اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يتوصّل تحليل داخلي أجرته الحكومة الأميركية إلى أي دليل على قيام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسرقة ممنهجة للإمدادات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة، وهو ما يطعن في المنطق الرئيسي الذي تطرحه "إسرائيل" وواشنطن لدعم آلية المساعدات الجديدة.

وتُشير تقديرات أممية إلى أن قوات الاحتلال "الإسرائيلية" قتلت أكثر من ألف شخص كانوا يسعون للحصول على إمدادات غذائية، أغلبهم بالقرب من مواقع التوزيع العسكرية التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مساعدات خاصة تستخدم شركة لوجستية أميركية ربحية يديرها ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية ومحاربون قدامى مسلحون بالجيش الأميركي.

وقد أُجري هذا التحليل - الذي لم يُنشر من قبل - بواسطة مكتب تابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، واكتمل في أواخر حزيران الماضي. ودرس التحليل 156 واقعة سرقة أو فقدان لإمدادات ممولة من الولايات المتحدة، أُبلغت عنها منظمات مساعدات أميركية شريكة، خلال الفترة الممتدة من تشرين الأول 2023 وحتى أيار من هذا العام.

وبحسب شرائح عرض لنتائج التحليل اطّلعت عليها وكالة "رويترز"، لم يجد المحللون "أي تقارير تزعم أن حماس استفادت من الإمدادات الممولة من الولايات المتحدة".

في المقابل، نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية صحّة هذه النتائج، مؤكداً وجود "أدلّة مصوّرة" على نهب حماس للمساعدات، لكنه لم يُقدّم أي فيديوهات أو وثائق داعمة، واتّهم المنظمات الإنسانية التقليدية بالتستّر على ما وصفه بـ"فساد المساعدات".

وقال مصدران مطلعان إن النتائج أُحيلت إلى مكتب المفتش العام في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وإلى مسؤولي وزارة الخارجية المعنيين بسياسة الشرق الأوسط، في وقت يتفاقم فيه النقص الحاد في الغذاء داخل قطاع غزة المدمّر.

وتواصل "إسرائيل" الزعم بأنها تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، لكنها تؤكّد أن عليها فرض سيطرة مشددة على عمليات التوزيع "لمنع سرقتها من قبل حماس"، في محاولة لتحميل الحركة مسؤولية الكارثة الإنسانية.

ويؤكّد برنامج الأغذية العالمي أن ما يقارب ربع سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة، يواجهون ظروفاً تلامس المجاعة، بينما يعاني آلاف آخرون من سوء تغذية حاد، وتشير منظمة الصحة العالمية وأطباء ميدانيون في القطاع إلى وفاة أطفال وآخرين بسبب الجوع.

وقد أجرى التحليل مكتب المساعدات الإنسانية في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي كانت الممول الأكبر للمساعدات المخصصة لغزة، قبل أن تُقدم إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على تجميد كل المساعدات الخارجية في كانون الثاني، منهيةً بذلك آلاف البرامج.

كما عمدت الإدارة الأميركية لاحقاً إلى تفكيك الوكالة ودمج وظائفها ضمن وزارة الخارجية الأميركية.

ووفقاً للموجز التحليلي، توصّل التقرير إلى أن ما لا يقل عن 44 من أصل 156 واقعة سرقة أو فقدان للإمدادات الإنسانية، كانت "بشكل مباشر أو غير مباشر" نتيجة للإجراءات العسكرية "الإسرائيلية". ولم يصدر أي رد من جيش الاحتلال على هذه المعطيات.

ومنذ 7 تشرين الأول 2023، تشن "إسرائيل" بدعم أميركي شامل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أودت حتى الآن بحياة أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد المفقودين 9 آلاف شخص، وأُجبر مئات آلاف المدنيين على النزوح، في ظلّ مجاعة تتفاقم يومًا بعد يوم وتحصد أرواحاً إضافية.