اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هذا المقال ليس تقريرًا صحفيًا عاديًا، بل هو تجربة حقيقية نابعة من معايشة مباشرة، لا من نسج الخيال.

في خضم تسارع وتيرة الحياة الحديثة وتشابك تعقيداتها، تبرز مؤسسات دور رعاية المسنّين كحلقة وصل حيوية في منظومة الرعاية المجتمعية. فهي ليست مجرّد ملاذ آمن أو خيار أخير، بل تتحوّل إلى أب وأم وأخ وسند، حيث يجد كبارنا فيها الأمن والرعاية والطمأنينة.

تعمل هذه المؤسسات بصمت وعلى مدار الساعة لتقديم رعاية متكاملة تغطي مختلف جوانب الحياة اليومية:

الرعاية الصحية ومتابعة الأدوية.

التغذية وفق مواعيد منتظمة.

التعامل مع الحالات الطارئة بسرعة وفعالية.

الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي.

النظافة المستمرة والاهتمام بالتفاصيل اليومية.

إنها ليست مجرد دور رعاية، بل مؤسسات مجتمعية وتوعوية وتأهيلية تشكّل مجتمعًا متكاملًا للرعاية الإنسانية، واستجابة حضارية لاحتياجات مرحلة الشيخوخة المعقّدة، تضمن للمسنّين العيش بكرامة وسكينة.

من هنا، يصبح من واجبنا أن نساهم بخبراتنا وطاقاتنا في تطوير هذه المؤسسات، ودعمها باعتبارها شريكًا أساسيًا للأسر والمجتمع في مهمة إكرام كبار السن.

كلمة من دار سيدة النجاة – جبيل (حبوب)

في هذا السياق، التقينا الأم جورجيت أنطون، رئيسة دار سيدة النجاة، التي اختصرت رسالتها بالقول:

 "يمرّ الإنسان بمراحل عديدة في حياته، وواجبنا في بيت الراحة لا يقتصر على توفير الطعام والدواء، بل يتعدّاه إلى العناية بالنواحي النفسية والروحية. هدفنا الأسمى أن يكون هذا البيت مكانًا للسلام والرجاء في الشيخوخة، ومرافقة نحو نهاية بكرامة. فبيت الراحة ليس مكانًا للنسيان، بل بيتًا للحنان، يعيد للمسنّ إنسانيته التي قد يشعر بأنها تلاشت".

وعن تجربتها الطويلة في هذا المجال ختمت بالقول:

 "كثيرون من كبار السن تخلّت عنهم عائلاتهم جزئيًا أو كليًا، فيعيشون صراعًا داخليًا بين التقبّل والخذلان، بين التسليم والأمل. المسؤولية كبيرة جدًا، لكن مرافقة إنسان في شيخوخته هي شرف ورسالة. إنها حضور محبة الله من خلالنا، وتذكير لنا جميعًا أن كرامة الإنسان لا تزول بتقدّم العمر، بل تزداد عمقًا ومعنى". 

الأكثر قراءة

صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟