اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من "ميسي ورونالدو" إلى "يامال ومبابي"، يبدو أن كرة القدم الإسبانية لا تنفكّ تعيد اختراع أساطيرها.

اختيار القميص رقم 10 لم يكن مجرد قرار إداري هذا الصيف، بل شرارة أشعلت مواجهة إعلامية ورمزية بين ريال مدريد وبرشلونة، وبين نجوم من جيلين مختلفين يتقاطعان في توقيت مثالي لصناعة قصة جديدة في تاريخ الكلاسيكو.

من خلال اللعب على رمزية القميص رقم 10، سواء لدى كيليان مبابي أو لامين يامال، أشعل ريال مدريد وبرشلونة مباراة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر بكثير، بحسب موقع "فوتبول 365" الرياضي الفرنسي.

مقارنة بين مبابي ويامال

وأوضح الموقع الفرنسي أنه "عند النظر عن كثب، هناك الكثير من الفوارق بين كيليان مبابي ولامين يامال. أولها العمر"، موضحاً أن النجم الفرنسي يبلغ من العمر 26 عامًا، في حين أن الإسباني لم يُكمل سوى 18 عامًا.

وأضاف أنه من الجانب الفني، مبابي يعد آلة تهديفية خارقة، لكنه أقل تميزًا في صناعة اللعب، على عكس يامال، الجناح المبدع والمراوغ في برشلونة، الذي يبني لعبه على التمريرات والمراوغات، رغم أنه لا يزال يحتاج لتطوير قدرته التهديفية (سجّل 9 أهداف في الليغا الموسم الماضي).

ورأى أنه مع ذلك، هناك أرضية مشتركة لن يبتعدا عنها كثيرًا أبدًا، وهج الأضواء. لأنهما وُلدا من أجلها، فهما "أطفال الملوك"، وهذه هي طبيعة مسيرتهما.

ورغم أن النجم الكتالوني يتفوّق في المواجهات غير المباشرة (سبع انتصارات مقابل واحدة فقط لصالح مبابي، سواء مع الأندية أو المنتخبات)، فإن حضورهما الإعلامي متقارب جدًا، ما يكشف حجم النجومية التي بلغها يامال، رغم صغر سنه.

"لا ليغا" تعيش، وربما تعاني، من إرثها الذهبي، لقد تألقت ذات يوم تحت أقدام اثنين من أعظم نجوم القرن الـ21، ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، كانت القصة حينها متكاملة: الشخصيات، الإخراج، السيناريو، وحتى الموسيقى التصويرية.

وأشار الموقع الفرنسي إلى أن اثنين من المواهب الاستثنائية، كل منهما يمثل وجهًا مختلفًا للعبقرية، أحدهما عبقري صامت، والآخر جائع لا يشبع من المجد.

وقد تبدو محاولة كتابة جزء ثانٍ من تلك الأسطورة بمثابة عبث. لكن في كرة القدم كما في الحياة، الطبيعة لا تحتمل الفراغ.

قصة جديدة تبدأ

ومبابي ويامال لا ينتميان إلى نفس الجيل، لكنهما يتشاركان نفس اللحظة الزمنية، وهذا وحده يكفي لبدء قصة جديدة.

لن تكون إعادة لمنافسة ميسي ورونالدو، وربما لن تستمر طويلًا، لكنها ستُصنع، بكل تأكيد، على طريقة الإنتاجات الضخمة في هوليوود، برعاية ريال مدريد وبرشلونة.

وأحداث هذا الصيف كانت الدليل الأوضح على ذلك.

في يوم الأربعاء الماضي، أعلن برشلونة عن منح الرقم 10 لنجمه الشاب لامين يامال، باعتباره الوريث الشرعي لميسي، ورونالدينيو، وريفالدو.

وبعد أقل من أسبوع، وتحديدًا في الثلاثاء 23 يوليو، أعلن ريال مدريد عن منح القميص رقم 10 لكيليان مبابي، بعد رحيل الأسطورة لوكا مودريتش.

ورغم أن مبابي ليس لاعبًا تقليديًا بهذا الرقم، بل هو أقرب دائمًا للرقم 7 أو 11، وقد تحول مؤخرًا إلى رقم 9 بطريقته الخاصة، إلا أن القميص رقم 10 اليوم لم يعد يعكس فقط موقعًا في الملعب، بل أصبح رمزًا للقيادة، للمكانة، وللهالة الإعلامية.

مبابي يرتدي الرقم 10 مع المنتخب الفرنسي منذ عام 2018، وكان قد طلبه منذ أن كان في الـ19 من عمره.

لأنه يعرف أن هذا الرقم في 2025 لم يعد مجرد "موقع في الخطة"، بل أصبح يُمثل القائد، النجم الأول، مركز الثقل الفني والإعلاني، وهو الدور الذي يؤديه لامين يامال بالفعل في برشلونة، رغم أنه ليس اللاعب الأكثر حسماً حتى الآن.

أخبرني ما رقمك أُخبرك من أنت

ولا يمكننا تجاهل جانب آخر في هذا "الصراع الصامت": الصراع على مبيعات القمصان في المتاجر الرسمية للناديين.

مبابي لا يتوقف عن السعي وراء المجد الشخصي، لكن لا يمكن إنكار أن قرار منحه القميص رقم 10 كان قرارًا إداريًا من ريال مدريد أولًا.

وفي المقابل، فإن يامال أيضًا كان يتطلع بشغف للحصول على الرقم 10، ولم يُخفِ طموحه رغم مظهره الطفولي. برشلونة بدوره يدرك أن هذا التغيير سيُنعش مبيعات القمصان ويُثير حماس الجماهير، خاصة وأن تغيير الرقم بالنسبة للمشجعين غالبًا ما يعني العودة إلى المتجر وإخراج البطاقة المصرفية.

الأكثر قراءة

حتى لو سقطت عروش العرب