اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انه باروخ سبينوزا، الفيلسوف اليهودي (1632 ـ 1677 ) الذي لاحقه الحاخامات بالسكاكين من هولندا الى البرتغال، بعدما قال ان هؤلاء أقفلوا كل أبواب الأرض أمام الله، وابتعثوا الهاً وثنياً بثقافة الدم، وايديولوجيا الدم...

شلومو ساند، أستاذ التاريخ في جامعة "تل أبيب"، وصاحب "كيف تم اختراع الشعب اليهودي"، و"كيف لم أعد يهودياً"، صرخ في وجههم "يا لغبائكم حين تنتظرون ظهور الماشيح ليختال فوق جماجم الآخرين ! أكاد أراه، ولسوف ترونه، وهو يختال فوق جماجمنا"!

هل يتصور الثلاثي بنيامين نتنياهو ـ ايتامار بن غفير ـ بسلئيل سموتريتش أن باستطاعة الدبابات اجتثاث فلسطين من ذاكرة الفلسطينيين؟ هوذا البركان ينفجر. تلك القضية الفذة، وقد أفلتت مما يدعى تجاوزاً العالم الاسلامي بالايديولوجيات الرثة، ومما يدعى العالم العربي الحائر بين أيام داحس والغبراء وليالي ألف ليلة وليلة.

للمرة الأولى، يمسك الفلسطينيون في الضفة بالذات، وفي القدس بالذات بتراب فلسطين، دون أن يلتفتوا الى ما وراء الحدود، وحيث الأنظمة الميتة والسياسات الميتة. حتى عظام يعرب بن قحطان ترقص حول الهيكل...

من هو محمود عباس، وأين هو في لحظات النار، بعد الكوميديا البالية في العقبة ؟ هذه تركة ياسر عرفات. ولم يكن يعنيه من أرضه سوى التربع على العرش (هذا العرش المخلّع)، خلافاً لمنطق الأشياء، وخلافاً لمنطق التاريخ. أنظروا، الأمهات الفلسطينيات يزغردن لأبنائهن الذين يواجهون الأرمادا "الاسرائيلية" بالأيدي العارية!

من داخل الدولة العبرية تعليقات ومقالات صارخة، وتعكس حتى آراء بعض الجنرالات. (هل يقومون بانقلاب عسكري ضد الثلاثي اياه؟). الاعتراضات باتت علنية على من "يزجوننا بين تلك النيران البشرية". بالرغم من تشكيكنا في صدقية النص التوراتي، أرى معادلة داود الفلسطيني وجلعاد اليهودي.

جدعون ليفي يتحدث عن "اسرائيل" التي تتزعزع. لا داعي للصواريخ تنهال من هنا وهناك. تماماً كما حدث اثر وفاة الملك سليمان. انفجار العقل القبلي داخل الجماعة اليهودية. تحذيرات من اندلاع الحرب الأهلية. مستوطنون يلوحون بدولة خاصة بهم.

لم تعد أرض الميعاد، ارض العجل الذهبي. الثور البابلي المجنح، وكما قال أحد الضباط، يبدو وكأنه يخرج من كل مكان. كل حبة تراب هي القنبلة في وجه الآتين للتو من ليل الوثنيات الميتة، والميثولوجيات الميتة..

الأميركيون الذين لولاهم لما كانت "اسرائيل" (ناحوم غولدمان، أحد آباء الدولة، كتب "لولا وودرو ويلسون لما كان وعد بلفور)، مربكون أمام "العصيان الاسرائيلي"، وفي هذا الوقت بالذات. كانوا يتوجسون من أن تقوم أي جهة معادية بـ "تفجير الخاصرة الرخوة"، اي الشرق الأوسط، للتأثير في مجرى الصراع في الشرق الأوروبي. الضربة جاءت من "الوديعة الأميركية" في المنطقة.

كل أركان الادارة يكادون يتوسلون لنتنياهو، وقد بات في قبضة بن غفير وسموتريتش، وقف مسيرة القتل والتدمير والاقتلاع، التي اذا بقيت على تصاعدها الحالي فقد تأتي بنتائج كارثية على المصالح الأميركية...

قبل نظريات برنارد لويس، الأميركيون ينظرون الى العرب كحثالات قبلية. المؤرخة آفيفا تشومسكي، الابنة الكبرى لناعوم تشومسكي قالت أننا في حقبة "تتشكل فيها أجيال من نوع آخر، وغير قابلة للتعليب".

هذا ما ينسحب بطبيعة الحال على المجتعات العربية التي لن تبقى تنتظر "تحت خط الزمن"، وان حاول البعض تسويق ذلك الطراز من الحداثة الذي لخصه الفيلسوف الفرنسي آلان دونو في كتابه "نظام التفاهة". شيء ما يشبه الدخول الى الحداثة عبر ساقي شهرزاد..

تخوف في واشنطن من أن تمتد الحرائق الى خارج الأراضي الفلسطينية، بعدما كانت قد احاطت الشرق الأوسط بالأسلاك المكهربة، ليبقى ضاحية الصفيح. لكن أشياء كثيرة قد تتغير في ضوء التطورات الأخيرة.

هل يتمرد الأميركيون على "اسرائيل" مثلما تمرد "الاسرائيليون" على أميركا؟ لا نتصور ذلك. الآن باتوا أكثر احتياجاً اليها. البركان لن يتوقف...

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»