اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في عملية هي الاولى من نوعها منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2002، شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي، عملية عسكرية هي «الأعنف» في الآونة الأخيرة، مستخدمة فيها مروحيات عسكرية عقب تعرض قواته لكمين نصبه فلسطينيون، ذكّر القادة «الاسرائيليون» بالعبوات التي استخدمت في لبنان وغزة، وسط ادانات ومخاوف دولية، وتحذير الخبراء من ان تدفع احداث الامس نحو عملية عسكرية واسعة شمال الضفة، كثرت التسريبات حولها في الفترة الاخيرة.

فقد سحب جيش العدو الإسرائيلي قواته من مدينة جنين بعد العملية العسكرية التي نفذها وأصيب فيها 7 من جنوده وأعطبت العديد من آلياته، في حين استشهد 5 فلسطينيين وأصيب 91 آخرون، وشهدت العملية استخدام الطيران الحربي لأول مرة منذ أكثر من عقدين.

وأعلن جيش العدو أن 7 آليات عسكرية مصفحة أُعطبت خلال عملية جنين، في حين أفادت إذاعة الجيش «الإسرائيلي» بإصابة مروحية تابعة لسلاح الجو بإطلاق نار خلال مشاركتها في العملية التي استمرت لساعات.

وكانت وسائل إعلام «إسرائيلية» قالت في وقت سابق إن الجنود «الإسرائيليين» أصيبوا في كمين لمسلحين فلسطينيين في جنين، وإن بعضهم في حالة خطرة، بينما ذكرت الإذاعة «الإسرائيلية» أن جميع الجنود المصابين هم من جنود حرس الحدود وجروحهم بين طفيفة ومتوسطة.كما ذكرت وسائل الإعلام أن طائرات قصفت أهدافا في الضفة الغربية للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية قبل 20 عاما.

كما أفادت المعلومات عن قصف مروحية عسكرية «إسرائيلية» هدفا في حي الجابريات بمخيم جنين. وقال جيش الاحتلال إن هدف العملية العسكرية في جنين هو اعتقال مطلوبين فلسطينيين. وأكدت المعلومات أن طائرات الأباتشي والمسيّرات «الإسرائيلية» حلقت لساعات في سماء جنين، ورافق ذلك أصوات اشتباكات متقطعة بين مسلحين فلسطينيين وقوات الاحتلال.

وأشار الجيش «الإسرائيلي» إلى تنفيذ «نشاط عسكري» في المخيم، موضحا أن عمليته العسكرية تم تأمينها برا وجوا، وأن سحب آلياته العسكرية من هناك استغرق ساعات. كما أعلن أنه يحقق بشأن العبوة الناسفة التي وضعت أمام مركباته في جنين ونوعيتها. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مقاتلات من طراز «إف-16» حلقت فوق المدينة ضمن نشاط الجيش الإسرائيلي فيها.

تفجير مدرعة

من جهتها، ذكرت هيئة البث «الإسرائيلية» الرسمية أن الجنود «الإسرائيليين» أصيبوا بجروح بين طفيفة ومتوسطة، إثر تفجير مدرعة أقلّتهم خلال الانسحاب من أحد المواقع في مدينة جنين. وأفادت بإعطاب المدرعة التي كان الجنود بداخلها خلال تفجير مقاومين فلسطينيين عبوات في أطراف المدينة.

وأكد جيش العدو انفجار قنبلة في المركبة وإصابتها بأضرار أثناء انسحاب قوات الاحتلال من جنين. وقالت وسائل إعلام «إسرائيلية» إن العبوة المتفجرة في جنين بلغ وزنها 40 كيلوغراما، وتمكنت من إخراج مركبة عسكرية متطورة من الخدمة.

وقالت وسائل إعلام نقلا عن مصادر عسكرية «اسرائيلية» إن قذيفة أطلقها مقاومون اخترقت إحدى المركبات المصفحة وانفجرت داخلها، وأصابت كافة الجنود بإصابات مختلفة، وإن عملية إخراج الجنود المصابين والمركبات الخمس المحاصرة من موقع التفجير استمرت أكثر من ساعة. واستدعت قوات الاحتلال تعزيزات عسكرية لمساندة عناصرها.

الى ذلك، قال موقع «والا» العبري، إن العبوة الناسفة التي انفجرت في مخيم جنين مستهدفة آلية عسكرية إسرائيلية تزن حوالي 40 كغ. وأفاد مسؤول أمني للموقع بأن «العبوة الناسفة التي انفجرت هي شبيهة بعبوات لبنان وغزة»، مضيفا بالقول: «ندرس الآن نوعية المركبات المدرعة التي يمكن أن تستخدم لاحقا في شمال الضفة الغربية».

كتائب عز الدين القسام

هذا وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جنين إنها تمكنت من إيقاع قوة صهيونية تابعة لقوات الاحتلال في مخيم جنين بكمين محكم، وإنها أمطرتها بوابل من العبوات المتفجرة تلته زخات كثيفة من الرصاص.

وقالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي إن عناصرها اشتبكوا مع قوات خاصة للاحتلال تم اكتشافها في منطقة الجابريات بمخيم جنين. وذكرت أنها فجرت عبوات شديدة الانفجار لأول مرة في قوات الاحتلال بشكل مباشر، وأن اثنين من مقاتليها استشهدا خلال التصدي لجيش الاحتلال. كما حذرت حركة الجهاد الإسلامي جيش الاحتلال من أن اللجوء إلى الغارات الجوية سيدفع المقاومين إلى استخدام وسائل ستفاجئه، وفق تعبيرها.

من ناحية أخرى، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال تعرقل وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين في جنين، مشيرا إلى أن مركبة إسرائيلية عسكرية صدمت سيارة إسعاف فلسطينية بشكل متعمد لمنع وصولها لإنقاذ المصابين.

كما قالت المعلومات إن قوات الاحتلال استهدفت الصحافيين خلال تغطيتهم لاقتحام جنين ومخيمها، وإن صحفيا أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي خلال استهداف الطواقم الإعلامية في العملية العسكرية.

ردود فعل

وتعليقا على العملية، قالت حركة حماس إن الاحتلال الإسرائيلي أبعد ما يكون عن حسم المعركة في جنين.

بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية «عدوان الاحتلال» على جنين «تصعيدا خطرا في ساحة الصراع»، مطالبة بموقف أميركي حازم يرتقي إلى مستوى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من استعمار استيطاني وجرائم اضطهاد من قبل «إسرائيل»، وفق تعبيرها. وقالت الوزارة في بيان لها، إن استخدام الجيش الإسرائيلي المروحيات الحربية في الضفة الغربية «تصعيد خطر واستخفاف بالموقف الأميركي الداعي لوقف جميع الإجراءات أحادية الجانب».

كذلك دان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية العملية ، وقال في كلمة له «إن الصمت الدولي والمعايير المزدوجة تشجع هذه الحكومة المتطرفة على ممارسة مزيد من القتل والهدم والترويع».

ودانت جامعة الدول العربية، العدوان الواسع على مدينة جنين ومخيمها، و»ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي من جرائم». وحمّل الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي في بيان له «الحكومة الإسرائيلية تبعات وتداعيات هذا العدوان الشامل وهذا التمادي المستمر في ارتكاب المزيد من الجرائم، بما فيها جرائم الاستيطان وإرهاب المستوطنين».

ودانت مصر الاعتداء «الإسرائيلي» على جنين وما واكب ذلك من عمليات قصف جوي وإطلاق نار ضد المدنيين، وحذرت الخارجية المصرية من أن «مثل هذه الاعتداءات لا تؤدي إلا إلى تأجيج الأوضاع وتنذر بخروجها عن السيطرة وتقويض مساعي خفض التوتر في الأراضي المحتلة».

كما نددت دولة قطر بالعدوان ، وحذرت الخارجية القطرية من تلاشي فرص السلام واتساع دائرة العنف بسبب التصعيد الإسرائيلي المستفز في الأراضي الفلسطينية. وشددت الخارجية القطرية على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لحماية الشعب الفلسطيني وإلزام «إسرائيل» بوقف انتهاكاتها.

الموقف ذاته عبر عنه الأردن حيث دان «العدوان» ، داعيا إلى تحرك دولي «فوري وفاعل» لوقفه، وفق بيان للخارجية الأردنية.

ودانت الخارجية التركية بدورها «بشدة» مقتل الفلسطينيين الخمسة، وبينهم طفل، خلال اقتحام القوات الإسرائيلية جنين. وأردفت في بيان لها «نجدد دعوتنا للحكومة الإسرائيلية إلى وضع حد فوري لهذه الأعمال غير المقبولة التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والتي من شأنها أن تؤدي إلى دوامة عنف».

بدوره، أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه البالغ إزاء الأحداث الأخيرة في جنين والتي أدت إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين.

ونقلت وكالة رويترز عن مفوض حقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك أنه «قلق جدا حيال الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك إعدامات على ما يبدو من جانب القوات الإسرائيلية».

«إسرائيل» تدعو

لـ«عملية واسعة»

في المقابل، قال وزير المالية «الإسرائيلي» بتسلئيل سموتريتش إن الوقت قد حان لشن عملية واسعة شمالي الضفة الغربية وإدخال القوات الجوية والمدرعة، وإنه سيطلب عقد اجتماع طارئ للمجلس الأمني والسياسي المصغر.

كما قال وزير الدفاع «الإسرائيلي» يوآف غالانت إنه «لا ملاذ للإرهاب ولن يكون موجودا في أي مكان سواء في جنين أو نابلس أو غزة»، مشيرا إلى أن «إسرائيل» «ستصل إلى كل مخرب وسيكون القتال بلا هوادة بنهج هجومي واستباقي».

ونقلت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن القيادة الوسطى لجيش العدو قولها إن «قواعد اللعبة تغيرت» بعد عملية جنين. 

الأكثر قراءة

مفوضية اللاجئين لن تسلم «داتا» النازحين واجتماع في بكركي وتحركات شعبية الورقة الفرنسية كتبت «بالإنكليزية» وتجاهلت «الرئاسة» و14 ملاحظة لبنانية صواريخ بركان تلاحق غالانت وعمليات نوعية للمقاومة و30 غارة للطيران المعادي