اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

معرض الكتاب في دورته التاسعة والاربعين في طرابلس، اثبات جديد على أمرين اساسيين:

1- حيوية «الرابطة الثقافية» في طرابلس، الحريصة على احياء العرس الثقافي السنوي في مرحلة التحديات المعيشية والاقتصادية الخانقة.

2- تفاعل طرابلس بمكوناتها ونسيجها الاجتماعي مع هذا الحدث الثقافي، دلالة على دور المدينة كعاصمة ثقافية مميزة.

ليست طرابلس واهلها من ينتظر هذا العرس الثقافي وحدهم، بل ايضا الشمال كله، والكثير من اللبنانيين ينتظرون الحدث الذي يستقطب دور النشر والكتاب المؤلفين والشعراء ورجال الفكر. وعلى مدار عشرة أيام يجولون في أروقة المعرض رغم الظروف المالية المنهارة، غير أن عشاق الكتاب يصرون على أن عرس الكتاب شأن لا يمكن تجاوزه، بحثا عن مؤلفات وعناوين جديدة، في إطار الدراسات والمناقشات والحوارات الفكرية والثقافية، التي تحرص ايضا «الرابطة» على احيائها الى جانب المعرض.

وللسنة الثانية، تواصل «الرابطة» احياء المعرض في مقرها ، بعد سنوات من احيائه في قاعات معرض رشيد كرامي الدولي، الذي يحتاج الى تأهيل وترميم، لكن اقامة المعرض في مقر الرابطة دلالة أخرى على أهمية المقر كمنارة ثقافية في الشمال كله، عدا الحلقات الفكرية والثقافية التي تعقدها الرابطة، وحفلات توقيع الاصدارات الجديدة لمؤلفين وشعراء، وأمسيات فكرية وأدبية وشعرية، تعكس نبض الثقافة المتفاعل في طرابلس والشمال، وتتحدى كل محاولات التهميش، و»شيطنة» المدينة، ومحاولات افتعال احداث وبلبلة وارباكات فيها.

خلال أيام المعرض تنبض طرابلس بالحياة وتزدحم، رغم الوضع المالي، كما تنبض اروقة مقر «الرابطة» والشوارع المحيطة برواد الثقافة والكتاب من كل انحاء الشمال، وبخاصة ان عددا من الكتاب والمؤلفين باتوا يوقتون اصداراتهم على توقيت المعرض، مما يضفي المزيد من الاهمية على الهدف الاساس من احياء المعرض لتنشيط الثقافة والقراءة، سيما ان بعض المشاركين فيه يعمدون الى تخفيض اسعار الكتب المعروضة، كي تكون في متناول الجميع، ولتشجيع المثابرة على المطالعة، كون الكتاب أحد ابرز الاسلحة التي تواجه الجهل والتجهيل المفتعل، الذي يرمي الى تفتيت المجتمع.

وقد احتوى المعرض عددا بارزا من الاصدارات الجديدة، التي أغنت المكتبة اللبنانية عامة، كما تشكل الانشطة الفكرية والثقافية المترافقة عاملا اضافيا في مسيرة التنوير الثقافي والفكري.