اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعد المضادات الحيوية من أكثر الأدوية شيوعًا لعلاج الالتهابات البكتيرية، إذ تؤدي دورًا حاسمًا في القضاء على البكتيريا الضارة ومنع انتشار العدوى. ومع ذلك، فإن فعاليتها قد تتأثر بنمط التغذية، إذ يمكن لبعض الأطعمة والمشروبات أن تقلل من امتصاص الدواء أو تزيد من حدّة آثاره الجانبية، مما يقلل من قدرته على الشفاء بسرعة ويعرض الجسم لمضاعفات غير مرغوبة.

أحد أبرز الأمثلة على الأطعمة التي يجب تجنبها أثناء تناول المضادات الحيوية هو الحليب ومشتقاته. يحتوي الحليب والجبن والزبادي على الكالسيوم والمعادن التي ترتبط ببعض المضادات الحيوية مثل التتراسايكلين والفلووروكوينولونات، مما يعيق امتصاص الدواء في الأمعاء ويقلل من تركيزه في الدم. لذلك، يُنصح بعدم تناول منتجات الألبان قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات من تناول الدواء لضمان الاستفادة القصوى من العلاج.

بالإضافة إلى ذلك، يجب الحذر عند تناول الأطعمة الغنية بالدهون أثناء العلاج بالمضادات الحيوية، إذ قد تؤثر الدهون في سرعة امتصاص بعض الأدوية، ما يؤدي إلى تأخير تأثيرها. كذلك، يمكن للأطعمة الحارة والمقلية أن تزيد من تهيج الجهاز الهضمي، خصوصًا إذا كانت المضادات الحيوية تتسبب بالفعل باضطرابات المعدة أو الإسهال، وهو شائع مع بعض الأنواع مثل الأموكسيسيلين والدوكسيسيكلين.

كما يُنصح بتجنب عصائر الفواكه الحمضية والمشروبات الغازية مع بعض المضادات الحيوية، لأن الحمضيات قد تتفاعل مع الدواء وتغير مستوى الحموضة في المعدة، ما يؤثر في فعالية الدواء أو يزيد من الشعور بالغثيان. على سبيل المثال، يمكن لعصير البرتقال أن يقلل من امتصاص بعض مضادات الفلوروكوينولون.

في المقابل، توجد أطعمة يمكن أن تؤدي دورًا إيجابيًا في التخفيف من آثار المضادات الحيوية الجانبية، وأبرزها الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل الزبادي المخمر والكيمتشي والمخللات واللبن الرائب. هذه الأطعمة تحتوي على بكتيريا نافعة تساعد على إعادة التوازن الطبيعي للميكروبيوم المعوي، الذي قد يتأثر سلبًا عند تناول المضادات الحيوية، خصوصًا تلك واسعة الطيف التي لا تميز بين البكتيريا الضارة والمفيدة، ما يؤدي أحيانًا إلى اضطرابات هضمية مثل الإسهال والانتفاخ والغازات. علاوة على ذلك، يمكن للأطعمة الغنية بالبريبايوتيك، مثل الثوم والبصل والهليون والحبوب الكاملة، أن تغذي البكتيريا النافعة وتدعم نموها، ما يعزز صحة الجهاز الهضمي ويقلل من مخاطر الأعراض الجانبية.

إلى ذلك، يُعد الوعي بتأثير الأطعمة على فعالية المضادات الحيوية أمرًا حاسمًا لضمان نجاح العلاج وتجنب المضاعفات المحتملة. فاتباع نظام غذائي متوازن خلال فترة العلاج يمكن أن يزيد من قدرة الجسم على الاستفادة الكاملة من الدواء، ويقلل من مشكلات المعدة والأمعاء. ينصح بالابتعاد عن منتجات الألبان خلال فترة تناول بعض المضادات الحيوية، والأطعمة الدهنية والمقلية، وكذلك المشروبات الحمضية التي قد تتداخل مع امتصاص الدواء أو تزيد من شعور الغثيان. في المقابل، يُنصح بالتركيز على تناول أطعمة غنية بالبروبيوتيك وشرب الماء بكثرة لتعويض السوائل وتحسين الامتصاص.

الأكثر قراءة

صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟