اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يكشف السجال غير المباشر الذي اندلع مؤخرا بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والمفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان بعد قرار الاخير الرد على مواقف كان قد أطلقها الاول تتناول سلاح حزب الله واحتمال السلام مع اسرائيل، حجم الهوة بين القوى المسيحية سواء الدينية او السياسية والتي يبدو موقفها متجانسا في مقاربة ملف حصرية السلاح و "الثنائي الشيعي" وجمهوره الذي يرفض بالمطلق مجرد النقاش بتسليم السلاح في الظروف الراهنة.

وليس خافيا انها من المرات القليلة جدا التي تُجمع فيها القوى المسيحية الاساسية في لبنان على ملف وجودي- استراتيجية بحجم ملف سلاح حزب الله. فبعدما كان "التيار الوطني الحر" وتيار "المردة" يدعمان لسنوات طويلة الحزب وسلاحه باتا اليوم يؤيدان علنا حصرية السلاح.

ولا يمكن اغفال ان التفاهم على العنوان العريض والهدف الاستراتيجي انما لا يعني الاتفاق على التفاصيل. ففيما يدفع حزبا "القوات" و "الكتائب" لحسم الموضوع بأي طريقة من الطرق وان اقتضى الامر خوض الجيش مواجهة مع الحزب في حال أصر على رفض تسليم سلاحه، خرج رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مؤخرا ليؤكد "نحن مع تسليم السلاح وليس مع نزعه، ولا نريد الذهاب الى تصادم داخلي بين الجيش وحزب الله ".

اما موقف "المردة" فعبّر عنه رئيسه سليمان فرنجية حين قال مؤخرا "إنّ حصرية السلاح في يد الدولة مطلب وطني والكل موافق" ولكنه حذّر من "الاستعجال والتسرع".

وفي ظل هذا الواقع، تتفاقم الهواجس المسيحية على الدور والمصير خاصة ان ما يقض مضاجع القيادات المسيحية رغم محاولة بعضها التقليل من اهميتها، هو اولا خطر التطرف الآتي من سوريا في ظل الحديث المتنامي عن مشروع دولي قد يؤدي الى استخدام المجموعات المتشددة في سوريا مجددا للمضي قدما في مخطط تقسيم المنطقة، لافتة في حديث لـ"الديار" الى ان "التيار الوطني الحر" هو ابرز المنبهين من هذا الخطر والذي يعتقد انه مضاعف نظرا لوجود اكثر من مليون ونصف نازح سوري منتشرين على مختلف المحافظات اللبنانية.

وتنبه المصادر من انه وفي حال اندلاع حرب اهلية في لبنان، فان المسيحيين ابرز من سيدفعون الثمن، فلا هم قادرون على خوض اي مواجهة جدية وحقيقية على الارض في ظل واقعهم الحالي كما ان اكثرية من تبقى منهم لن تتردد في مغادرة البلد وتركه لمصيره. وتضيف المصادر: "الواقع الديموغرافي للمسيحيين خطر جدا وقد تفاقم بشكل دراماتيكي بعد انفجار مرفأ بيروت وبالتالي اي منعطف جديد خطر سيؤدي الى مغادرة من تبقى منهم" معتبرة ان "التعويل على دخول طوف معين لدعمهم في اي حرب اهلية مقبلة سيكون اشبه بمراهنة انتحارية لانه يفترض ان يكونوا قد تعلموا من تجربة الحرب الاهلية السابقة".

بالمحصلة، واذا بنينا على كل ما سبق يبدو واضحا ان المسيحيين غير محصنين للتعامل مع المخاطر المحدقة بالبلد والمنطقة، وقد يكون الاجدى بهم الترفع عن خلافاتهم التاريخية وعن حساباتهم الانتخابية الضيقة التي يرتقب ان تتفعل قريبا، لينصرفوا لوضع مقاربة جامعة لمواجهة التحديات المحدقة بالبلد ولعل ابرزها تلك التقسيمية كما التي تحدث عنها صراحة المبعوث الاميركي توم براك والقائلة بضم لبنان الى بلاد الشام!





الأكثر قراءة

صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟