من يلاحظ الحراك السياسي في عكار في الآونة الاخيرة، يستطيع الاستنتاج انه حَراك سياسي انتخابي، انطلق مع العد العكسي لموسم الانتخابات النياببة المنتظر في ايار العام المقبل... عشرة أشهر فاصلة عن الموعد المقرر، هذا إن حصلت الانتخابات، وما لم تكن المتغيرات الاقليمية قد شملت لبنان ومجمل المنطقة.
منذ اكثر من ثلاث سنوات، بعد فوز "الطقم" النيابي الحالي في عكار، تسود الساحة العكارية حالة من الجمود السياسي، وانخفاض في مستوى الخدمات الانمائية، وتجاهل لكثير من المطالب المعيشية والاجتماعية، وارتفاع لصرخات عكاريين في مختلف القطاعات، نتيجة تهميش المنطقة حيال وعود لم تشهد تنفيذا، مما فاقم من تردي الاوضاع الخدماتية، سواء على مستوى البنى التحتية، ومنها شبكة المواصلات والطرقات الرديئة، او على المستوى الزراعي، او على صعيد التغذية الكهربائية غير المتوازنة، كما على مستوى القطاع الصحي والاستشفائي، وما يعانيه المستشفى الحكومي الوحيد من نقص واهمال وموازنة غير موزونة...
لم يستطع "الطقم" النيابي الحالي، ولا السابق - المتجدد، ترجمة وعودهما للعكاريين، الا في نطاق ضيق جدا محصور بالمقربين جدا، وبالموالين لهذا النائب او ذاك، وبشكل لم يألفه العكاريون في المراحل السابقة، ليكاد بعضهم حصر خدماته بابناء الطائفة فقط، دون الاهتمام ببقية المواطنين، ما خلا قلة من نواب، حاولوا مد جسور الى ابناء الطوائف الاخرى، بغض النظر عن الانتماء الطائفي...
إلا ان ما تشهده عكار مع اقتراب الموسم الانتخابي، حماس لدى نواب، والبدء بتنظيم جولات انتخابية وفق اجندة يومية، واقامة الولائم والمآدب التكريمية التي باتت سيدة الموقف على الساحة العكارية.
اوساط مراقبة لهذا الحراك الانتخابي اعتبرت انه معتاد وطبيعي في كل المواسم الانتخابية، حيث يغيب النواب سنوات عن قواعدهم الشعبية، وعن متابعة ملفات المنطقة وما اكثرها في عكار، بل وملحة جدا، ثم فجأة يطلون بقاماتهم، ويطل معهم" الزفت" الذي بدأ بالوصول مع "زفة" في هذه البلدة وتلك، وكأن الخطة التقليدية تقضي بتأخير الافراج عن الزفت والبدء بتأهيل الطرقات مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، لكنه تأهيل يبقى دون الحد الادنى من المواصفات الفنية اللازمة.
حماسة بعض النواب ايضا، تأتي في وقت لاحظ فيه العكاريون، ان طامحين كثرًا عائدين من ديار الاغتراب هبطوا فجأة على عكار، وفي جَعبهم ثروات طائلة، وقد بدؤوا يعدون العدة لخوض الانتخابات تحت مسميات عديدة، منها التغيير والوجوه الشابة الجديدة. هؤلاء يعتقدون ان الولائم ونثر الاموال هنا وهناك هي الطريق نحو المنصب النيابي، وارتكازهم على الطاقة المالية الواسعة هي السبيل للوصول الى المجلس النيابي، لا الكفاءة او الطاقة الفكرية والعقلية الاخلاقية الجديدة في مندرجات العمل السياسي والنيابي.
باتت شوارع عكار تشهد لافتات تحيي هذا "الزعيم" او ذاك، او رجل الخير والعطاء، واسماء شتى اغلبهم من المغتربين الذين جنوا ثروات في الخارج بمهلة زمنية قياسية، وعادوا الى الوطن يدفعهم الطموح الى مناصب سياسية...
بين طقم سياسي نيابي بات تقليديا، وحفنة من طامحين جدد، تبقى عكار دون المستوى من الانماء، وتبقى على هامش وزارات الدولة. وما ينفذ مؤخرا في بعض البلدات من صيانة وتأهيل وترقيع لطرقات، ما هو الا نموذج عن حجم الاستهتار بالعكاريين، واخماد صرخاتهم بترقيع من فتات" زفت"، بالكاد تمضي اشهر عليه حتى تعود الحفر والخنادق الى سابق عهدها، وكأنه مكتوب على عكار ان تبقى رهينة التهميش والحرمان...
يتم قراءة الآن
-
دمشق تحت النار ومجازر في السويداء: لا رابح من لعبة الخراب التركية «الإسرائيلية»! كيف انكسرت حسابات الشرع على أبواب السويداء؟ «تل ابيب» تريد الجنوب السوري «منطقة عازلة» وحاكم خليجي: لقد خدعنا الأميركيون
-
سورية المفكّكة في قبضة نتنياهو
-
براك التقى أورتاغوس ... وهذا ما ناقشاه
-
حين لا تنفع التنازلات ولا الحلفاء... كيف يقرأ لبنان درس السويداء؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
07:52
وصول الرئيس عون إلى مبنى الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية في منطقة المتحف حيث كان في استقباله رئيس الجامعة بسام بدران لتفقّد أوضاع الجامعة والاطلاع على أبرز حاجاتها والصعوبات التي تواجهها
-
07:43
"التحكم المروري": قتيلان و ١٣ جريح في ١١ حادث تم التحقيق فيها خلال ال ٢٤ ساعة الماضية: ١١ حادث ، قتيلان و ١٣ جريح
-
07:42
"التحكم المروري": جريحان نتيجة تصادم بين فان و دراجتين ناريتين تحت جسر الصفير و دراج من مفرزة سير بعبدا يعمل على المعالجة
-
07:19
الديوان الأميري القطري: أمير قطر أجرى اتصالا بالرئيس السوري مؤكدا دعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها
-
23:32
الرئاسة السورية: القادة الثلاثة شددوا على دعمهم وحدة سوريا وسلامة أرضها وأهمية بسط الدولة سيادتها على أراضيها، وعبروا عن وقوفهم إلى جانب سوريا في هذه الظروف الدقيقة ورفضهم التدخلات الخارجية.
-
23:32
الرئاسة السورية: الشرع أكد أن الدولة السورية تظل ملتزمة بحماية جميع أبناء الشعب السوري بمختلف أطيافهم ومذاهبهم.
