اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد العقم عند الرجال مشكلة صحية تؤثر في العديد من الأزواج حول العالم، ويُعرّف عادةً بأنه عدم القدرة على الإنجاب بعد مرور عام كامل من المحاولة المنتظمة دون استخدام وسائل منع الحمل. وعلى الرغم من أن العقم قد يكون مرتبطًا بالمرأة في كثير من الأحيان، فإن الدراسات تشير إلى أن حوالى 40-50%  من حالات العقم تعود لأسباب ذكورية. ولحسن الحظ، هناك بعض العلامات المبكرة التي قد تشير إلى مشاكل في الخصوبة عند الرجال، وفهم هذه العلامات يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر والعلاج الفعّال.

تتضمن العلامات المبكرة للعقم تغييرات واضحة في الخصائص الجنسية والصحية للرجل. من أبرز هذه العلامات انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها، والتي قد تُظهر نفسها عبر صعوبة في الإنجاب لفترة طويلة. بالإضافة إلى ذلك، قد يلاحظ الرجال تغييرات في حجم أو شكل الخصيتين، مثل صغر الحجم غير الطبيعي أو وجود كتل أو تورّمات غير مبررة. هذه التغيرات قد تكون مؤشراً على مشاكل في إنتاج الحيوانات المنوية أو اضطرابات هرمونية تؤثر في الخصوبة.

كما يمكن أن تترافق مشاكل الخصوبة مع بعض التغيرات في الوظائف الجنسية. على سبيل المثال، ضعف الانتصاب المستمر، انخفاض الرغبة الجنسية، أو صعوبة في القذف قد يكون لها علاقة بمستويات غير طبيعية لهرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الأساسي المسؤول عن إنتاج الحيوانات المنوية والحفاظ على الوظائف الجنسية لدى الرجل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يشير الألم أو الانزعاج المزمن في منطقة الخصيتين أو الحوض إلى التهابات أو اضطرابات قد تؤثر في الخصوبة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.

وتشير الدراسات الطبية أيضًا إلى أن بعض العلامات الجسدية الأخرى قد تعكس مشاكل في الخصوبة. فالشعر الخفيف أو فقدان الشعر على الوجه والجسم، تضخم الثديين بشكل غير طبيعي، أو ضعف العضلات قد يكون مرتبطًا بخلل هرموني يؤثر في القدرة الإنجابية. كما أن تاريخ الرجل الصحي، بما في ذلك التعرض للإصابات، الالتهابات المزمنة، أو بعض الأدوية، يمكن أن يؤدي دورًا مهمًا في خصوبته، لذلك من المهم ملاحظة أي تغييرات جديدة أو أعراض متكررة.

من جهة أخرى، يمكن أن يكون التقييم المبكر للخصوبة خطوة حاسمة لتجنب تفاقم المشكلة. يُنصح الرجال الذين يلاحظون أيًا من هذه العلامات بمراجعة طبيب مختص في أمراض الذكورة أو العقم، لإجراء فحوصات هرمونية وتحليل للسائل المنوي، بالإضافة إلى تقييمات سريرية دقيقة. التشخيص المبكر لا يكتفي بتحديد سبب العقم فحسب، بل يتيح أيضًا خيارات علاجية متعددة مثل تحسين نمط الحياة، العلاج الدوائي، أو التقنيات المساعدة للإنجاب.

إلى ذلك، يُعتبر الوعي بالعلامات المبكرة للعقم عند الرجال خطوة مهمة نحو الوقاية وتحسين فرص الإنجاب. من خلال متابعة الصحة الجنسية والجسدية بانتظام، ومراجعة المتخصصين عند ظهور أي أعراض مقلقة، يمكن للرجال حماية خصوبتهم والتدخل المبكر قبل أن تصبح المشكلة مزمنة أو أكثر تعقيدًا. الحفاظ على أسلوب حياة صحي، التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يسهم أيضًا بشكل كبير في تعزيز الصحة الإنجابية والوقاية من العقم.

الأكثر قراءة

صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟