اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كما كان متوقعا، لم يكن حظ هدنة جدة 2 افضل حالا من جدة1، حيث استمرت الاشتباكات المتقطعة، بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، في وقت امسكت فيه واشنطن العصا من الوسط، مهددة مخترقي الهدنة بالحساب، ومعلنة في المقابل عن حزمة مساعدات للسودان والدول المجاورة لمواجهة ازمة النازحين. ومن المقرر أن تستمر الهُدنة 7 أيامٍ تهدف إلى إتاحة إيصال المساعدات، وتخضع لآليّة مراقبةٍ يشارك فيها الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، إضافةً إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة اللتين رعتا الاتفاق في جدّة.

فقد أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة تعتزم تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 245 مليون دولار للسودان والدول المجاورة، لمساعدتها على التعامل مع الأزمة المستمرة الناجمة عن الصراع في السودان. وأوضح بلينكن أن هذه الأموال تشمل نحو 143 مليون دولار من مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية، ونحو 103 مليون دولار مساعدات إضافية من مكتب المساعدة الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني، إن حزمة المساعدات الجديدة من شأنها الاستجابة للاحتياجات الجديدة الناشئة عن الصراع الحالي الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من 840 ألف شخص داخل البلاد، وإجبار 250 ألف آخرين على الفرار منذ 15 نيسان الماضي. وأشار البيان إلى أن الحزمة الجديدة من المساعدات رفعت إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية الأميركية للسودان والدول المجاورة، وبينها تشاد ومصر وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، إلى ما يقرب من 880 مليون دولار في السنة المالية 2023.

ومن جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن 250 ألف شخص فروا من السودان بسبب الصراع وإنه تم الاستيلاء على المستشفيات واستهدافها. وأضاف أن أسعار السلع في السودان تضاعفت أربع مرات ونهبت مستودعات المساعدات على نطاق واسع.

هدوء بعد مناوشات

وبالتوازي مع تصريح بلينكن، شهدت مناطق أم درمان والأُبيض إطلاق نار متقطع، بعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين الجيش السوداني و»الدعم السريع».

وقالت مصادر محلية في مدينة الأبيض غرب الخرطوم، إن الهدوء عاد إلى المدينة التي شهدت ضواحيها مناوشات بين قوات «الدعم السريع» والجيش .ووفق المصادر فقد استمر إطلاق النار نحو ساعتين، وأدى إلى نزوح معظم سكان حي السكة لمناطق آمنة. كما تسبب إطلاق النار في إغلاق سوق الأبيض، في حين لم ترد أنباء عن وقوع أي خسائر مادية أو بشرية حتى الآن.

هذا وقد رحب المبعوث الأممي الخاص إلى السودان فولكر بيرتس، بإنشاء آلية مراقبة لوقف إطلاق النار في السودان، وقال إن هذه الآلية ستجعل من الممكن معرفة الطرف الذي ينتهك الاتفاق. وأكد بيرتس في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة، أكد أهمية الحاجة لتنسيق دولي وإقليمي بشأن الخطوات المقبلة.

وزارة الصحة تتهم «الدعم السريع»

من جهة أخرى، قالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم في بيان صحافي إن ما وصفتها بالمليشيا المتمردة واصلت الاستهداف المستمر للقطاع الصحي بكل مكوناته، حيث قامت بالتمركز داخل مستشفى أحمد قاسم وطرد المرضي والاعتداء على الكوادر الطبية، الى جانب الاستيلاء على 4 سيارات إسعاف. وقالت إن ما وصفتها بالمليشيا المتمردة قامت أيضا رغم دخول الهدنة حيز التنفيذ- بالتمركز داخل مستشفى البان جديد بشرق النيل وداخل مستشفى أم درمان التعليمي.

وبحسب بيان وزارة الصحة ارتفع عدد المشافي التي تتمركز بداخلها «المليشيا المتمردة» إلى 29 مستشفى و6 مؤسسات صحية حيوية أخرى، كما ارتفع عدد سيارات الإسعاف التي تم الاستيلاء عليها إلى 21 سيارة إسعاف.

الأكثر قراءة

أيها الإيرانيّون... اصنعوا القنبلة