الدولار يرتفع مع تقليص المتعاملين رهانات خفض الفائدة قبل خطاب باول

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

استقر الدولار الأميركي قرب أعلى مستوى في أسبوعين مقابل سلة من العملات الرئيسية اليوم الجمعة، إذ قلص المستثمرون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة قبل خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول.

وسجل اليورو والجنيه الإسترليني أدنى مستوياتهما أمام الدولار منذ أوائل آب، قبل أن يستقرا عند 1.1609 دولار و1.3414 دولار على التوالي.

وارتفع مؤشر الدولار 0.1% إلى 98.72، متجهاً لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.9% ليكسر سلسلة خسائر استمرت أسبوعين.

في حين أن مؤشرات ضعف سوق العمل الأميركي عززت الآمال بخفض تكاليف الاقتراض الشهر المقبل، إلا أن التوقعات تراجعت مع صدور بيانات اقتصادية تشير إلى مخاطر تضخمية وتعليقات حذرة من صانعي السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي.

الدولار وخفض الفائدة

ويُسعّر المتعاملون حالياً احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر بأقل قليلاً من 70%، انخفاضاً من 75% يوم الخميس، بحسب أداة «فيد ووتش» التابعة لـCME.

وقالت جين فولي، رئيسة إستراتيجية الصرف الأجنبي في «رابوبنك»: «الدولار يعكس المخاطر بأن يتمسك (باول) بموقفه ويصبح أكثر حذراً».

وأبدى مسؤولو الفيدرالي يوم الخميس فتوراً تجاه فكرة خفض الفائدة الشهر المقبل، ما مهد الساحة لخطاب باول في الساعة 10 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي (1400 بتوقيت غرينتش) خلال المؤتمر السنوي في جاكسون هول بولاية وايومنغ.

ارتفاع التضخم غير المتوقع

وقال أوستان غولسبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، إن الاجتماع المقبل «مفتوح» وقد يشهد تغييراً في سياسة أسعار الفائدة، لكنه أشار إلى أن البيانات الاقتصادية المختلطة وارتفاع التضخم غير المتوقع جعلاه أكثر تحفظاً بشأن احتمال التيسير قريباً.

وارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، والتي تتأثر بتوقعات أسعار الفائدة، إلى 3.80%، مضيفاً 5 نقاط أساس إلى مكاسبه في الجلسة السابقة.

وأظهرت البيانات أن الاقتصاد الألماني انكمش بنسبة 0.3% في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول، مع تراجع الطلب من الولايات المتحدة بعد أشهر من تسارع المشتريات تحسباً للرسوم الجمركية الأميركية.

وقال كارستن بريزسكي، رئيس الأبحاث الكلية العالمية في «ING Research» في مذكرة: «بينما يبدو أن الأسواق المالية أصبحت معتادة على إعلانات الرسوم الجمركية، لا ينبغي أن ننسى أن آثارها السلبية على الاقتصادات ستظهر تدريجياً بمرور الوقت».

الرسوم الأميركية وقوة اليورو

وأضاف أن الرسوم الأميركية وقوة اليورو أمام عدة عملات تجعل من الصعب رؤية كيف يمكن للاقتصاد الألماني أن يتعافى من «ركود يبدو بلا نهاية» في النصف الثاني من العام.

وزاد اليورو 12% منذ بداية العام مقابل الدولار، مستفيداً من تراجع العملة الأميركية.

ويرى محللو «بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش» أنه رغم وجود إمكانية محدودة لصعود الدولار على المدى القصير مع اقتراب خطاب باول، فإنهم ما زالوا يتبنون رؤية هابطة بشكل عام وسط تنامي مخاطر الركود التضخمي في الاقتصاد الأميركي.

وتراجع الين 0.16% أمام الدولار، لكن عوائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 30 عاماً سجلت مستويات قياسية جديدة، فيما لامست عوائد السندات لأجل 10 سنوات أعلى مستوياتها في 17 عاماً، بعدما عززت بيانات التضخم الأساسي التوقعات بإمكانية رفع بنك اليابان أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

كما تراجعت الكرونة السويدية والنرويجية بنحو 0.2% لكل منهما في مواجهة قوة الدولار.