الشعر الزجلي... الطفر فيتامين القريحة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نقيب المحامين السابق في بيروت

في كتابه الشيق "عمري الف عام" يسأل المحامي والشاعر عبدالله الاخطل الخوري عن سبب اطلاقه اسم عمري الف عام على مجموعته وهل سيعيش الف عام؟ فيجيب:

ـ إن من يرث التراث يجمع الاعمار ولا اعتقد ان طفلاً يولد وعمره اقل من ثلاثة ملايين سنة...فانا كنت متواضعا جداً عندما اكتفيت بألف عام.

* * *

وفي مكان آخر يقول:"اني اموت خوفا ورعبا من هذه الكمية الهائلة من النجوم التي تهدد رؤوسنا...ولكن عندما تطالعني نجمة الصبح اليتيمة: انظر اليها بشوق عظيم... واطلب يدها".

ويضيف:

"اطلقوا اسمي على الشمس...وقد كرموا الشمس وزادوها اشتعالا"

ويسأل...لماذا؟

"لماذا سأنتهي في التراب انا افني...وليس يفنى كتابي

لا اريد الذهاب؟ من ذا يغني لطيور السماء...بعد ذهابي"

ويقول في مكان آخر:

ـ ايها القارئون كرمي...تملوا

من شرابي وحدقوا في غيابي

كيف شعر – نحن الخلقناه – يبقى

ونوارى – سبحاننا – في التراب"

وعن الكذبة البيضاء يقول:

ـ كذبت؟ وما ضر ان اكذبا

هو الحلم يكذب..كي يعذبا

* * *

سنة 1987 وشأن كل المحامين اضطر المحامي طانيوس رزق ان يوقف سيارته في ساحة قصر العدل بصورة جانبية امام سيارات اخرى، فترك المفتاح فيها وكتب على ورقة:

حضرة الزميل الكريم

التسكيرة بالعدلية

مخالفة اجبارية

تركنا المفتاح اعطونا

الاسباب التخفيفية

* * *

العام 1981 ذهب المحامي طانيوس رزق اكثر من مرة لزيارة الزميلة افلين، وكان المنزل الذي تقيم به محاطاً بتصوينة وله ثلاثة ابواب خارجية: في التصوينة، ثم عند اول البناء، ثم عند الباب الخاص بالمنزل. وهذا الاخير مغلق وله قفل خارجي اضافي. وعند كل باب زر كهربائي. فلم يجد احداً وترك هذه الابيات:

سكوره واقفال وازرار وحيط مصون بدرابزين

ثلاث بواب كبار زغار بيحمو بيتك يا افلين

تمنيت ولنو شي نهار شوفن مرة مفتوحين

دخلك هذا مدخل دار يما بوابة برلين؟

* * *

المعروف عن المحامي المرحوم جوزيف بشارة الخوري، ابن الاخطل الصغير، حبه للشعر وهو على علاقة صداقة متينة مع قنصل فنلندا السابق المرحوم توفيق فاضل. وفي احد لقاءاتهما المتكررة كان المحامي الخوري يتكلم عن الحالة الاقتصادية المتردية. ففوجئ بالقنصل فاضل يلقي ابيات الشعر الآتية:

توفيق فاضل:

حالي مرتة وقبيحة

من تفليسة لفضيحة

بخش الجيبة مش عيبة

مهم تدوم القريحة

الشعب حالو مش كافي

وعانتفي بيمشي حافي

ابن رب القوافي

نفّس عا ردة منيحة

فأجابه المحامي جوزيف الاخطل الخوري بما يأتي:

مهما انقال ومهما شاع

ومهما قلك وتقللي

ما بعمرو تفجر ابداع

الا من جرح القلة

وبيي اللي خلد لبنان

بأبياتو الشهيرة

نظمها وقت اللي كان

مهبر ما معو ليرة

وبعد البحث والتدقيق

وبالعبارة الصريحة

الطفر وحدو يا توفيق

فيتامين القريحة