور سليم الحص: "في لبنان الكثير من الحرية والقليل من الديموقراطية". مع ان هذه الحرية ليست دائما مصونة، في ظل بعض القرارات التي تحد منها عن طريق التهويل.

لا اعتقد ان هناك ملفا او موضوعا، إلا وتطرقت اليه بعشرات المقالات: ملفات المرفأ، واموال المودعين المنهوبة، والمولدات الكهربائية التي بات اصحابها اقوى في الدولة، ولا احد يتجرأ على الوقوف بوجههم، والدراجات النارية الشرعية وغير الشرعية، التي لا يحترم سائقوها القوانين والانظمة وكرامات الناس، وجماعة الزجاج الأدكن، وما يحصل في المعاملتين وفي بقية المناطق اللبنانية.

 كل ذلك بالاضافة الى الفساد في الادارات، حيث زادت الاكراميات والتحكم بوقت المواطنين وبكراماتهم وبمصالحهم، من قبل بعض الموظفين "الفاتحين على حسابهم" من دون حسيب او رقيب، وهم الذين كانوا في حالة ترقب لمسار الامور، وما اذا كان سيصيبهم ما اصابهم او اصاب من سبقهم يوم انتخاب الرئيس الشيخ بشير الجميل.

يضاف الى كل ذلك قلة الخبرة في التعاطي مع الملفات، والوضع السياسي المأزوم، في ظل عودة تحكم الاحزاب بمفاصل الدولة وتناخرها مع بعضها. كما والوضع العسكري في الجنوب والبقاع وبيروت، والوضع الامني في كل لبنان حيث توجد جميع اجهزة الاستخبارات العالمية. فكيف يمكن المواطن في ظل هذا الجو غير السليم ان يفكر في مستقبله ومستقبل اولاده وعائلته.

كنت اردد وما ازال: إذا لم نكن قادرين على فتح الاوتوسترادات، فلنقفل الحفر. هذا الكلام ينطبق على جميع المرافق. فإذا كان هناك صعوبات في حل المشاكل الخلافية بين مكونات المجتمع، والتي تحتاج الى تعمق في الدراسة واتخاذ القرارات بشأنها، فما المانع من حل الامور العادية مثل محاربة الفساد في الادارات، ومنع تجول الدراجات النارية المخالفة، ووضع الخطط المتعلقة بأموال المودعين والمولدات الكهربائية، وبقية الملفات؟

ما ينقص هو الخبرة، ومعرفة اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، والضرب بيد من حديد دون الالتفات الى اي مصالح شخصية او مراعاة الصداقات التي قال عنها الجنرال ديغول يوما: "على المسؤول ألا يكون لديه اصدقاء".

الحل بسيط والمطلوب الخبرة الجيدة والقرار بالنجاح.                      

     *نقیب المحامین السابق فی بیروت

 

الأكثر قراءة

لبنان الرسمي مُطالب بموقف حازم من تصريحات باراك جعجع: كلامه مسؤوليّة الحكومة والسلطات الرسميّة مُفاوضات غزة تترنح...حماس: وصلنا الى مرحلة صعبة