اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

جويل عرموني

لم يكن رحيل زياد الرحباني حدثًا عابرًا في ذاكرة الفن ولا في وجدان محبيه، لكنه جرح مفتوح في قلب والدته السيدة فيروز، جرح لا يشبه أي ألم.

زياد لم يكن مجرّد ابن، بل كان روحًا موازية لصوتها، ظلّها المختلف، رفيق صمتها الطويل، وعصبها الفني الذي منح الحياة لأغنياتٍ خالدة وحكاياتٍ لا تموت.

اليوم، وهي التي غنّت للحبّ والحنين، وللعمر والبلاد، تجد نفسها أمام فراغٍ لا يُحتمل. كيف لفيروز، التي كانت صدى لأحلامنا، أن تتحمّل صدى الفقد؟ كيف لصوتٍ اعتدنا أن يطبطب على أوجاعنا أن يجد ما يداوي وجعه الشخصي؟

زياد الرحباني لم يكن موسيقيًّا عاديًا، كان الابن العبقري، الشاعر الساخر، والمفكّر الذي عاش خارج كل القوالب. كان يحاورها بنغماته حتى حين تصمت، يكتب لها ما لا يقال، ويترجم وجع الوطن في ألحانٍ تتأرجح بين الثورة والحنين.

اليوم، ومع غيابه، تخسر فيروز أكثر من ابن، وتخسر بيروت آخر مَن كان يشبهها.

زياد رحل، لكن حوارهما سيبقى في ذاكرة الفن اللبناني، كأنّه موسيقى لا تموت.

فيروز، أيقونة لبنان والعالم العربي، ستظلّ في قلوبنا، لكننا نعلم أنّ قلبها لن يكون كما كان بعد رحيل زياد...وكأن آخر وترٍ في حياتها قد انقطع.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

اول غيث العناد اهتزاز «ميثاقية» الحكومة بري يخرج عن «السمع» يدبروا راسهم... وتصعيد متدرج للـ«الثنائي» الحكومة تقرّ مقدمة ورقة براك وتعد بإنقاذ الاقتصاد!