اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



لم تنجح الزيارة الخاطفة للموفد الأميركي توم براك والموفدة السابقة مورغان أورتيغاس في خفض مستوى التوتر السياسي الداخلي، على الرغم من أن براك حمل خطابًا وُصف بأنه "إعلان نوايا" غامض، وفق مسؤول لبناني كبير عمل في الحقل الدبلوماسي ، وهو متابع لمسار الحركة الأميركية منذ اتفاق السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي.

فالضمانات التي يطالب بها لبنان بعد قرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة، لا تزال دون مستوى التطلعات المحلية، خصوصًا في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وعمليات الاغتيال والتوغلات الأخيرة في الجنوب. ويشير المصدر الديبلوماسي إلى أنّ الخطاب الإسرائيلي المليء بالتهديدات يضع علامات استفهام حول جدية أي التزام مقابل الالتزام اللبناني بالورقة الأميركية، على الرغم من أن خطوة بيروت تستهدف أساسًا إعادة الاعتبار لمنطق الدولة عبر بسط سلطتها على كامل أراضيها.

وعن التأثير المتوقع لرفع سقف الدعم الأميركي للموقف اللبناني، يتوقع المصدر أن يشهد الملف "تطورات عملية في الفترة المقبلة، وربما في وقت غير بعيد"، لافتًا إلى أن مطلع أيلول سيحمل أكثر من استحقاق أميركي ودولي بارز: بدءًا من جلسة مجلس الأمن التي ستنظر في طلب لبنان تجديد ولاية قوات الطوارئ الدولية عامًا إضافيًا، مرورًا بانعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وصولًا إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس جوزف عون على هامشها.

وبانتظار هذه المحطات، يرى المصدر أنّ الوضع الداخلي سيبقى مفتوحًا على احتمالات تصعيد متعدّدة، وإن كان لا مصلحة لأي طرف داخلي في الانزلاق نحو مواجهة في الشارع تستحضر شبح الصدام بين اللبنانيين، الذي لن يخرج منه أحد رابحًا. لذا، فإن السيناريو الأكثر واقعية يتمثل في تعزيز الحوار داخل الحكومة لمناقشة قرار حصرية السلاح ضمن خطة شاملة بقيادة الجيش، بالتوازي مع تفعيل الحراك الديبلوماسي باتجاه الدول الصديقة للدفع نحو انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس المحتلة في الجنوب، والقبول بتثبيت الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية وفق اتفاقية الهدنة لعام 1949.

الأكثر قراءة

صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟