اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


زيارة لافتة قام بها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من مفتي المناطق، للرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في منزله بكليمنصو، واللافت ايضاً حضور رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" طلال ارسلان، اللقاء الذي جمع نواب "اللقاء الديموقراطي" ومسؤولين من الحزبين.

وتأتي هذه الزيارة، من ضمن زيارات قام بها المفتي دريان مع وفد المفتين، الى كل من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، وهو بدأ بهذه المراجع الرسمية والسياسية، ليستكملها بزيارات الى المراجع الدينية، وتحديداً دار الطائفة الدرزية ليلتقي شيخ العقل سامي ابي المنى.

ووجود ارسلان في اللقاء، الذي تعشى على مائدة جنبلاط قبل اسبوع، للتأكيد على وحدة الموقف الدرزي، لا سيما من الاحداث الدموية في سوريا، وفق ما تقول مصادر اطلعت على اللقاء، الذي ساده الود والاحترام المتبادل، ولتحية جنبلاط وارسلان على جهدهما لوأد الفتنة السنية ـ الدرزية، ومنع تمدد ما يحصل في سوريا الى لبنان، ليبقى بمنأى عن ما يحصل في سوريا او خارجها.

ثمّن مفتي الجمهورية ما قام به كل من جنبلاط وارسلان، ومن موقعهما كمرجعيتين درزيتين، في تهدئة النفوس والتصرف بحكمة وعقلانية، وفق ما كشفت مصادر دار الفتوى، التي اكدت على ان الفتنة باتت وراءنا، وان الطرفين يعملان على تعزيز العلاقة والوحدة السنية الدرزية.

واكدت المصادر ان مفتي الجمهورية في لبنان يمثل بموقعه المرجعية الدينية الاسلامية للمسلمين في لبنان، وان موقفه يؤخذ به، وهو ايضاً مع غياب مرجعية سياسية موحدة للسُنة في لبنان، يغطي ذلك في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان خصوصا والمنطقة عموماً، واشارت مصادر دار الفتوى الى ان الصراحة سادت اللقاء بين الطرفين السني والدرزي، وجرى تبادل للافكار، واتفق الحاضرون على ان لا يتمدد اي حدث في سوريا الى لبنان، وان ما يجري فيها هو شأن سوري داخلي، ولا يجوز ان ينعكس على لبنان، لا بل سد الابواب امامه.

وانتهى اللقاء الدرزي ـ السني في كليمنصو على توافق تام، بالتمسك بالتاريخ المشترك الذي يجمع السُنة وطائفة المسلمين الموحدرين الدروز، وفق ما يقول النائب الدكتور بلال عبدالله عضو "اللقاء الديموقراطي" لـ"الديار"، والذي وصف ما جرى في "لقاء كليمنصو" بانه كان تأكيدا من جنبلاط وارسلان على ان الدروز والسُنة، يجمعهما الانتماء الى العروبة والاسلام ولا يفرطان بهما.

واشار عبدالله الذي حضر اللقاء الى ان المفتي دريان شكر جنبلاط وارسلان والطائفة الدرزية، على الحكمة التي تحلوا بها في معالجة ما حصل من احداث مؤسفة، وسعي جنبلاط من خلال اتصالاته على وقف اطلاق النار، ودعوته لفتح حوار وطني سوري، واجراء مصالحة، بعد وضع آلية لذلك.

واكد ان التوافق كان تاماً في "لقاء كليمنصو" على عدم التفريط بالثوابت الوطنية المشتركة للدروز والسُنة، والوقوع في فخ المشاريع "الاسرائيلية" لتفتيت المنطقة، وكشف عن ان وفداً من بلديات ومخاتير وفاعليات في اقليم الخروب سيزور دار الطائفة الدرزية، ويقدم لشيخ العقل التعازي بالشهداء الذين سقطوا في محافظة السويداء، وهذا ترسيخ للوحدة الوطنية، وان الاقليم وهو من الشوف ادارياً، لم يحدث فيه ما يعكر الاستقرار بين مكوناته، وهذا دليل وعي المواطنين، ومواكبة من القيادات السياسية والحزبية والروحية، لمحاصرة اي حادث قد يؤدي الى فتنة.

ان تحرك المفتي دريان باتجاه المراجع الدرزية، ومنها زيارته الى كليمنصو ولقاؤه بجنبلاط وارسلان، هو رد فعل جيد على ما قامت مراجع الطائفة الدرزية، وفق ما تقول مصادر مشيخة العقل، التي ترى بان حضور جنبلاط وارسلان سويا اللقاء مع المفتي دريان ومن رافقه، انما للتأكيد على الوحدة الداخلية الدرزية، وعلى التفاهم بين الزعامتين الجنبلاطية والارسلانية، ان لا يحصل اي خلاف درزي ـ سني، او درزي ـ درزي، واكدا على ذلك في اثناء "لقاء كليمنصو"، كما ان الحزبين "الاشتراكي" و"الديموقراطي"، تواصلا مع فعاليات ومراجع سنية، لاحتواء اي اشكال فردي وعدم توسعه، ونجح الحزبان مع قوى سياسية وحزبية ومرجعيات سنية، في منع حصول اي حادث في المناطق المختلطة ديموغرافياً.

الأكثر قراءة

الأنظار الى <جلسة الثلاثاء> و<الحزب> مُلتزم بالحوار مع الرئيس عون قادة حزبيون هددوا بتفجير الشارع: الاصبع على الزناد قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل والبلد معرض لخطر وجودي من إســرائيل وداعــش