قبل أن يغيب جسدياً، ويغلبه المرض، غاب زياد الرحباني عن الفن والمسرح والكتابة واختفت انتقاداته اللاذعة ونكاته الساخرة، فانزوى مع نفسه ومرضه وانقطع عن جمهوره واصدقائه ومحبيه، وكان السؤال الدائم، أين زياد الرحباني الذي نفتقد رؤيته السياسية التي كان يعبر عنها في ادبياته وارائه وافكاره، وهو الانسان التقدمي الذي كان ينشد لبنان الدولة المدنية، وهو اليساري الداعي الى التغيير نحو نظام سياسي خال من الطائفية والمذهبية، وهو المقاوم للاحتلال الاسرائيلي.
شغل زياد بفنه المبدع وادائه المسرحي الحديث، مساحة ثقافية واسعة في لبنان والخارج، فكان عابراً للطوائف وداعياً للمواطنية. ووقف مع الانسان الفقير، وفي الوقت نفسه لم يوفر المواطن من لومه له، لأنه من "الشعب العنيد"، فكان ينتقد السياسيين وزبائنهم واتباعهم.
تعرفت الى زياد الرحباني، مطلع سبعينات القرن الماضي عبر صديقه وصديقي الذي عمل معه في مسرحياته الفنان بيار جمجيان، الذي رحل قبل سنوات، وكنا نلتقي معًا في مطعم "أبو جهاد" في جل الديب، ونحضر مسرحياته في بقنايا، والتي بدأها بـ "سهرية"، وحلت الحرب الأهلية، فانتقل زياد، كما انا، الى منطقة الحمراء، ولم تغب لقاءاتنا، فكنا نتغدى في "مطعم أمين" بمنطقة الحمراء ومقاهيها، ولعب زياد دوراً في تحويل الفن الى اداة للتوعية السياسية، كما نبذ الطائفية، وطرح الحلول، فكان أنشط فكرياً وثقافياً من "الحركة الوطنية" آنذاك، والافعل شعبياً، فانتشرت اغنياته، واقتطعت مقاطع من مسرحياته، فتم اسقاطها على واقعنا بكل شؤونه وحفظها الناس.
يرحل زياد، كما ارتحل غيره من قامات وطنية وفكرية وثقافية وسياسية ونضالية، ومعه نفقد شخصية مميزة أضحكتنا لواقعنا، وسخرت منه، وما زال مسرحه يصرخ بوجهنا، ان استفيقوا واتعظوا وغيروا.
كنا دائماً نذكر مع كل ما يحدث معنا اغاني زياد ومسرحياته.
ركب زياد البوسطة الى الخلود، وتركنا مع "فيلم أميركي طويل".
يتم قراءة الآن
-
صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟
-
سلام نتنياهو: لبنان مستوطنة "إسرائيليّة"
-
«إسرائيل» تفرض واقعها جنوب لبنان... لا تعهدات ولا ديبلوماسية توقفها قلق من مرافقة السناتور غراهام المتشدد «اسرائيليا» لبرّاك واورتاغوس الى بيروت
-
رقصة الغراب حول جثة نتنياهو
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
19:04
لاريجاني: المقاومة في المنطقة رأس مال استراتيجي ونحن بحاجة إلى دعم حزب الله كحاجته لنا، وقضايا لبنان تحل بالحوار الداخلي ونحن لا نفرض شيئا على حزب الله فهو ناضج ويأخذ قراراته بنفسه.
-
19:03
أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني: سنواصل مساعدة حزب الله اللبناني كما في السابق وهو رأس مال للبنان.
-
18:33
مستشفيات غزة: 60 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في القطاع منذ فجر اليوم بينهم 36 بمدينة غزة.
-
18:32
بيان مشترك للفاو واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي والصحة العالمية: يجب وقف المجاعة في غزة.
-
18:32
المقرر الأممي الخاص بالغذاء: الدول العربية في المنطقة هي أول من يجب عليه فرض عقوبات على "إسرائيل"، ونحتاج إلى قرارات سياسية و"إسرائيل" تضرب بعرض الحائط القوانين الدولية.
-
17:24
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: الإعلان الأممي وإن جاء متأخرا يثبت أن "إسرائيل" تعمدت صنع المجاعة في غزة، ومعطياتنا الميدانية تظهر أن الواقع في غزة أسوأ بكثير مما في التقرير الأممي.
