اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


إبداع مقاومة جديدة

لا تنتهي الحروب في مراحلها  المتواصلة فقط، بهزيمة  لطرف هنا وبالنصر لطرف هناك. تنتج الحروب في كلّ  دورة من دوراتها، دروسا وعِبرا لكلا منتصر ومُتَهيِّىءٍ لنصر، لطامحٍ بكل عزيمة، الى النصر بعد هزيمة. ولعلّ  أكثر الدروس قساوة علينا في هذه الحرب الطويلة  والمتعدّدة الوجوه، التي يواصل اعداء وجودنا شنّها علينا، هو درسُ المرحلة الاخيرة وأفصحُ العناوين دلالةً على مضامين هذا الدرس: ماذا بعد؟ الى أين نحن ماضون؟ وفي المتفرّعات عن هذه العناوين أسئلةٌ لا يُغفل التصدّي  لها منّا، الّا المُغفّلون. ما هي مكامن الخلل التي أتاحت  للعدو ان يُصيبَ غيرَ مقتلٍ فينا؟ وهل ارتقى بنا وعيُنا، بعد مرير التجارب المتلاحقة، الى مستوى فهمنا انّنا نواجه عدوا استثنائيّا في شرّه المنظّم.

ولئنْ كان واحدنا، فردا أو فريقا  بعينه لا يملك جوابا حاسما واضحا عن هذه الأسئلة وعمّا هو مثلها في خطورتها، الّا  أنّ ذلك لا يحول، بل يوجب مقاربتها ممّا  يلوح من اربداد الغيوم في كلّ أفق يحيط بنا. من الغيمة المعبّأة  بكل سواد، على اطروحة نزع سلاح المقاومة أو تسليمه، نرى ان خير الردود لاتقاء هطول مطر اسود، لا بالنزع ولا بالتسليم، بل بالدعوة الى تعميم سلاح المقاومة.

فحصريّة المقاومة بأسلاميّتها كانت الدريئة والذريعة التي طالما تلطّى خلفهما المطالبون بحصريّة السلاح بيد الدولة. وهو كلام حقٍّ ما اراد منه حقّاً جميع الداعين اليه. من الاَن والى ان تكون لنا دولة معافاة تحمي حقوق الوطن والمجتمع والناس فعلا، لا بدّ لنا من ابداعٍ في المواجهة جديد. هذا الابداع هو مسؤولية جميع المؤمنين بالحياة عزيزة كريمة، في دولة تحمي بقوتها حدودها، تحمي وجودها.

الأكثر قراءة

جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»