اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في مشهدٍ موسيقي وثقافي عربي مليء بالتحديات، برزت الفنانة الأردنية لينا نقل كصوتٍ مختلف؛ صوت لا يكتفي بالترنيم والغناء، بل يسعى إلى التحرير، وإلى فتح مساحات جديدة للمرأة وللروح معًا، وقد عُرفت بلقب “The Liberating Voice” – الصوت المُحرّر – وهو توصيف دقيق يجمع بين حضورها الفني ورسالتها الإنسانية.

لينا نقل ليست فنانة فقط، بل هي أيضًا مستشارة شمولية تمزج بين الموسيقى وفنون العلاج بالطاقة والوعي. من خلال ورشاتها وجلساتها التحويلية، تساعد النساء على التحرر من الخوف والعار، والانطلاق نحو حياة أكثر وعيًا وتمكينًا. هذه الثنائية بين الفن والشفاء الروحي جعلت من تجربتها حالة خاصة في العالم العربي.

قدّمت لينا عددًا من الألبومات والأغاني التي تركت أثرًا في الساحة الفنية الأردنية والعربية:

ألبوم “Turath” (2006) الذي ضم 13 أغنية تراثية، وخصصت عائداته لصالح مؤسسة الحسين للسرطان.

أغنية “Song for Peace” متعددة اللغات، التي حملت رسالة إنسانية عابرة للحدود.

أغنيات ناجحة مثل “Inta ou Bas” و*“Hams El Leil”* و*“Ya Shams”*.

كما مزجت في حفلاتها بين الغناء والعزف على البيانو والرقص التعبيري، مقدمة عروضًا تحمل طابعًا مسرحيًا مثل “Transcending the Stars” و*“Nostalgia”*، حيث يوظف الفن كأداة للتعبير عن الذكريات والتجارب الإنسانية.

ما يميز لينا نقل ليس صوتها العذب فحسب، بل الحضور الطاغي الذي تفرضه أينما حلّت. فهي تمتلك قدرة فريدة على أسر الجمهور، إذ تجمع بين الكاريزما الطبيعية والعمق الإنساني.

بعيدًا عن الفن، خاضت لينا معارك إنسانية واجتماعية. أطلقت مبادرة “Equality in Christian Rights” التي تسعى لتحقيق العدالة والمساواة للنساء في قضايا الميراث والحضانة. كما شاركت في دعم مرضى الزهايمر عبر جمعية “الحن غور”.

لم تكن حياتها خالية من التحديات؛ فقد مرت بتجربة طلاق صعبة وأزمات نفسية مرتبطة بالقلق والخوف. لكن الفن كان سبيلها للتحرر، والتحوّل من المعاناة إلى الإلهام. ومن هنا جاءت فلسفتها: أن يكون الغناء والعطاء رحلة شفاء جماعية، لا مجرد أداء فني.

تجربة لينا نقل، تتجاوز حدود الأغنية لتصبح حركة تحرر إنساني وروحي. فهي فنانة لا ترى الفن ترفًا، بل وسيلة للتمكين والتغيير، ورسالة أمل في عالم يحتاج إلى أصوات صادقة وجريئة.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟