الغثيان هو شعور مزعج بعدم الارتياح في المعدة، غالبًا ما يسبق التقيؤ، لكنه قد يحدث أيضًا دون حدوث. ورغم أن معظم الناس قد يشعرون بالغثيان من وقت الىآخر نتيجة لتسمم غذائي، أو توتر نفسي، أو دوار السفر، إلا أن الغثيان الدائم، الذي يستمر لأيام أو أسابيع، قد يُشير إلى مشكلة صحية أعمق وأكثر تعقيدًا تستدعي التدخل الطبي والتشخيص الدقيق.
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الغثيان المزمن، وتختلف باختلاف الفئة العمرية والحالة الصحية لكل فرد. من أبرز هذه الأسباب اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل ارتجاع المريء، القرحة المعدية، والتهاب المعدة المزمن، إذ تؤدي هذه الحالات إلى تحفيز العصب المبهم الذي ينقل الإحساس بالغثيان إلى الدماغ.
كذلك، تلعب الاضطرابات العصبية والدماغية دورًا مهمًا في هذا السياق، ومنها الصداع النصفي (الشقيقة)، وأورام الدماغ، وارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة، وكلها حالات قد تترافق مع شعور دائم بالغثيان نتيجة الضغط على مراكز التوازن أو مراكز التحكم في الغثيان في الدماغ.
ولا يمكن إغفال الاضطرابات الهرمونية مثل الحمل خاصة في مراحله الأولى، أو قصور الغدة الدرقية، وكذلك مشكلات الكبد والكلى، حيث يؤدي تراكم السموم في الجسم إلى تحفيز شعور الغثيان بشكل مستمر.
أيضًا، هناك أسباب نفسية وسلوكية تُسهم بشكل كبير في الغثيان المزمن، منها القلق المفرط، نوبات الهلع، والاكتئاب، حيث ينعكس التوتر النفسي على المعدة عبر محور الدماغ-الأمعاء، ما يؤدي إلى اضطراب الجهاز الهضمي والشعور الدائم بعدم الارتياح.
إنّ الغثيان المستمر لا يؤثر فقط على جودة الحياة اليومية، بل قد يؤدي إلى عواقب صحية خطرة إذا استمر لفترات طويلة دون علاج. من أبرز هذه التداعيات فقدان الشهية وسوء التغذية، مما يُسبب فقدان الوزن، وضعفا عاما في الجسم، ونقصا في الفيتامينات والمعادن الأساسية.
وقد يترافق الغثيان مع التقيؤ المتكرر، ما يؤدي إلى جفاف الجسم، اختلال في توازن الكهارل، وانخفاض ضغط الدم، خصوصًا عند الأطفال وكبار السن، وهي مضاعفات قد تتطلب تدخلا طبيا عاجلا.
كما أن الغثيان المزمن قد يؤدي إلى انعزال اجتماعي وتدهور نفسي، نتيجة الشعور بالإحراج أو الانزعاج الدائم، مما يعمّق من الإحساس بالاكتئاب والقلق، ويزيد من شدة الأعراض في حلقة مفرغة يصعب كسرها دون دعم نفسي وطبي متكامل.
رغم أن بعض حالات الغثيان قد تزول من تلقاء نفسها، إلا أن استمرار الأعراض لأكثر من أسبوع، أو ترافقها مع أعراض مقلقة مثل فقدان الوزن غير المبرر، القيء الدموي، ألم البطن الشديد، أو اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، يتطلب استشارة طبية فورية لتحديد السبب الدقيق وبدء العلاج المناسب.
يبدأ التشخيص بجمع التاريخ الطبي الكامل للمريض، وإجراء فحوصات دم، وتحاليل بول، وفحوصات شعاعية مثل التنظير الهضمي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك بحسب ما يراه الطبيب مناسبًا. أما العلاج، فيعتمد بشكل أساسي على معالجة السبب الجذري للغثيان، إلى جانب استخدام أدوية مضادة للغثيان، وتعديل النظام الغذائي ونمط الحياة.
إنّ الغثيان الدائم ليس عرضًا يمكن تجاهله أو التعامل معه بمسكنات مؤقتة. إنه إنذار يرسله الجسم للإشارة إلى وجود خلل صحي يتطلب اهتمامًا حقيقيًا. وبينما قد تكون أسبابه بسيطة في بعض الأحيان، فإن الإهمال في التشخيص والعلاج قد يؤدي إلى مضاعفات جسدية ونفسية خطرة. لذا، فإن الاستماع للجسم وطلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب هو المفتاح للحفاظ على الصحة وجودة الحياة.
يتم قراءة الآن
-
اول غيث العناد اهتزاز «ميثاقية» الحكومة بري يخرج عن «السمع» يدبروا راسهم... وتصعيد متدرج للـ«الثنائي» الحكومة تقرّ مقدمة ورقة براك وتعد بإنقاذ الاقتصاد!
-
ليكن تغيير الشرق الأوسط
-
لماذا يقع لبنان كلّ 15 عاماً في أزمات وحروب؟ أمل وحزب الله يخشيان سقوط الهيكل... ويستبعدان الشارع
-
جلسة بلا ثنائي؟ علامات استفهام تسبق اجتماع الحكومة لبنان مقبل على تطورات ميدانية خطيرة يصعب تجاهلها تحركات شعبية مرشّحة للتصاعد... وحرص على تفادي الصدام بين الجيش والمتظاهرين
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:33
رئيس الوزراء الأرميني: اتفاق السلام مع أذربيجان صفقة عظيمة للسلام وستنعكس إيجابيا على المنطقة والعالم، وسنتمكن من تحقيق السلام والازدهار مع الولايات المتحدة.
-
23:33
رئيس أذربيجان: اتفاق السلام حدث تاريخي ونحن نكتب تاريخا جديدا في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، ونبدأ الطريق نحو شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وسيوضع ميثاق الشراكة خلال بضعة أشهر.
-
23:32
رئيس الوزراء الأرميني: نحقق اليوم إنجازا مهما باتفاق السلام مع أذربيجان ونؤسس لكتابة تاريخ جديد بين البلدين، واتفاق السلام مع أذربيجان سيجعل العالم مكانا أفضل.
-
23:26
أرمينيا وأذربيجان توقعان اتفاق سلام برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
-
23:05
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: نجحنا في تحقيق السلام بين أذربيجان وأرمينيا بعد عقود من النزاع.
-
20:44
مصادر حكومية لـ"الجديد": وفد قطري يصل لبنان الأسبوع المقبل وسيزور السراي الحكومية ووزارة الطاقة
