النجمة... انقلاب إيجابي ونظرة واعدة نحو استعادة الأمجاد

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سامر الحلبي

يدخل نادي النجمة لكرة القدم مرحلة جديدة من عمره الرياضي منذ منتصف العام الجاري، فبعد موسم محيب وباهت مر على الفريق النبيذي خرج منه خالي الوفاض، حدث انقلاب ايجابي بعد استلام ادارة جديدة زمام الامور على رأسها سعيد سربية في سدة الرئاسة ونائب الرئيس أو الرئيس التنفيذي رامي بيطار الذي كان داعما للصفاء في السنوات الثلاث الماضية.

وقد حاز بيطار على صلاحيات واسعة داخل الإدارة تشمل إدارة الشؤون الفنية، الإدارية والمالية، التعاقدات، والتواصل مع الاتحادات المحلية والدولية مع تقديم تقارير فصلية لمجلس الإدارة.

وجاءت أولى قطرات الغيث بالتعاقد مع مجموعة كبيرة من النجوم المحليين في مقدمهم دفعة كبيرة ممن قدموا من الصفاء وعلى رأسهم الحارس الدولي مصطفى مطر والمدافع الدولي خليل خميس وسواهما وتم تجديد عقدي حسن كوراني وقاسم الزين والعمل جار على استكمال ملف الأجانب حتى يكونوا بالوزن الذي يليق بسمعة نادي النجمة، كما تم التعاقد مع المدير الفني التونسي راضي الجعايدي أحد أشهر نجوم "نسور قرطاج" في التسعينات والذي يملك سجلا كبيرا في النجومية لاعبا ومدربا.

وهكذا يكون النجمة قد ضمن أكثر من لاعب دولي في صفوف المنتخب الوطني ويكون قد عاد فريقا قويا منافسا خصوصا على لقب الدوري، وهو سيلاقي غريمه الانصار في 19 ايلول المقبل في المباراة الافتتاحية لبطولة الدوري ويسعى للثأر منه بعد الهزيمة المذلة 1-6 في ختام الموسم المنصرم.

على المقبل الاخر وبالتوازي مع العملين الاداري والفني بدأت ورشة اصلاح ملعب الفريق في المنارة وإعادة تأهيله بالكامل ليصبح مجمعا رياضيا لائقا للمباريات والتمارين وخصوصا أن ادارة النادي أكدت أنها ستولي اهتماما لقطاع الناشئين وقد عانى الفريق في السنوات الماضية من الشح في استجلاب الصغار والشباب من اكاديمية النادي فكان الاعتماد على اللاعبين الجاهزين من النوادي الاخرى.

وفي كلمة بيطار للجماهير التي كانت واضحة ومؤثرة قال "سيبقى نادي النجمة الرياضي شعلة مضيئة، المسيرة بدأت اليوم، والمجد لن يكون حلمًا بل حقيقة نصنعها معا".

وعلى خط مواز ولضمان استمرار الدعم المادي، انفتحت الادارة على روابط الجماهير النجماوية في الولايات المتحدة وقد لاقت اذانا صاغية كما يبدو، وهذا الدعم ان تحقق فإنه سيكون ذخيرة قوية لصندوق النادي وإضافة لا بأس بها.

تجديد المنشآت والملاعب

من أبرز المقررات التي اتخذت هي تجهيز ملعب المنارة بأحدث التقنيات للحد من الإصابات، وتجديد المدرجات والمرافق العامة.

وإنشاء صندوق تمويل بقيمة 500 ألف دولار، ودعوة الجماهير للمساهمة بشفافية كاملة.

إطلاق أكاديمية احترافية لتطوير المواهب أي بناء أكاديمية للاعبين الشباب تربطهم بالفريق الأول، مع استخدام الذكاء الاصطناعي في التدريب.

توسع رياضي متجدد بضم فريقي كرة قدم داخل الصالات والسيدات، إضافة إلى كرة القدم الشاطئية والإلكترونية.

استدامة مالية حقيقية أي التركيز على بناء مصادر دخل متنوعة تشمل الرعاية، المنتجات الرسمية، الحقوق الإعلامية، ومجالس الأمناء الداعمة.

ولطالما ارتبط اسم النجمة بالكرة اللبنانية بشكل وثيق، فهذا النادي يملك تاريخيا لا يمكن حذفه او اختزاله وله امتداد جماهيري كبير على مستوى الوطن، وهو صاحب اكبر قاعدة جماهيرية على الاطلاق في لبنان.

وتاريخيا، لا احد ينسى ان النجمة تغلب يوما على ارارات بطل الاتحاد السوفياتي 1-0 عام 1974 ولعب له في العالم التالي النجم البرازيلي بيليه في مباراة استعراضيا امام جامعات فرنسا، كما حل النجمة وصيفا لأول بطولة للأندية العربية خلف الشرطة العراقي، إضافة إلى أنه اعطى الملاعب اللبنانية العديد من النجوم المبدعين أمثال محمد حاطوم وحسن عبود وحبيب كموني وحسن شاتيلا وموسى حجيج وزين هاشم وجمال الخطيب وسواهم.

مع قيادة بيطار وسربيه، يمنح الجمهور وعدًا بأن النجمة سيعود إلى مكانته التاريخية في لبنان وآسيا، ولكن هذه المرة بأسس ثابتة ومستقبل متين نحو استعادة الأمجاد الغابرة.

إذا يسعى رامي بيطار لانقلاب إيجابي في اروقة النادي والعمل على انتزاع لقب البطولة بعدما أخفق في الموسم الماضي مع الصفاء وهو كان قاب قوسين من انتزاع اللقب لكن الأنصار كان له رأي مغاير، فهل ينجح بيطار الطموح للبروز كوجه مضيء في عالم الكرة اللبنانية وأحد الأشخاص الذي بدأ يترك بصمته في زمن العتمة الرياضية وزمن الجفاف والقحط الذي تعانيه كرة القدم المحلية؟.