اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

خرجت جامعة البلمند ، 1436 طالبا للعام 2024 – 2025 من مختلف الاختصاصات والكليات من فروع الجامعة كافة، في حرم الجامعة الرئيسي في الكورة.

‎أُقيم احتفال رعاه وحضره بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنّا العاشر، في حضور وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسّى، ممثلًا الرؤساء الثلاثة العماد جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، وزيرة التربية الدكتورة ريما كرامي، وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، خطيب الاحتفال الدكتور ميغيل أنخيل موراتينوس كيوبي، نائب وزير الخارجية في الجمهورية اليونانية يوانيس ميخائيل لوفردوس، سفيري اليونان واسبانيا، المطارنة والأساقفة في لبنان وبلاد الاغتراب، النواب جورج عطالله فادي كرم جورج عدوان وأشرف ريفي، وعدد من النواب والوزراء السابقين، وممثّل عن قائد الجيش وممثلين عن رؤساء الأجهزة الأمنية، ورئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق، إلى عدد من الشخصيات وأهالي الخرّيجين وأصدقائهم.

يوحنا العاشر: هذا الشرق

يقاسي درب جلجلة

بعد دخول موكب الخرّيجين ورئيس الجامعة وأعضاء الهيئة التعليمية، بارك البطريرك يوحنا العاشر الحفل، وقال: "يا رب الرحمة ويا أبا الأنوار، نناجيك اليوم من على هذه التلة البلمندية، ونحني أمامك عنق النفس والجسد. يا رازق الحكمة نحني أمام حكمتك الإلهية ركبة حكمتنا البشرية، ونسأل ونضرع ونصلي حفلًا واحدًا من أجل أبنائنا خريجي جامعة البلمند".

اضاف : "كن معهم يا الله وأرشد خطاهم. ثبت فيهم خشية اسمك القدوس وضع في نفوسهم اتضاع حكمة البشر أمام جلال حكمة الله. كن لهم نبع خيرٍ ومعين صلاح. اغرس في قلوبهم اتضاع العقل أمام خالق العقل، واحفظهم بجزيل صلاحك ليستمدوا من نور حكمتك فيضيئوا درب حياتِهم وحياةِ مجتمعاتهم وأوطانهم".

وتابع : "يا سيدة البلمند نضيء أمامك شموع النفوس، ونسألك أن تصلي من أجل سلام لبنان واستقرار هذا الشرق الذي يقاسي درب جلجلة. نسألك وأنت المكرمةُ من الجميع أن تحتضني خريجينا وعائلاتِهم والمختصين بهم، وتحمي هذه الجامعة التي تستظل بديركِ وتطلب شفاعتك من غابر الأيام".

لوفردوس: الهيلينية تجربة

حيّة تتجدّد في الحاضر

وتحدث لوفردوس عن الاستمرارية الثقافية للحضارة الهيلينية في لبنان، مؤكدا أن الهيلينية ليست مجرّد إرث ماضٍ، بل تجربة حيّة تتجدّد في الحاضر، قائلا: "فلنعترف أنّ تاريخ الحضارة اليونانية، ليس فصلا انتهى بسقوط القسطنطينية أو بظهور الحداثة، بل على العكس إنها قصة لا تزال تُكتب من بين أماكن أخرى في جبال لبنان، وفي أروقة البلمند، وفي نفوس الشباب الذين يتعلّمون اليونانية، ليتمكّنوا من التفكير بشكل لاهوتي صحيح، ومن أجل العيش الكنسي."

كلمة الخرّيجين: أثبتنا أن الأمل

أقوى من الخوف

وألقى شربل الحيصا من معهد القدّيس يوحنا الدمشقي اللاهوتي كلمة الخرّيجين، قائلًا: " كطلابٍ نعيش في لبنان، كانت رحلتنا أصعب من غيرها. ومع ذلك، ها نحن نقف شامخين. ألا يدلّ ذلك على صمودنا؟ على الرغم من كل شيء مضينا قُدما. كانت أحلامنا كبيرة... ورغم كل الصعاب، أثبتنا أن الأمل أقوى من الخوف".

وراق للطلاب: الوَطن كالكَرامة

إن خَسِرناه مَرَّة فَلَن يَعُود

وفي كلمته، سلّط الدكتور ورّاق الضوء على التحدّيات المتلاحقة التي تمرّ بها المنطقة، قائلاً: "إنّ ما نعيشه في هذا الزمن هو سلسلة من الكوابيس المرعبة، وأبشع ما فيها أنّها كوابيس اليقظة". وحثّ الطلاب على أن يجعلوا من علمهم درعًا في وجه الجهل، قائلا: "أدعوكم لتكونوا وتبقوا دوما حماة لوطنكم تصونوه بعلمكم ومعرفتكم، وتقاوموا أمواج الجهل مهما كانت عاتية، فغضب الجهل والجهالة كغمامة الصيف وأمطار آب، قصيرة البقاء، وسريعة الزوال".

‎اضاف : "لا تَيأَسُوا إِنْ نَظَرتُم إِلى حُكَّامٍ عُقولُهم بَاليةٌ بَاهِتةٌ، وقُلوبُهم بَارِدةٌ كَحِجارةِ القُبُور، وَضَمائِرُهم نَائِمةٌ غَافِلةٌ، تَنتَظِرُ أَن يَتَدَحرَج حَجرُ القِيامةِ عَن سُباتِها العَمِيق. حُكّامٌ يَخافُون مِن ذَكاءِ شَبابِ وَطَنِهم كَيلا يُحرَجوا في غَبائِهم. لَا تَيأَسوا مِن وُجُودِهِم، لِأنَّ حُكمَ الطُغاةِ إِلى زَوالٍ، والطُغاةُ إِلى مَزبَلةِ التَارِيخ. لا تَيأَسوا مِن مَكرِهِم وَخِدَاعِهِم وَلا تَيأَسوا حِين تَسمَعُونَهم يُحاضِرون بِالنَزاهَة وَهُم يُمعِنُون بِالفَسَاد، بَل تَعلَّمُوا مِنهم مَا لا يَجِب أَن تَعمَلُوه".

وقال: "لا تَيأَسوا مِن وطنٍ عَليلٍ مَريضٍ، بَل تَذكَّروا أَنَكم أَنتُم الرُوح وأَنتُم النَبَضُ وأَنتُم الدَواء. لا تُهمِلوا وَطَنَكم وَعامِلوه كما تُعامِلوا أَهلَكم. وتذكَّروا أَنَّ الوَطن كالكَرامة إِن خَسِرناه مَرَّة فَلَن يَعُود.

اضاف : "حَارِبوا الجَهلَ والفَقرَ والفَساد، فويلٌ لأمَّةٍ يَسودُها العَوَزُ، ويُدِيرُها الجَهلُ، ويَملِكُها الفَساد. لَا تَيأَسُوا مِن وَطنِكم، وَلَا تَهجُرُوه، وَإِن كَانت مُغرياتُ الدُنيا وَرَغَدُ العَيشِ سَهلةَ المَنَال أَينَما تُهاجِرون. لَا تَكُونوا كَالطُيورِ المُهاجِرة تَبحَثُ عَن طَعامِها في أَقاصِي الأَرض، دُونَ انتِماءٍ وَلا هَويّة وَلا جُذور. بَل كُونوا رَاسِخين كَشَجرِ الأَرزِ، مِعطائِين كَبَراعِم الزَيتُون، شامخين وفَخُورين كَجِبال لُبنان".

وقال للمهاجرين : "عُودوا لِوَطَنٍ تَصنَعوهُ بأيدِيكِم، وطَنًا يَرقَى لِمُستَوى أحلَامِكم، وطَنًا عَانى الحروب والاحتِلال والظُلم والقَهر، ولَكِّنه أهدَى العَالم نورَ الحَرفِ، وَمنَح البَشَريّةَ سِرَّ القداسَة وَ رَحمَةَ القدِيسين، وَنسَجَ اسطُورَةَ طائِر الفِينيق، لأنَّ شَعبَهُ، وإن قُتِلَ ألفَ مرَّة، يَعودُ لِيحيا ألفَ مرّةٍ ومرّة".

موراتينوس: تبدأ المسؤوليات الجديدة

وعبّر الدكتور موراتينوس كيوبي عن فخره واعتزازه بالصداقة مع لبنان واللبنانيين. وأعلن: "أنّه لفخر أن أقف أمامكم اليوم، في هذا اليوم المليئ بالبهجة والأمل في هذه المؤسّسة العريقة التي تجسّد روح لبنان". وأضاف مخاطبًا الطلاب: "إن حفل التخرّج هو اللحظة الحاسمة في حياتكم التي ينتهي فيها العلم والتدريب، وتبدأ المسؤوليات الجديدة، وهو الوقت الذي تبدؤون فيه بتقديم الخدمات لمجتمعكم".

تسليم الشهادات

وختاما سلّم رئيس الجامعة وعمداء الكليّات الشهادات على المتخرّجين. 

الأكثر قراءة

مفاوضات بين أميركا وحزب الله؟