انه رجل النهضة القومية الاجتماعية التي رافق تأسيسها وتعرف على باعثها سعاده ولم يحد عن مبادئها فأصدر مذكراته بعنوان لم ابدل ولن... كدليل على ثباته في معتقده ممارسا له قيما ومناقب، وملتزما المؤسسات الدستورية وبارا بقسمه ليستحق القول به بأنه احد خريجي مدرسة النهضة بامتياز.
الصبر هو ما تحلى به الامين مسعد، بعد ان خسر ابنه ادونيس وابن ابنه فعوض حفيده مسعد وهما في ريعان الشباب فكان امتحانه في الحياة، فقرر ان يساكن القضاء والقدر فأثبت عن قوة ارادة التي لم تحجب العاطفة المكنونة بالقلب والوجدان.
انه الانسان الذي آمن بقضية تساوي وجوده فكان لها بكل ما امتلك من ايمان وصلابة ووعد وعقد بالانتظار لها لنهضة الشعب والمجتمع.
التقيته قبل حوالى ثلاثة اشهر في منزله الصيفي في بولونيا - قضاء المتن الشمالي مع زوجتي رندى للاطمئنان الى صحته بعد وعكة ألمت به، فرأيت التاريخ حاضرا بيننا، لا سيما الحزبي منه وكانت ذاكرته متوقدة تساعده زوجته ناديا واصرّ ان نبقى للغداء معا، فاعتذرنا على ان نكون على موعد اخر، في لقاءات لم تنقطع معه، ومع عائلته التي تربطنا بها صداقة وصلت الى ان نكون من اهل البيت الواحد، بسبب سكننا في الزلقا، وفي ايمان اهلنا بعقيدة واحدة ازالت الحواجز بين الطوائف والمذاهب ودعت الى فصل الدين عن الدولة عملا بقول سعاده: اقتتالنا على السماء، افقدنا الارض.
غادرنا مسعد حجل، حاملا معه قرنا مما كشفته له الحياة التي عاشها مليئة بالصعاب والنضال والعطاء والانتاج في كل المجالات التي تولاها، واخرها تأسيسه مركزا ثقافيا.
مسعد حجل قرن مضى.