اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


أصبح تكييف الهواء جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، لا سيما في المناطق الحارة والرطبة، حيث يتيح للإنسان بيئة مريحة ومنعشة داخل المنازل والمكاتب والسيارات. ومع الاعتماد الكبير على هذه التقنية الحديثة، يتجاهل الكثيرون المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالاستخدام المفرط أو غير السليم لأجهزة التكييف، والتي قد تؤثر في الجهاز التنفسي والجهاز المناعي، وأحيانًا على الحالة النفسية العامة.

أول المخاطر الصحية المرتبطة بتكييف الهواء تتعلق بالجهاز التنفسي. إذ يمكن أن يصبح الهواء المكيف ناقلًا للبكتيريا والفطريات والفيروسات، خاصة إذا لم يتم تنظيف الفلاتر والصيانة الدورية للأجهزة. يؤدي التعرض المستمر للهواء البارد والجاف إلى جفاف الأغشية المخاطية في الأنف والحنجرة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي، ونزلات البرد، وحتى الربو لدى الأشخاص الأكثر عرضة. كما أن التفاوت الكبير بين درجة الحرارة الخارجية والداخلية يجهد الجسم ويضعف مناعة الفرد، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض.

من جهة أخرى، يؤثر هواء المكيف أيضًا في الجلد والعينين، فالتعرض المستمر للهواء الجاف قد يسبب جفاف الجلد وتهيج العينين، ويزيد من مشاكل الجلد الحسّاس مثل الأكزيما. كما لوحظ أن بعض الأشخاص يعانون من صداع وتعب وإرهاق عند الجلوس لفترات طويلة تحت هواء المكيف، وهو ما يعرف أحيانًا بـ "متلازمة المكيف". ويعود ذلك جزئيًا إلى انخفاض الرطوبة، والتي تؤثر في توازن الجسم العام ووظائفه الحيوية.

أما الفئات الأكثر تضرراً من هواء المكيف، فتشمل كبار السن والأطفال، إضافةً إلى مرضى الجهاز التنفسي مثل المصابين بالربو أو الحساسية. إذ يكون جهازهم المناعي أكثر هشاشة، وقد يؤدي التعرض المطول للهواء البارد إلى تفاقم أعراضهم الصحية. كذلك، الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية أو اضطرابات القلب يمكن أن يتأثروا بشدة بالتغيرات الحرارية المفاجئة الناتجة من تشغيل المكيف، مما قد يفاقم حالتهم الصحية.

ومع ذلك، يمكن التمتع بمزايا التكييف مع الحد من مخاطره عبر اتباع بعض الإرشادات البسيطة. من أهمها الحفاظ على درجة حرارة معتدلة داخل الغرفة (بين 23 و26 درجة مئوية)، وتنظيف فلاتر الهواء بانتظام لتجنب تراكم الغبار والبكتيريا، إضافةً إلى ترطيب الجو الداخلي باستخدام أجهزة الترطيب أو النباتات المنزلية. كما يُنصح بعدم الجلوس مباشرة أمام مخرج الهواء البارد لفترات طويلة، لتقليل التأثير المباشر في الجهاز التنفسي والجلد.

في الختام، يظل تكييف الهواء أداة فعّالة للحفاظ على الراحة في بيئة حارة، إلا أن الاستخدام غير الصحيح والمفرط له قد يتحول إلى خطر صحي حقيقي، يؤثر في الجهاز التنفسي والجلد والعينين، بخاصة لدى الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال وكبار السن ومرضى الحساسية أو الربو. ومن خلال اتباع إجراءات السلامة والصيانة الدورية، يمكن التمتع بمزايا التكييف مع تقليل المخاطر، لضمان بيئة داخلية صحية ومريحة للجميع.

الأكثر قراءة

صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟