اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تتقاطع المعلومات حول الإستحقاق الرئاسي عند سائر المرجعيات السياسية، عند زاوية صعوبة انتخاب الرئيس العتيد قبل انقشاع الصورة الإقليمية والدولية، بحيث أنه يمكن القول إن كل ما حمله الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في جولته الأخيرة في بيروت، قد بات خارج التداول ويُعتبر منتهي الصلاحية، نظراً لما أفرزه لقاء الدوحة من معطيات جديدة وأساسها تجاهل الإشارة إلى الحوار قبل انتخاب الرئيس.

وتشير المعلومات إلى توافق سعودي – قطري وبدعمٍ أميركي، يكمن في إطار صرف النظر عن أي حوار دون إعداد وتواصل بين المكوّنات اللبنانية، والتوافق في ما بينهم حول النقاط التي يعتبرونها مناسبة لأي تعديلات دستورية، وبمعنى آخر فإن لودريان وبعد زيارته إلى جدة ولقائه بالمسؤولين السعوديين المعنيين بالملف اللبناني، ومن ثم استكمال لقاءاته عربياً وإقليمياً، فإنه في صدد العودة إلى بيروت، ومعه صيغة جديدة للحل تنطوي على ضرورة انتخاب الرئيس قبل أي حوار وسواه من الطروحات التي سبق وأن أُعلِنت، أي أن لبنان بحاجة إلى انتخاب رئيس في وقت قريب، قبل أن تتفاقم الإنهيارات الإقتصادية والمالية، وصولاً إلى أجواء ومعلومات عن تحركات مطلبية وتعليمية وسواها، من شأنها أن يؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه إذا تحرك الشارع بأشكال جنونية، على غرار ما يحصل اليوم في المصارف من اقتحامات وتهديدات، أي أن الأمور مرشحة للأسوأ.

وبالتالي ووفق المعلومات نفسها، فإن الزيارة المرتقبة للموفد القطري محمد ناصر الخليفي إلى إيران، ومن ثم عودة لودريان إلى بيروت، بعدما يلتقي ماكرون عندئذ، إذ قد يكون هناك مشروع حل مرفق بإسمٍ يُتفق عليه بين أركان الدول الخمس، وبالتشاور مع طهران في هذا الصدد، عندها قد ينتخب الرئيس في ظل هذا الغطاء الدولي والإقليمي، ولكن إلى الآن ليس ثمة ما يشي بأن هذه المؤشرات قد تتحول إلى مشروع انتخاب رئيس، على اعتبار أن هناك من يؤكد أن الصعوبات والتعقيدات ما زالت قائمة، في حين أنه لم يُعرف ما إذا كان المشروع الجديد للموفد الفرنسي سيحظى بقبول من شركاء باريس في «اللقاء الخماسي»، على اعتبار أن قطر لن تقبل بأي خيار آخر غير قائد الجيش، وهذا ما يلقى دعماً من مصر.

وبناءً عليه، فإن من يبلور هذا المعطى، أي ترشيح قطر وإصرارها على قائد الجيش، يتمثل بزيارة الموفد القطري إلى إيران، وعلى ضوئها يُبنى على الشيء مقتضاه، وبمعنى آخر ستبقى الأمور في دائرة الإتصالات وليس الحسم ، ولكن وبعد سحب مشروع الحوار من ورقة لودريان بشكل نهائي، فإن القلق يبقى قائماً في حال استجد امر ما في ظل الأجواء الداخلية المتشنجة، وكذلك على المستويين الدولي والإقليمي. في حين يُنقل بأن الدول الخمس، وبمعزل عن خلافاتهم والتباين على شخصية الرئيس، فإن الإجماع بينهم قائم حول ضرورة أن يكون للبنان رئيس للجمهورية في أقرب وقت، نظراً لأن القلق يساور هذه الدول المعنية بالملف اللبناني، وتحسبها لأي انهيار اقتصادي ومالي يفاقم الأزمات، خصوصاً بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، اذ لم تُحسم أي صيغة حتى الساعة لهذه المسألة الحساسة التي تُعتبر من الأولويات، إضافةً إلى عامل آخر يتمثل بارتفاع معدل الإشكالات الامنية المتنقلة، التي يعود جزء منها إلى الأوضاع الإجتماعية.  

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!