اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

 عكس الاستنفار المتبادل على الحدود الجنوبية بالامس، بين الجيش اللبناني وقوات الاحتلال الاسرائيلي، حال التوتر المتصاعدة في «اسرائيل» ازاء كل ما يحصل في الشمال، حتى لو كان الامر لا يتعدى نصب «خيمة». ثمة مخاوف لا تخفيها القيادات الامنية والسياسية الاسرائيلية من استعدادات الطرف الآخر، والقلق من حرب متعددة الساحات، يجري الاستعداد لها بالمناورة الضخمة المستمرة، وسط ترويج اعلامي واستخباراتي عن بلوغ ايران مرحلة دولة العتبة النووية حيث باتت قادرة، بحسب التقديرات الاسرائيلية على صنع قنبلة خلال 12 يوما؟! 

هذا «الضجيج الاسرائيلي» غير المسبوق برا وبحرا وجوا، لم يصم الآذان في بيروت، حيث تستعد القوى السياسية لخوض «الجزء الثاني» من المعركة الرئاسية، عبر «مناورات» تجريها قوى المعارضة و «التيار الوطني الحر» بحذر شديد وانعدام ثقة متبادل، وتستحضر فيها كل ادوات الضغط الداخلي والخارجي، لخوض مواجهة «اقصائية» مع المرشح المدعوم من «الثنائي الشيعي» للوصول الى معادلة سلبية، تعبد الطريق نحو البحث عن مرشح ثالث لا تزال اوراقه مستورة، وسط مخاوف جدية من انتقال «الكباش» السياسي الى معركة بعنوان طائفي.

وفيما لن يتغير الموقف الفرنسي وكذلك السعودي، وفيما لا تزال قطر تسوّق لقائد الجيش جوزاف عون، طرح الدخول الاميركي على الخط الرئاسي عبر التهديد بفرض عقوبات على 19 مسؤولا لبنانيا، الكثير من علامات الاستفهام، حول خلفية رفع مستوى الضغط في هذا التوقيت، وهل هو لفرض مرشح بعينه؟

 ابواب «المجلس» مفتوحة؟

وفي هذا السياق، ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، على التهديدات الأميركية بفرض عقوبات عليه «لامتناعه عن الدعوة إلى جلسة للانتخاب»، مؤكداً «أنّ أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، بحال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقل للرئاسة، وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع سيّما مع رئيس المجلس».

 العقوبات الاميركية

وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف أجابت عن سؤال أمام الكونغرس، بأنّ الإدارة الأميركية تنظر في فرض عقوبات على من يعرقل انعقاد البرلمان اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية. وذلك على خلفية تواصل سياسيين لبنانيين وأميركيين من أصل لبناني مع أعضاء في الكونغرس، للمطالبة بالتلويح بفرض عقوبات على رئيس مجلس النواب نبيه بري، لامتناعه عن الدعوة إلى جلسة للانتخاب. وقد جرى تسريب معلومات عن وزارة الخزانة تفيد بان العقوبات يمكن ان تشمل 19 مسؤولا لبنانيا.

بري سيواجه التحدي!

ووفقا لمصادر عين التينة، فان بري يقرأ بوضوح المشهد، وهو اراد بموقفه ان يفهم الآخرين ان سياسة التحدي لن تصل الى اي نتيجة، والتهويل عليه «لعبة» غير ذكية ابدا، وتعقد الامور بدل ان تحلها. وهو حتى الآن لا يرى الا مرشحا جديا واحدا رئاسيا هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وكل «الصخب» على الضفة الاخرى لا يزال مناورة «وجعجعة» دون «طحين».

قبلان «يصعد»

في هذا الوقت، احدثت مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد عودته من الفاتيكان وباريس، رد فعل غير مسبوق من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان الذي عكس بكلماته العالية النبرة، انتقال الازمة الى مرحلة «خطرة» تحمل في طياتها «هواجس» طائفية تثير القلق مع دخول الاستحقاق مرحلة جديدة شديدة الخطورة. وقد رد قبلان على الراعي بالقول «نحن شركاء وطن ولسنا عبيدا، والرئيس يصنع في لبنان وليس في الطائرة، وهو يصنع في مجلس النواب وليس في «الاوراق» المحمولة جوا. وقال «كفانا تنظير، لان الرئيس بري امين على مصالح المسيحيين قبل المسلمين».

الراعي ينتقد بري

وكان البطريرك الراعي اكد أنّه سيبدأ حراكاً سياسياً للتواصل مع جميع المكوّنات السياسية من دون استثناء بما في ذلك حزب الله. ولاقى الراعي الأصوات التي تحمّل رئيسَ مجلس النواب نبيه بري مسؤولية عدم الدعوة إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس، معتبراً أنّ عليه الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية «ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور». وقال «أصبحنا مسخرة للدول بسبب بعض السياسيين، ولا يحق لأحد أن يلعب بمصير الشعب ولا يحق لأحد أن يهدم لبنان»، مؤكدا ان «على رئيس مجلس النواب الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية، ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور».

باريس «ولعبة» الاسماء

وفيما كشف الراعي، أنّ الفاتيكان وفرنسا طلبا منه العمل داخلياً مع باقي المكوّنات، اكدت أوساط سياسية مطلعة، ان البطريرك ابلغ ماكرون بحصيلة توافق القوى المسيحية على الوزير السابق جهاد أزعور، كمرشح توافقي إصلاحي لا مرشح مواجهة أو تحدّ لأحد. في المقابل، رفض ماكرون الدخول في لعبة الأسماء، وأكد أنّ فرنسا لا تدعم اسماً معيناً، بل تدعم حلاً تجده الأوفر حظاً ربطاً بالتطورات الإقليمية والدولية.

اعلان الاتفاق غدا؟

في هذا الوقت، تكثفت الاتصالات بين قوى المعارضة و«التيار الوطني الحر» لوضع اللمسات الاخيرة على ترتيبات الإعلان عن دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة. ووفقا للمعلومات، تنصب الجهود على إصدار بيان مشترك بين المعارضة وتكتل «لبنان القوي» يوم غد السبت يعلن من خلاله الاعلان عن دعم ترشيحه. وبحسب مصادر سياسية بارزة، فان الفريق النيابي المعترض على ترشيح أزعور داخل تكتل «لبنان القوي» لم ينجح في فرملة اندفاعة النائب جبران باسيل، الذي يتجه الى التماهي مع موقف «خصوم» حليفه السابق حزب الله، مخاطرا بالقطع نهائيا مع المرحلة السابقة، دون ان ينجح في الحصول على حلفاء جدد لا يثقون به ولا يريدون منه الا اتفاقا مرحليا على «القطعة»، عنوانه «هزيمة» حليفه السابق من بوابة الاستحقاق الرئاسي.

سيناريوهات التعطيل قائمة

واذا ما تم الاعلان المشترك يوم السبت عن ترشيح أزعور في مقابل فرنجية، سينتقل الملف الرئاسي الاسبوع المقبل إلى مرحلة جديدة عنوانها المواجهة في مجلس النواب، وقد بدأ الفريقان «ببوانتاج» جديد للارقام. ومن الواضح ان سلاح تعطيل النصاب، لا يزال حاضرا ولن يتوانى اي من الفريقين عن استخدامه، لمنع مرشح الفريق الآخر من الوصول الى بعبدا، مع ما سيرافق ذلك من توتر. ولهذا لا تستبعد مصادر نيابية ان يبادر بري الى الدعوة إلى جلسة بعد التبني الصريح من قبل المعارضة «والتيار» لازعور، لعلمه المسبق ان ايا من المرشحين لن يحصل على الاصوات اللازمة للنجاح. وهذا يعني ان الازمة ستعود الى «نقطة الصفر»، لكن هذه المرة مع ارتفاع قد يكون غير مسبوق «للتشنج» السياسي والطائفي.

تعهدات ازعور

في غضون ذلك، بدأ أزعور سلسة من الاتصالات واللقاءات عبر تقنية «الزوم» مع نواب في المعارضة وقوى «التغيير». ووفقا للمعلومات، طلب موقفا واضحا من القوى التي ترشحه، قبل أن يبادر إلى التواصل مجدداً مع «الثنائي الشيعي»، وهو ابلغ من حاورهم انه سيكون رئيسا بلا وزراء ولا نواب ولا حصص، كما اعتبر أن الكثير من الملفات المرتبطة بحزب الله والقررات الدولية والداخلية بحاجة الى حوار بين كل الاطراف. وفي السياق نفسه، عقد ممثلون عن كتل «الجمهورية القوية» و«الكتائب» و«التجدد» وعدد من نواب «التغيير»، اجتماعا لوضع الآليات المناسبة المؤدية الى بلورة اتفاق رئاسي بينها وبين كتل اخرى تقاطعوا معهم على اسم مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية. وتم التداول في كيفية تظهير هذا التقاطع عند حدوثه، بما يدفع باتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي وإنقاذ لبنان من أزمته.

التوتر جنوبا؟

في هذا الوقت، نجحت قوات «اليونيفيل» عبر اتصالات بين الطرفين اللبناني والاسرائيلي في لجم حال التوتر، بعدما اتخذت عناصر الجيش مواقع قتالية، ووضعت وحداته بآلياتها ومعداتها العسكرية في منطقة جنوب الليطاني، في حال استنفار قصوى، ردا على تهديدات جيش العدو الاسرائيلي بازالة وبالقوة، خيمة كانت قد ركزت في محاذاة الخط الحدودي في محور بسطرة - مزارع شبعا.

وكانت قوات «اليونيفيل» قد نقلت عن العدو «ان الخيمة ركزت داخل المنطقة المحتلة ويجب ازالتها من قبل الجهات المعنية»، في حين يعتبر الجيش «ان الخيمة ركزت في منطقة لبنانية. وسجل انتشار واسع لجيش العدو على كامل الخط الحدودي لمزارع شبعا، حيث شوهدت عشرات الآليات والدبابات المدرعة تتحرك داخل المواقع العسكرية.

سيناريوهات الحرب

وكشفت صحيفة «معاريف الاسرائيلية» عن تفاصيل المناورة التي بدأها الجيش الإسرائيلي مطلع الاسبوع، تحت اسم «الضربة القاضية»، والتي من المتوقع أن تستمر أسبوعين، قائلة إنها تدخل في اطار الاستعداد لخوض قتال متعدد الساحات. وقال اللواء الاحتياطي في الجيش الإسرائيلي أمير أفيفي، إن هذه التدريبات تنهي حقبة طويلة بدأت منذ حرب تشرين 1973، حين خاض خلالها الجيش الإسرائيلي حروباً، ولكن في ساحة واحدة فقط.

تحد للجبهة الداخلية

ونقلت «معاريف» عن أفيفي، تأكيده أنه لأول مرة بعد سنوات عديدة، تتعامل «إسرائيل» مع حدث متعدد في الشرق الأوسط بأكمله يمتد إلى إيران، واصفاً ذلك بأنه تحد كبير لقيادة الجبهة الداخلية. واستطرد أن الجيش الإسرائيلي لم يعش هذا الواقع لسنوات، ولذلك يتعين عليه أن يكون مبدعاً، فضلاً عن أنه يحتاج إلى أمر لم يكن بحاجة إليه منذ سنوات وهو «الروح».

هل «إسرائيل» مستعدة؟

ونقل افيفي عن العقيد الاحتياطي إسحق باريك قوله، إن «إسرائيل» ليست مستعدة لحرب إقليمية، فهذه الحرب ستكون أكثر صعوبة مما هو معتاد حقاً في الحروب الماضية. وعن حرب الساحات المتعددة، قال إنها أقرب من قبل، مستطرداً أن الأمر لن يحدث صباح غد، لأن حزب الله يدرك ايضا ثمن بدء مثل هذه الحرب.

مزاعم حول «النووي» الايراني

وفي سياق حفلة «التهويل» المستمرة تجاه طهران، اكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية ان إيران تستطيع صنع قنبلة نووية خلال 12 يوماً، ولديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج 6 قنابل أخرى في غضون أشهر قليلة. ولفتت الصحيفة الى أنه بعد أسبوع من الكشف عن تقدم إيران في بناء موقع نووي قد يكون محصناً ضد القنابل الخارقة للتحصينات، وبعد 5 سنوات من انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من الاتفاق النووي، يقدر خبير نووي أميركي أن إيران تتمتع بالقدرة الفورية على إنتاج قنبلة ذرية، وإذا استخدمت كل مخزونها من اليورانيوم المخصب، يمكنها إنتاج 7 قنابل في غضون أشهر قليلة.

مواقع محصنة تحت الارض؟

وقال الخبير النووي الأميركي ديفيد أولبرايت لمجلة «ذا إيكونومست» البريطانية، إن صور الأقمار الصناعية تظهر حفر الأنفاق في الجبال بالقرب من موقع نطنز النووي بوسط إيران، والتي ربما تكون على عمق ما بين 80 و100 متر تحت الأرض، وهو ما يصعب مهمة قنابل GBU-57، السلاح الرئيسي للجيش الأميركي لتدمير المخابئ تحت الأرض وصولاً إلى عمق 60 متراً . ويعتقد أولبرايت أن طهران يمكنها تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% المطلوبة لإنتاج السلاح النووي خلال 12 يوماً فقط. وللقيام بذلك، ستحتاج فقط إلى ثلاث مجموعات متتالية من أجهزة الطرد المركزي المتطورة ونصف مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪.

 القضاء العسكري

قضائيا، اتهم القضاء العسكري خمسة عناصر من حزب الله، أحدهم موقوف، بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الإيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، والذي أسفر عن مقتل جندي إيرلندي. واتهم القرار الاتهامي، الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان، «عناصر تنتمي إلى حزب الله بتأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرميّ واحد». وأكّد صوان أن «أفعالَ كلّ من الموقوف محمّد عيّاد وأربعة فارين من وجه العدالة تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني، والتي تنصّ على أنه «إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام.

ترقيات وتعيينات عسكرية

في غضون ذلك، تم الاتفاق بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزاف عون في عين التينة على توقيع مرسوم ترقية ضباط من رتبة عقيد الى عميد، أي دورة العام ١٩٩٤ وترقيات دورتي ١٩٩٥ و 1996، وذلك بعد 3 سنوات من الخلافات حول التوزيع الطائفي للضباط الذين جرى تطويعهم في دورة 94 خلال ولاية الجنرال ميشال عون. وفي سياق متصل، اكدت اوساط مطلعة ان اتفاقا سياسيا قد حصل ايضا على استكمال مجلس الوزراء قريبا التعيينات في المجلس العسكري لملء المراكز الشاغرة.

 زيادة التغذية الكهربائية

وفي خبر ايجابي مقابل «العتمة» السياسية في البلاد، تلقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، رسالة من شركة تسويق النفط العراقي التابعة لوزارة النفط تبلغه بالمضي قدماً في مضاعفة كمية الفيول اويل الشهرية المخصصة للبنان بموجب الاتفاقية النافذة المفعول، من 80 ألفا الى 160 ألف طن ابتداء من شهر تموز. وتحقق هذه الزيادة في الكمية فرصة لمضاعفة الطاقة الكهربائية التي تنتجها محطات الانتاج العاملة على الغاز اويل والفيول، لتلبية حاجات اللبنانيين من التغذية الكهربائية خلال الصيف. ومن شأن وصول الكمية الجديدة أن يخفف الحاجة الى استيراد مادة «الديزل أويل» من قبل الشركات اللبنانية المستوردة لمصلحة المولدات الخاصة. 

الأكثر قراءة

الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة... واشنطن تتدخل للجم التدهور زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات