اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

                                                                                                                                       

لم تتكبد السلطات اللبنانية سواء السياسية او تلك الامنية عناء الخروج لتبرير تجميد ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات مجددا والاطاحة بالمهل الزمنية التي كان قد تم الاعلان عنها بعيد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان.

ويتقاذف المعنيون بالملف سواء اللبنانيون او الفلسطينيون مسؤولية الخروج لتحديد تواريخ محددة لسحب السلاح ذهبت أدراج الريح، مع العلم ان اي مواكب ولو عن بعيد للملف الفلسطيني في لبنان يُدرك ان طريقة مقاربة الملف مؤخرا والخروج للحديث عن مهلة 16 حزيران تمت بسذاجة غير مسبوقة في العمل الامني والسياسي.

تكتم وسرية

وتشير مصادر معنية بالملف ان بعض القادة الامنيين اعتبروا ان تصريحات محمود عباس مرفقة بالجو الاقليمي والدولي الجديد من شأنها ان تشكل قوة ضغط تدفع الفصائل تلقائيا لتسليم سلاحها، معتبرين ان الامر قد يحصل بالسهولة الني حصل فيها تسليم السلاح خارج المخيمات. وتضيف المصادر لـ"الديار": "الا ان هذه الحسابات الخاطئة وضعت العهد والحكومة في موقع لا يُحسدان عليه امام الرأي العام اللبناني او المجتمع الدولي، من هنا تتم راهنا مقاربة هذا الملف بكثير من التكتم والسرية وبعيدا عن الاضواء تفاديا لخيبات جديدة".

ويؤكد مصدر حكومي لـ"الديار" ان "العمل على معالجة ملف السلاح الفلسطيني مستمر لكن بصمت وتكتم" داعيا لمراقبة "النفضة التي تحصل داخل بيت السلطة الفلسطينية والتي تشكل اساسا في اطلاق عملية تسليم السلاح".

إستهداف اسرائيلي للمخيمات؟

وبات كثيرون مؤخرا، وبخاصة من بعض الفصائل الفلسطينية، يميلون لربط مصير السلاح الفلسطيني بمصير سلاح حزب الله وبالتالي مصير المنطقة، من منطلق انه لا يمكن الرضوخ لما يريده الاسرائيلي والتخلي عن آخر اوراق القوة لمواجهته. وهنا تقول المصادر: "ما هو محسوم ان تسليم السلاح الفلسطيني سيتم اولا، لا سلاح حزب الله، اما التواريخ والمهل الزمنية فمجهولة تماما".

وتنبه المصادر من "بدء التداول بسيناريو يقول ببدء اسرائيل باستهداف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات في حال أيقنت ان هناك تجميدا لهذا الملف".

ملف معقد جدا

ويستغرب العميد المتقاعد منير شحادة ربط مصير السلاح الفلسطيني بمصير سلاح حزب الله، معتبرا في حديث لـ"الديار" ان "موضوع سلاح المخيمات معقد جدا لوجود عدة فصائل في نفس المخيم وفي كثير من الاحيان هي فصائل متناحرة وفي حالة اشتباك دائم اضافة الى وجود خلايا ارهابية". ويضيف: "وضع سلاح المخيمات مختلف تماما عن وضع سلاح المقاومة الذي يتطلب استراتيجية دفاعية يتم بحثها بين فريقين هما رئيس الجمهورية من جهة وحزب الله من جهة اخرى. اما السلاح الفلسطيني فلا مرجعية واحدة لمحاورتها بخصوصه، وحتى داخل الفريق الواحد هناك خلافات وهو ما ظهر جليا في الخلافات المتواصلة داخل حركة فتح".

وينبه شحادة من ان "اي قرار بالدخول الى المخيمات لنزع السلاح سيكون مكلف جدا تماما كما حصل في نهر البارد" مستهجنا حديث البعض عن ان المقاومة هي التي تطلب من الفصائل عدم تسليم السلاح متسائلا "هل اصلا حركة فتح ذات الهوى الاميركي تلبي طلبات ورغبات حزب الله؟!"