اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وسط ادانات عربية، وتحرك رسمي فلسطيني تجاه واشنطن، نفذت قوات الاحتلال الاسرائيلي اكبر عدوان لها منذ عام 2002 على مخيم جنين شاركت فيه المروحيات وعشرات المدرعات، وسط مقاومة عنيفة شاركت فيها كافة الفصائل مستخدمة العبوات الناسفة لمنع تقدم قوات الاحتلال، ما اسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، فضلا عن تكبيد العدو خسائر في الآليات واسقاط مسيرتين. فهل يطفح كيل المقاومة، فتشتعل الضفة وغزة؟

تجدر الإشارة إلى أن ما يجري في جنين يأتي بعد أقل من أسبوعين من العملية العسكرية التي نفذتها إسرائيل في جنين واستشهد فيها 8 فلسطينيين، وشهدت العملية استخدام الطيران الحربي لأول مرة منذ أكثر من عقدين.

وفي السياق، أكد الجيش «الإسرائيلي» في بيان أمس، أنه لا ينوي احتلال مخيم جنين، في وقت شدد وزير الدفاع «الإسرائيلي» يوآف غالانت «على أن مؤسسة الدفاع مستعدة لكل سيناريو». وقال غالانت خلال متابعته العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم «المنزل والحديقة»، والتي تنفذها قوات الاحتلال منذ فجر الاثنين في جنين شمال الضفة الغربية، إن «قواتنا الأمنية تعمل خلال الساعات الماضية على مكافحة بؤر الإرهاب في مدينة جنين»، مضيفا «في مواجهة الإرهاب، سنتخذ نهجا استباقيا وحاسما. كل من يؤذي مواطني اسرائيل سيدفع ثمنا باهظا..نحن نراقب عن كثب تصرفات أعدائنا ومؤسسة الدفاع الإسرائيلية مستعدة لكل سيناريو».

من جهة أخرى، قال الناطق باسم جيش الاحتلال إن «الجيش يقوم بتنفيذ سلسلة نشاطات عملياتية داخل مدينة جنين وفي مخيم جنين، حيث نقوم بتركيز الجهود لإحباط نشاطات إرهابية في جنين ،من خلال استهداف بنى تحتية إرهابية وتنفيذ عمليات اعتقال لنشطاء، واستهداف مقرات وغرف عمليات ومصادرة أسلحة وعبوات ناسفة»، مضيفا «بدأنا الليلة النشاط العسكري باستهداف مقر قيادة وغرفة عمليات موحدة للفصائل تقع في قلب مخيم جنين وجد في داخلها مخربون وأسلحة. بعد ذلك أغارت مسيرات على مخربين وأسلحة حيث فاجأت هذه الخطوة العدو وأربكته».

ولفت إلى ان «القوات قامت باعتقال نشطاء وعثرت على عدد كبير من العبوات الناسفة خطط المخربون لإلقائها على قواتنا». وختم الجيش الإسرائيلي بيانه، مؤكدا أنه «لا ينوي احتلال مخيم جنين... بل إن هذه أعمال مباغتة تستهدف المنظمات الإرهابية في جنين».

حصيلة العملية العسكرية

الى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة أكثر من 50، بينهم 10 في حالة خطرة في العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها. وقد أفاد شهود عيان بأن مروحيات أطلقت عددا كبيرا من الصواريخ على منازل ومبان داخل المخيم، بينما شرعت جرافات عسكرية ضخمة بأعمال تجريف وتدمير مداخل المخيم. وأعلن جيش الاحتلال أنه استهدف مبنى يتخذه مقاومون من كتيبة جنين مقرا لهم.

نتنياهو يعلن أهداف العملية في جنين

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات للصحافة مساء، «إن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية واسعة في الضفة الغربية هدفها اجتثاث الإرهاب.» أضاف أن «جنين تحولت إلى أكبر ملاذ للإرهاب»، مشيرا إلى أن «القوات الإسرائيلية تقوم بتصفية المخربين واعتقال المطلوبين وتدمير معامل المتفجرات». وأفاد بأن «الجيش الإسرائيلي شن عملية واسعة ضد أهداف إرهابية في جنين»، مشيرا إلى أنه «دخل إلى أعشاش المسلحين، واعتقل مطلوبين ودمر مقرات واستولى على العديد من الأسلحة».

وأوضح أن «الجيش يقوم بعمله في واحدة من أكثر الأماكن كثافة على وجه الأرض، بأقل قدر من الضرر للمدنيين حتى هذه اللحظة ولا يؤذون أولئك غير المتورطين»، مبينا «أن توجيهه ينص على أمن القوات وتجنب إيذاء الأبرياء قدر الإمكان».

المقاومة الفلسطينية

في غضون ذلك، اعلنت المقاومة الفلسطينية في مدينة جنين ومخيمها (شمال الضفة الغربية)، إنها أسقطت طائرتين مسيرتين لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وفجرت عبوات ناسفة في آليات لقواته التي اقتحمت المخيم. وقالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، إنها أسقطت طائرة مسيرة لقوات الاحتلال هي الثانية خلال المعركة ، وأضافت الكتيبة أن مقاتليها «أفشلوا محاولات تقدم على أكثر من محور بعد خوض اشتباكات عنيفة مع الاحتلال». وتابعت «أنها أعطبت آلية إسرائيلية مصفحة بعد تفجير عبوة ناسفة معدة مسبقا فيها»، مشيرة «إلى أنها فجرت عبوات ناسفة تدخل الخدمة لأول مرة في آليات الاحتلال».

كتائب شهداء الأقصى

من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى (الذراع العسكرية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح») بجنين، «أن مقاتليها استهدفوا بالرصاص والعبوات المتفجرة قوة إسرائيلية خاصة على أطراف مخيم جنين». كما أعلنت كتائب عز الدين القسام «أن مقاتليها استهدفوا جنود الاحتلال في جنين بالرصاص».

حماس: العدوان على جنين سيفشل

من جهته، أكد الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم، أن «العدوان الواسع على جنين القسام لن يحقق أهدافه وسيفشل العدو الصهيوني»، مضيفا «إن حكومة العدو الفاشية المتطرفة وعلى رأسها نتنياهو المجرم يتحملون كافة المسئولية عما يجري من عدوان ضد جنين». وشدد قاسم، على أن جنين «أثبتت على مر التاريخ أنها عصية على الكسر ولديها قدرة عظيمة على الصمود في وجه العدو»، منوها إلى أن «الاحتلال لن يستطيع أن يحسم المعركة ضد المقاومة وشعبنا الذي سيواصل نضاله وقتاله حتى تحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال».

ولفت إلى أن «جنين ومعها كل مدن فلسطين التاريخية ستواصل ثورتها وانتفاضتها بالرغم من جرائم الاحتلال»، مؤكدا أن «إرادة الصمود لدى شعبنا هي أقوى من الآلة العسكرية للاحتلال».

«عرين الأسود»

بدورها، دعت مجموعات «عرين الأسود» المسلحة، الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، للخروج في مسيرات نصرة لجنين ومخيّمها، كما دعت المقاومين لمساندة مقاتلي جنين. وطالبت المجموعة في بيان عبر «تلغرام»، «الجماهير الفلسطينية بقطع طرق المستوطنين، وطرق إمداداتهم، باعتبار أن ذلك يخفف عن المقاتلين في المخيم» مشيرة «إلى أن مجموعة من مقاتلي «عرين الأسود» وصلت مخيم جنين فجرا، للمشاركة في القتال». أضافت «أنه يجب أن يصل صوت الجميع إلى كل مقاتل حر»، داعية كل «من يمتلك السلاح ولا يستطيع الوصول إلى جنين، لمشاغلة قوات الاحتلال في أي مكان يوجدون فيه».

وتوعدت عرين الأسود جيش العدو قائلة: «ليس للعدو بإذن الله إلا الدمار والسواد سنريكم أرضا محروقة بأذن الله تحت أقدامكم وسماء سوداء من فوقكم في كل مكان وموقع لا نريد من مقاتلينا ومن أبناء شعبنا أن يرى العدو اليوم لونا إلا السواد سنشعل النار في كل شي لن نترك جنين وحيدة».

الرئاسة الفلسطينية: لتوفير الحماية الدولية

لشعبنا وفرض عقوبات على «إسرائيل»

بالمقابل، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالبته المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني وفرض عقوبات على «إسرائيل» وإدانة هذا العدوان الإرهابي على جنين ومخيمها.ودعا عباس في كلمته خلال ترؤسه اجتماع القيادة في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، لبحث العدوان المتواصل على جنين ومخيمها، الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية كافة لاجتماع طارئ لمواجهة هذه المخاطر»، مضيفا «إن الحكومة وأجهزتها وجهت لتوفير كل ما يلزم لتعزيز صمود الأهل في جنين وبقية أرض دولة فلسطين».

ووجه عباس تحية إكبار واعتزاز بأبناء وبنات شعبنا الفلسطيني العظيم الذين يواجهون ببطولاتهم العدوان اليومي للجيش الإسرائيلي وإرهاب المستوطنين ويدافعون عن أنفسهم وبيوتهم وممتلكاتهم بصمود وثبات يدعو للفخر.

ودعا في كلمته أبناء الشعب الفلسطيني للصمود والثبات، كما دعا «الجميع لوحدة الصف والدفاع عن الأرض والمقدسات وحقوق الشعب المشروعة بالحرية والاستقلال وإنهاء احتلال أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس»، مشددا «على أن الاحتلال إلى زوال».

الخارجية الفلسطينية

الى ذلك، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن «العدوان على جنين يندرج في إطار سياسة إسرائيلية رسمية لتكريس منطق القوة العسكرية». كما أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أنها تجري اتصالات لحشد ضغط دولي لوقف الحرب على جنين ومخيمها، وطالبت بتحرك دولي وأميركي عاجل لوقف العدوان فورا، وحذرت الوزارة من حملة الاحتلال التضليلية للتقليل من جرائم حربه الحقيقية على جنين ومخيمها.

ادانات دولية وعربية

على صعيد آخر، نددت وزارة الخارجية الأردنية بالتصعيد «الإسرائيلي» المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة «وآخره العدوان على مدينة جنين «، وحذرت من استمرار دوامة العنف، ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

وذكرت وكالة «الأناضول» أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، لبحث سبل وقف الاعتداء الإسرائيلي على جنين. وأشار بيان للخارجية الأردنية إلى أن الصفدي والشيخ بحثا سبل التحرك المشترك عربيا ودوليا «لمواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير وما يمثله من تهديد للأمن في المنطقة برمتها». وأبدت وزارة الخارجية المصرية إدانتها للاعتداء «الإسرائيلي» على جنين، وقالت إنها ترفض بشدة الاقتحامات «الإسرائيلية» المتكررة لمدن فلسطينية. وقالت إن هذه الاقتحامات «تسفر عن وقوع ضحايا أبرياء» وفيها «انتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية».

وفي إيران، قالت وزارة الخارجية إن التطورات الحاصلة في جنين «أثبتت أن السلام والتطبيع مع الكيان الصهيوني أمر غير رادع وغير مؤثر». ودانت الخارجية الإيرانية الاعتداءات «الإسرائيلية « على مخيم جنين، واعتبرها «نموذجا واضحا لإرهاب الدولة». وفي سياق متصل، أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة «للجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد». ودعت المنظمة، في بيان صحافي، مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة «ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني».

في حين عبرت منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز، عن «قلقها البالغ من حجم العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين»، وأضافت أن الجيش الإسرائيلي قصف بالطائرات مخيم جنين المكتظ بالسكان، وطالبته بتأمين وصول طواقم الإسعاف لإنقاذ المصابين. 

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!