اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء، أنها ما تزال تركّز على التوصّل إلى نتيجة تفاوضية في محادثات التجارة الجارية مع الولايات المتحدة، في ظل تصاعد القلق من فشل التفاهم قبل الموعد النهائي الذي حدّدته واشنطن لفرض رسوم جمركية جديدة.

وأوضحت المفوضية، في بيان رسمي، أن مفوض التجارة الأوروبي ماروس سيفكوفيتش سيجري محادثات مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك في وقت لاحق اليوم، في محاولة لتقريب وجهات النظر وتفادي التصعيد.

وجاء في البيان: "في حين أن أولويتنا تبقى التفاوض، إلا أننا نواصل بالتوازي التحضير لجميع السيناريوهات، بما في ذلك اتخاذ إجراءات مضادة إضافية".

ويُنظر إلى اللقاء الأوروبي-الأميركي المرتقب اليوم كفرصة أخيرة لتجنّب أزمة تجارية جديدة بين الجانبين، قبل دخول المهلة النهائية حيّز التنفيذ.

وكان الوزير الأميركي لوتنيك قد أعلن، في تصريحات الأحد الماضي لشبكة "CBS News"، أن المهلة النهائية المحددة في الأول من آب لبدء فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي "ثابتة ولا رجعة فيها". وأضاف: "اعتباراً من الأول من آب، ستُطبق الرسوم الجديدة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى إمكانية استمرار المحادثات بعد هذا التاريخ، مع بدء تنفيذ العقوبات.

رغم ذلك، أعرب لوتنيك عن ثقته في التوصل إلى اتفاق، مشدداً على أهمية العلاقات بين الجانبين: "نحن نتحدث عن أكبر شريكين تجاريين في العالم. سنتوصل إلى اتفاق، وأنا واثق من ذلك".

لكنّ الاتحاد الأوروبي يلوّح بخطة ردّ انتقامي في حال مضت واشنطن في تطبيق الرسوم العقابية، رغم محاولة المفوضية التفاوض على صيغة مخففة شبيهة باتفاق المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة، والذي نصّ على رسوم أساسية بنسبة 10% مع استثناءات لبعض القطاعات الحيوية كصناعة السيارات والطيران والصلب.

وبحسب شبكة "CNBC"، يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبة متزايدة في إقناع واشنطن بإبرام اتفاق مماثل، وسط تصاعد الشكوك بين الخبراء حول قدرة بروكسل على تحقيق مكاسب حقيقية قبل موعد فرض العقوبات.

وفي ظل تباعد المواقف، تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه محادثات اليوم بين سيفكوفيتش ولوتنيك، فيما يلوح في الأفق شبح أزمة اقتصادية جديدة قد تؤثر على المبادلات التجارية عبر الأطلسي، وتعيد التوتر إلى العلاقات بين الجانبين بعد سنوات من محاولات إعادة التوازن إلى ملف التجارة.