اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع دخول البلاد مدار عطلة عيد الاضحى ساد السكون السياسي عقب مغادرة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان بيروت، اذ بنعمة عيد الاضحى وعطلته الطويلة، ضحى المسؤولون اللبنانيون بنقمة تراشقهم السياسي، ليحل الهدوء الحذر على مختلف الجبهات الداخلية، الى حين انتهاء مفاعيل العطلة، التي ينذر حلولها بموجة تصعيد جديدة، في ظل انحجاب الرؤية الكامل لدى كافة الافرقاء.

وحدها المواقف التي تُكرر مقاربات محور الممانعة، ملأت الساحات وترجمت وحدة للهموم السياسية التي حضرت في الخطب التي ألقيت من على منابر العيد، ومن لون واحد، مشددة على ضرورة استعادة المؤسسات الدستورية عملها وإنجاز الاستحقاقات الوطنية والحض على انتخاب رئيس للجمهورية استنادا إلى التفاهم والحوار والتلاقي، في انتظار مستجد ما يحرك المياه الراكدة رئاسياً. شأن لا يبدو قريبا في ضوء معلومات مستقاة من دوائر القرار الفرنسية عن احتمال ارجاء الاستحقاق الرئاسي الى شهر ايلول المقبل بعدما طار موعد الرئيس نبيه بري منذ 11 يوما.

عزز هذا الجو الاوضاع الفرنسية الداخلية المستجدة، التي قد تفرض نفسها على اجندة اهتمامات الرئيس ماكرون، ما قد يؤثر سلبا في تدخل الايليزيه في لبنان واندفاعه، خصوصا ان التطورات على الساحة الاوروبية، بعد فشل «انقلاب» فاغنر اعادت رسم توازنات جديدة، وفقا لمصادر متابعة.

واشارت المصادر الى انه من المبكر الحديث راهنا عن تاثير ما حصل خلال الايام الماضية في الوضع اللبناني وفي المبادرة الفرنسية، رغم الاعتقاد السائد لدى دوائر القرار في الكيدورسيه، من ان الملفات منفصلة عن بعضها بعضا، وان الخلايا العاملة على كل منها تمتلك استقلاليتها ووسائلها وساحاتها المختلفة.

ورات المصادر انه في ما خص الملف اللبناني، فان باريس عادت الى الدوران في الفلك الاميركي متماهية طروحات واشنطن لاكثر من سبب وسبب، وفقا لما يشرحه الدبلوماسيون الفرنسيون، في معرض تفصيلهم لمستقبل مبادرتهم في بيروت وما يدور حولها من لغط.

وكشفت المصادر ان هذا التقارب بدا واضحا في الاجتماع الذي عقد في لاهاي بدعوة من مجموعة تنسيق وانفاذ القانون بحضور 35 دولة اضافة الى الانتربول واليوروبول والمعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون، وفقا لبيان نشرته وزارةُ الخارجية الاميركية على موقعِها الالكتروني، حيث النقاش الى كيفيةِ مواجهةِ شبكاتِ تابعة للحزب ومؤسسة القرض الحسن المرتبطة به.

وتابعت المصادر بان الساعات الماضية ورغم العطلة في بيروت، فان محطتين بارزتين يمكن التوقف عندهما على صعيد المؤشرات في ما خص الوضع الفرنسي:

ـ الاول، مرتبط بدخول شركة «البساتنة» على خط توتال-انرجين، مع ما يعنيه كل ذلك في ظل اللغط القانوني حول «البساتنة» في ما خص النفط الجزائري.

ـ الثاني، الحملة التي شنت ضد وزير الاشغال العامة المحسوب على حزب الله، والذي اتهم بانه عراب الاتفاق الاقتصادي بين باريس وحارة حريك، وهو ما يبدو بنظر بعض المحللين السبب الرئيسي لسرعة التدخل الاميركي المباشر وفرملة التحرك الفرنسي.

وختمت المصادر بانه بين مصالحها التاريخية كام حنون للبنان بوجهه المسيحي، منذ نشاته الى حين وصول الرئيس جاك شيراك الى السلطة، لتتحول الى راع «للحريرية السياسية»، تعيش اليوم الادارة الفرنسية التي انقلبت على نفسها تحدي مواجهة واشنطن-الرياض، حيث باتت مصالحها الاقتصادية محكومة بالشيعية السياسية واستمرارها.

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!