اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في كل مرة يزور فيها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بيروت، يقسم اليمين بأنه لن يعود لانه يرحل منهكاً ومتوتراً، من مسؤولين اضداد لا يجمعهم سوى التناحر المتواصل على مختلف الملفات والقضايا، وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي، بحسب مصادر سياسية متابعة للملف، لكن وضمن إهتمام باريس بلبنان سياسياً مع مصالح خاصة بها، تابعت السفارة الفرنسية في بيروت مهمة الموفد الفرنسي، في محاولة لجمع الافرقاء المنقسمين على طاولة حوار في قصر الصنوبر فور عودته، تضّم القيادات السياسية البارزة، بعد محاولة منذ ايام لجسّ النبض الرئاسي، لمعرفة مدى نسبة قبولهم وموافقتهم على المشاركة فيها، على ان تبحث هذه الطاولة سلّة متكاملة، تشمل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وبيانها الوزاري، والى ما هنالك من ملفات تتعلق بما ذُكر.

مع الاشارة، ووفق المعلومات الى انّ قائد الجيش العماد جوزف عون، بات ضمن الطرح الفرنسي الرئاسي غير النهائي، وهنالك اسئلة تصدّرت الاتصالات بين السفارة الفرنسية والقيادات اللبنانية حوله، بحسب ما نقل عن لودريان، الذي يسير بين الالغام اللبنانية، بهدف إيجاد مَخرج يوافق عليه الافرقاء اللبنانيون بمجملهم، الامر الذي يزيد من صعوبة مهمته.

الى ذلك يزور لودريان السعودية في 11 الجاري قبل مجيئه الى بيروت، مع تواصل مع ايران وقطر لبحث الملف الرئاسي ، اي انه لن يعود خالي اليدين، وإلا لن يزور لبنان قريباً او على الاقل سيرجئ زيارته في حال ستكون كسابقاتها، وكان سبق ان اعلن ذلك، لانّ الحماسة غابت لديه طالما القصة تراوح مكانها، لذا يبحث عن تغيير كبير علّه يلاقي قبولاً، بحسب ما ينقل عنه وزير مقرّب من الفرنسيين، ويقول:" اللقاء الذي جمع لودريان بقائد الجيش خلال زياراته الاخيرة للبنان كان ايجابياً للغاية، وتناول الملف الرئاسي بصورة خاصة، والموفد الفرنسي خرج مرتاحاً، وهذا يعني انّ أسهم العماد جوزف عون لا بدّ ان ترتفع قريباً.

وفي السياق، ووفق نتائج اتصالات السفارة الفرنسية التي لم تكتمل بعد، اشارت المصادر المتابعة الى أنّ حزب الله وافق على الحوار، شرط ان يناقش فقط مسألة الرئاسة، من دون الغوص بمسائل اخرى من ضمنها تعديل الدستور، اما "القوات اللبنانية" فدعت الى فصل الملف الرئاسي عن الحوار، وهذا يعني وجود صعوبة كبيرة في جمع الاضداد، خصوصاً انه سبق ان ردّ عدد من الاطراف بالرفض للحوار الداخلي غير المشروط ، الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحت عنوان " ضرورة الاتفاق على إسم الرئيس المنتظر".

في غضون ذلك، ثمة مراقبون سياسيون يشيرون الى انّ المكتوب عادة يُفهم من عنوانه، اي لا فائدة من طاولة الحوار إلا حين تأتي من الخارج وتنعقد خارج لبنان، وهذا يعني تسوية والكل سيشارك فيها، لكن التوقيت اليوم يضع الدعوات الداخلية في غير محلها، اي بالتزامن مع إشتباكات بالردود على جميع المحاور السياسية والحزبية، والاختلاف حول اسم الرئيس العتيد، مما يعني انّ الطاولة المذكورة التي بدأت تتلقى سهام الرفض منذ ان سُمع باسمها، لن تصل كالعادة الى أي خاتمة، وفي حال حصلت ستقتصر فقط على السلامات ليس أكثر.

باختصار، تقول المصادر المتابعة انها ستكون طاولة المتناحرين الدائمين استكمالاً للفشل، لانّ روادها وفي حال وافقوا على المشاركة فيها، سيختلفون من جديد واكثر من أي مرة، على ان يزيد "عدم السمع"، والنتيجة المزيد من الفراغ في إنتظار هوية رئيس مطواع يستكمل المسار القديم .


الأكثر قراءة

ملف الرئاسة: اللجنة الخماسية تحشر نفسها بالوقت فهل تنعى مهمتها في آخر أيار؟ قطر تجدد مساعيها من دون أسماء وجنبلاط الى الدوحة اليوم بدعوة رسمية جبهة الجنوب مرشحة للتصعيد... ومفاجآت حزب الله تنتظر العدو