يتواصل التلوث البيئي في مدينة طرابلس في ظل غياب معالجة جدية لظاهرة حرق الاطارات يوميا في بؤر سقي التبانة منذ سنوات عديدة لاستخراج النحاس والحديد منها، حيث باتت هذه الظاهرة مورد رزق لعشرات العائلات جراء انقطاع موارد الرزق وشبه انعدام فرص العمل للشباب الذين لم يجدوا وسيلة سوى حرق الاطارات واستخراج النحاس لبيعها بما يسد الرمق.
في سقي التبانة وجوارها قرابة العشرين بورة تجمع فيها اكوام الاطارات ليصار الى حرقها واستخراج نحاسها مما يؤدي الى انبعاث الدخان الاسود الذي يخيم فوق التبانة ومحيطها، ويمتد احيانا كثيرة ليشمل سماء المدينة كلها، مع انتشار روائحها الكريهة حاملة السموم القاتلة الى الابنية، متسببة بامراض قاتلة واصابات مرضية في الاطفال وكبار السن.
وذكرت مصادر مطلعة على هذا الملف البيئي الخطير، انه جرى مرات عديدة نقل مصابين من التبانة ومحيط البؤر المذكورة الى المستشفيات جراء اختناقهم وتأثرهم بالروائح والانبعاثات الكيميائية القاتلة خاصة المصابين بامراض الربو الذين سرعان ما تنعكس عليهم هذه الروائح التي تتسلل الى المنازل المحيطة بامكنة الحرق.
وافادت اوساط طرابلسية ان اجراءات عدة اتخذت بحق اصحاب هذه البؤر، وجرى توقيف بعض المتورطين بالحرق، لكن سرعان ما يصار الى اطلاق سراحهم بعد تعهد منهم بالامتناع عن مواصلة هذه الاعمال المسيئة للصحة والسلامة، وما يلبثون بعد حين الا معاودتهم الى مزاولة هذه الاعمال بعد عجزهم عن ايجاد اعمال بديلة تسد جوع العائلات المحتاجة التي تعيش تحت خط الفقر، وليس لها من معيل.
وهنا يشير ناشطون بيئيون الى خطورة مواصلة حرق الاطارات، بل وخطورة حرق النفايات، بعد انكشاف أمر دخول شاحنات تحت جنح الظلام محملة بنفايات مناطق شمالية قريبة من المدينة التي حولوها الى مكب لقرى وبلدات البلدات والقرى القريبة من طرابلس الامر فاقم من ازمة التلوث البيئي في المدينة التي عرفت بالفيحاء يوم كانت تفوح في سمائها روائح زهر الليمون، فاذا بها تستبدل زهر الليمون بروائح الاطارات والنفايات المحترقة.
كيف ومتى يكون الحل؟
تساؤلات عديدة لدى المواطنين في طرابلس والميناء، تبحث عن حلول جذرية جدية تنهي التلوث والسموم المنبعثة في سماء المدينة.
يجمع ناشطون ان المسؤولية تقع على عاتق عدة فرقاء وفي طليعتهم وزارة البيئة التي يفترض ان تجد الحل لازمة الاطارات والنفايات معا.
وعلى عاتق وزارة الصحة التي يفترض ان تشكل لجنة لاجراء بحث علمي يحدد مستوى ودرجات التلوث الحاصل في المدينة وتظهير حجم المخاطر الناجمة عن هذا التلوث.
وعلى عاتق محافظ الشمال والاجهزة الامنية وبلدية طرابلس واتحاد بلديات الفيحاء لملاحقة اصحاب البؤر وملاحقة شاحنات النفايات المتسللة الى المدينة.
ويرى خبراء في البيئة انه من الضروري الاسراع في ايجاد حل لحرق الاطارات بمصادرتها والعمل على انشاء مراكز ومعامل فرز ضمن القواعد العلمية الصحية.
والاهم من كل ذلك ان تسرع الدولة بتوفير فرص عمل للشباب ينتقلون الى اعمال منتجة، كالاسراع في تشغيل المعرض والمنطقة الاقتصادية الحرة ومطار القليعات ما يوفر الالاف من فرص العمل.
يتم قراءة الآن
-
صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟
-
سلام نتنياهو: لبنان مستوطنة "إسرائيليّة"
-
«إسرائيل» تفرض واقعها جنوب لبنان... لا تعهدات ولا ديبلوماسية توقفها قلق من مرافقة السناتور غراهام المتشدد «اسرائيليا» لبرّاك واورتاغوس الى بيروت
-
رقصة الغراب حول جثة نتنياهو
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:37
الدوري الألماني لكرة القدم: فوز كاسح لبايرن ميونيخ على لايبزيغ (6-0) في افتتاح الموسم الجديد.
-
23:02
وزير خارجية بريطانيا: تحدثت والشركاء الأوروبيين مع وزير خارجية إيران لتجديد تأكيد مخاوفنا بشأن البرنامج، وعرضنا على إيران حلا دبلوماسيا يتضمن تمديد تخفيف العقوبات لكن الوقت ضيق.
-
23:02
بلومبرغ: وزير خارجية هولندا المستقيل يقول إنه لم يحقق توافقا بشأن إجراءات ذات معنى ردا على ممارسات "إسرائيل".
-
23:01
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: لدى حماس الآن 20 رهينة لكن العدد في الواقع قد لا يكون كذلك لأن اثنين منهم ربما لم يعودا موجودين.
-
22:34
هيئة البث "الإسرائيلية": الجيش بدأ تنفيذ خطة احتلال غزة ووسع من نطاق عملياته في جباليا والزيتون.
-
22:34
الخارجية الإماراتية: الممارسات "الإسرائيلية" تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية.
