اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد أيام من زيارة وفد السلطة الفلسطينية الوزاري بقيادة رئيس الوزراء محمد اشتية، تستضيف القاهرة اجتماعات مع قيادات من حركتي "حماس، و"الجهاد الإسلامي"، لبحث ملفات عدة من بينها التهدئة في قطاع غزة.

وأكدت مصادر فلسطينية أن زيارة وفدي الحركتين تأتي تلبية لدعوة رسمية من القيادة المصرية لبحث عدة ملفات، من بينها التئام ووحدة الصف وإنجاز المصالحة، وحشد الطاقات في مواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني ودعم قضيته.

وطرح البعض تساؤلات بشأن اللقاءات الفلسطينية المكثفة التي تستضيفها القاهرة، وما إذا كان هناك محاولة مصرية جديدة لإعادة مفاوضات المصالحة الفلسطينية بين "فتح" و"حماس".

ملفات مهمة

اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف، المقيم في قطاع غزة، أن الدعوة التي وجهتها مصر لحركتي حماس والجهاد تتعلق بالعمل على التوصل لحالة من الهدوء، وقد تتطرق المباحثات إلى موضوعات أخرى على رأسها المصالحة الفلسطينية.

وأضاف إن حركة "الجهاد" ليست طرفا في الانقسام الفلسطيني، والمصالحة لا تزال بعيدة إلى حد ما، مضيفا: "سيركز اللقاء على الوحدة الميدانية بين حماس والجهاد، وترتيب العلاقات القادمة بكل أشكالها، خاصة أن هنية والنخالة على رأس الوفدين".

وقال الصواف إن "المشكلة لا تتعلق بحركة حماس أو الجهاد فيما يخص التهدئة، بل ستكون لدى الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يلتزم بأي اتفاق ودائما يبحث عن مصالحه فقط، كما أنه لا توجد أي دولة تضمن التزامه، حتى جمهورية مصر العربية".

وفي ما يتعلق بأهمية اللقاء للقاهرة، قال المحلل السياسي الفلسطيني إن مصر تبحث كذلك عن مصالحها السياسية المحيطة بهذا الأمر، حتى يمكنها القول للجميع إنها تمتلك الورقة الفلسطينية.

جهود المصالحة

في السياق نفسه، أكد المحلل السياسي الفلسطيني ثائر نوفل أبو عطيوي، إن زيارة وفود حماس والجهاد للقاهرة جاءت بدعوة رسمية، بعد أيام من زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية برفقة وفد وزاري ضم 9 وزراء.

وقال إن الدعوة المصرية الرسمية للسلطة الفلسطينية ولحركتي حماس والجهاد الإسلامي، تأتي ضمن ترتيبات لرؤية فلسطينية مصرية مشتركة، وهذا ضمن تنسيق ومتابعة من الدول العربية المهتمة مع القاهرة بمتابعة الشأن الفلسطيني، من خلال جمهورية مصر والجامعة العربية معا.

وأكد أبو عطيوي أن زيارة حركتي حماس والجهاد الإسلامي تأتي في إطار ما بعد وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه القاهرة مع الفصائل الفلسطينية بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة من قبل "إسرائيل"، كما ستكون الأولوية في لقاءات المسؤولين في القاهرة مع حماس والجهاد هي بلورة صيغة تفاهم ووفاق واتفاق على النهوض بواقع قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.

وتابع: "كما تهدف الزيارة إلى تحريك ملف المصالحة الفلسطينية، والاهتمام بالواقع الفلسطيني الداخلي سواء على صعيد تحريك عجلة المصالحة المتوقفة منذ زمن، وتحريك الواقع الاقتصادي الفلسطيني والنهوض به من خلال التبادل التجاري والصناعي، وتفعيل وتنشيط حركة معبر رفح بشكل أكبر على جميع المستويات".

ولفت المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن كافة الزيارات الفلسطينية للقاهرة تأتي ضمن جهود مدروسة من المسؤولين المصريين من أجل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وتفعيل الحركة التجارية والصناعية للنهوض بالاقتصاد والحياة الإنسانية الفلسطينية، وكذلك للمحافظة على استعادة الهدوء وتجنب الانجرار من مخططات الاحتلال ومؤامراته في إشعال فتيل الحرب مرة أخرى، بسبب فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في إدارة شؤون حكومته اليمينية المتطرفة.

كما تحدث نوفل أبو عطيوي عن اجتماعات منفصلة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، عقدت على ضوء لقاءات القاهرة مع شخصيات فلسطينية بارزة منها لقاء سمير المشهراوي القيادي في "تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح"، والذي جاء على ضوء اللقاءات السابقة والمبادرات الوطنية السابقة التي أطلقها التيار لتعزيز التقارب لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية.

ترتيب البيت الفلسطيني

من جانبه اعتبر القيادي في حركة فتح زيد الأيوبي، أن اجتماع قيادات حماس والجهاد في القاهرة تأتي تلبية للمسؤولين الأمنيين المصريين، من أجل التباحث في بعض القضايا التي تتعلق بقطاع غزة وتثبيت التهدئة مع إسرائيل، مؤكدا أن وجود هذه الوفود في مصر أمر طبيعي، نظرا لدور القاهرة في هذا الصدد.

ووأشار الى ان مصر تحمل هموم الشعب الفلسطيني بشكل دائم ومستمر، وفي بعض الزوايا تضطر إلى فتح حوار مع الجهاد وحماس والتي تسيطر على قطاع غزة، في حين تسعى القاهرة للتخفيف على الغزيين وترتيب أمورهم وتقليل الحصار الإسرائيلي عنهم، مضيفا: "من الضروري التباحث حول فتح المعابر أمام من يريدون تلقي العلاج أو التعليم أو السفر أو التجارة".

وفي ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، لفت الأيوبي إلى أن القاهرة تسعى لرأب الصدع بين الفرقاء في فلسطين، لا سيما حركتي فتح وحماس، ومثل هذه اللقاءات تساعد في تقريب وجهات النظر بينهم، وكذلك تثبيت التهدئة في القطاع، لا سيما في ظل توجه الحماس من تغيير نمط المقاومة من العسكري إلى الشعبي الميداني.

وأوضح أن اللقاءات المكثفة تهدف إلى ترتيب أوراق الشعب وتقوية الموقف الفلسطيني الموحد في مواجهة السياسة الإسرائيلية، إذ تسعى القاهرة إلى إعادة الطرفين على طاولة المفاوضات، للوصول إلى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

سبوتنيك

الأكثر قراءة

بطة عرجاء لتسوية عرجاء