سامر الحلبي
إن مستوى الأندية الأوروبية لكرة القدم هو الأعلى بين نوادي العالم قاطبة، ففي القارة العجوز تتركز الأندية الهامة والدوريات القوية التي تستقطب الأموال بشكل كبير وتلفت الأنظار على مدى العام.
كما إن مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هي الأكثر جذبا للمشاهدين وللمعلنين كل عام، ومن هذه المحطة الهامة يقبل رجال الأعمال والمهتمون للاستثمار في أبرز وأهم فرق كرة القدم.
وفي السنوات الأخيرة لم يعد الاستثمار في النوادي الأوروبية حكرا على الأوروبيين أنفسهم بل امتد إلى رجال أعمال عرب وخليجيين، على سبيل المثال ما حدث مع نادي مانشستر سيتي الإنكليزي المملوك من مجموعة أبو ظبي الإماراتية المتحدة، وفور تولي هذه الشركة مهامها في النادي المذكور ارتفعت القيمة السوقية للنادي بأضعاف مضاعفة بعد إحرازه لقب الدور المحلي.
ومما لا شك فيه أن الاستثمار هو أمر مربح وخصوصا على المدى الطويل لذا نجد أن رجال الأعمال أو الشيوخ الخليجيين يتهافتون على هذا المشروع، ولا ننسى ان هناك عائدات ربحية من حقوق بث المباريات ومن بيع القمصان الخاصة بكل ناد وأمور أخرى حول العالم تصنع في الصين بأسعار قليلة وتباع حول العالم وداخل أوروبا والولايات المتحدة بأضعاف مضاعفة، ما يعني تسويق العلامة التجارية عالميا بشكل صحيح.
وهذا الاستثمار يثمر في بناء الأكاديميات وتطويرها حول العالم، وهذا يعود بالربح الوفير على خزانة النادي، فعلى سبيل المثال ان مانشستر سيتي أصبح يملك أكاديميات في غالبية بلدان العالم ما يدفع الأباء لاشراك أولادهم في هذه الأكاديميات مقابل اشتراك سنوي وقس على ذلك اي فريق عالمي سواء كان مالكه عربي أو خليجي أو اوروبي.
وأيضا هناك عامل هام ألا وهو ضخ الأموال في بعض النوادي الأوروبية التي تعاني من ثقل الديون أو التعسر في سوء الإدارة.
والنقطة الأبرز من خلال دخول الخليجيين إلى السوق الأوروبية هي زيادة المشاهدات من قبل الجماهير العربية وجعلها تهتم بهذه الأندية، فعلى سبيل المثال أصبح لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي المملوك من الملياردير القطري ناصر الخليفي قاعدة جماهيرة لا يستهان بها في قطر ودول الخليج، وهو يحضر سنويا خلال فترة الشتاء أو قبل رأس السنة بأيام لاقامة معسكر في الدوحة ولعب مباريات دولية ودية مع الفرق الخليجية أو أوروبية ومن هنا يتم تماس مباشر مع الجماهير العربية وبيع ما تيسر من المنتجات التابعة للنادي.
هناك أمر ثان هام جدا وهو قد يكون بعيدا عن الرياضة، وهي السياسة، فقد يتم شراء ناد لتلميع وتحسين الصورة السياسة الناعمة لهذه الدولة أو تلك وبالتالي حتى تكون محط أنظار العالم وحديث الساعة على مدى العام، وهذه سياسة ذكية لأنها تُعرّف العالم بحضارة وثقافة هذا البلد الخليجي الذي يصبح محل جذب للسياح والمسافرين وهكذا يكون المستثمر قد أفاد بلده بشكل غير مباشر.
هناك دوما نظرة مميزة على الأندية المميزة، فقد قام الشيخ الاماراتي منصور بن زايد آل نهيان بشراء مانشستر سيتي الإنكليزي عام 2008 مقابل نحو 200 مليون جنيه استرليني ليبدأ مشروعه الطموح والناجح وليمتد حول العالم، فقد نجح في تحويل النادي إلى مؤسسة "سيتي فوتبول غروب" وهي إمبراطورية رياضية امتدت الى استراليا واليابان والولايات المتحدة وغيرها ونجح الفريق في احراز لقب الدوري 6 مرات ولقب دوري ابطال اوروبا مرة واحدة.
تم ضمان الاستدامة من خلال زيادة الايرادات من صفقات الرعاية إذ تم ابرام اتفاقية مع طيران الاتحاد وبحلول عام 2021 قدرت قيمة مجموعة سيتي لكرة القدم بنحو 5 مليارات دولار، أي ان المشروع الاماراتي نجح بنسبة 100 %.
واستفادت ابو ظبي في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع البلدان الأوروبية وتنويع اقتصادها.
أما عن المملكة العربية السعودية فهي دخلت متأخرة قليلا إلى السوق، ففي عام 2021 استحوذ صندوق الاستثمارات العام في المملكة على 80 % من اسهم نادي نيوكاسل يونايتد الإنكليزي مقابل 300 مليون جنيه استرليني وبدأت النتائج تظهر تباعا من خلال عودة الفريق العريق إلى دوري ابطال أوروبا.
وهذا الاستثمار تنظر إليه المملكة على أنه جزء من رؤية السعودية عام 2030 وهي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني واستخدام الرياضة كأداة قوة ناعمة تسهم في تعزيز دور المملكة في المطقة وحول العالم.
وكان لقطر دور هام وفاعل في كرة القدم الأوروبية والعالمية خصوصا عندما بدأت حملتها الترويجية لاستضافة كاس العالم ونجحت في ذلك، فتزامن ذلك بقيام جهاز قطر للاستثمارات في عام 2011 بشراء نادي باريس سان جيرمان الذي هيمن على الدوري المحلي ونجح الخليفي في شراء أبرز نجوم العالم وهم الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي وغيرهم من نجوم اللعبة العالميين، وهذا العام نجح الفريق الباريسي بعد طول انتظار في احراز لقب دوري أبطال أوروبا.
كما تم ابرام صفقة مع قطر للطيران لفترات طويلة كان لها نفع في زيادة أرباح الشركة القطرية وتعريف العالم بهذا البلد الخليجي الصغير.
أما مملكة البحرين فهي تدخل في شراكات تدريب مشتركة معو نواد اوروبية عديدة في اسبانيا وبلجيكا ولكن من دون الدخول في شراكة مباشرة حتى الان.
في الختام، نجد أن كل ما قام به الخليجيون من استثمار رياضي كروي في قلب القارة الأوروبية كان ناجحا وصائبا وأتى ثماره بشكل مميز.
يتم قراءة الآن
-
هل تغزو الفصائل السوريّة البقاع؟
-
جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»
-
عون في مُواجهة المخاطر: اشهد اني قد بلّغت لبنان بين خطابين... تباين لكن لا صدام داخلي إسرائيل تصعد...واتصالات لمنع انفجار الحكومة
-
الطفلة التي حاورت زياد قبل 29 عاماً: "منحبّك كتير بلا ولا شي"...
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
14:40
تحليق مسيّرات فوق قرى في صيدا
-
12:56
الحكومة الإيرانية: الحوار مع الدول الأوروبية الثلاث بشأن الملف النووي يواجه "تعقيدات متزايدة"
-
12:56
الحكومة الإيرانية: التركيز الأكبر لدى دول "الترويكا" هو على تبادل وجهات النظر أما التفاوض بمعنى السعي للتوصل لاتفاق فهو غير موجود حاليًّا
-
11:16
القناة 13 الإسرائيلية: رئيس الأركان إيال زامير لا ينوي الاستقالة رغم ضغوط الحكومة واليمين عليه
-
11:02
الدفاع المدني أخمد سلسلة حرائق في بلدات الدبية والبرجين وبكشتين في الشوف وفي بدنايل ومجدليا – الكورة
-
10:47
الجيش اللبناني: ما بين الساعة 10.45 والساعة 16.00، ستقوم وحدة من الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة في حقل الدامور – الشوف".
