اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يترقب فريقا الصراع المسلح في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، اي حركة "فتح" من جهة والقوى الاسلامية المتطرفة من جهة أخرى، بحذر التزام كل منهما بتطبيق بنود الخطة التي اعلنت عنها "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في لبنان، والتي تبدأ بتثبيت وقف اطلاق النار الشامل والدائم، وسحب كافة المسلحين من الشوارع، وفتح الطرقات امام السيارات والمشاة للدخول والخروج من المخيم، ولا تنتهي عند انتظار نتائج تحقيقات اللجنة، التي تم تشكيلها لتحديد المتورطين في عملية اغتيال قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا ابو اشرف العرموشي، كما عملية اغتيال عبد الرحمن فرهود، المحسوب على "الاسلاميين" لتسليمهم للقضاء اللبناني.

فلا ذرة ثقة من قبل اي فريق بالآخر، وكل منهما ينتظر الطرف الثاني ليطلق شرارة جولة جديدة من القتال استعدا لها في الايام الماضية، سواء من خلال زيادة القوى المتطرفة تحصيناتها في حيي الطوارىء والصفصاف، ام من خلال رفع "فتح" جهوزيتها واستنفار عناصرها امام مراكز ومؤسسات الحركة. فكل عناصر تجدد المعركة متوافرة، يبقى القرار الذي لا يُخفى على احد انه ليس في "عين الحلوة"، ولا ملك "فتح" ولا حتى القوى الاسلامية المتشددة، وان تعددت ولاءاتها.

وبحسب معلومات "الديار" فانه "لولا الضغوط اللبنانية السياسية والامنية، كما تدخل قوى اقليمية بمحاولة لضبط الوضع، لما تأخر اندلاع الجولة الثانية، التي تقول مصادر فلسطينية مطلعة انها "معلقة حتى اشعار آخر، وليس مستبعدا ان تندلع خلال ايام او اسابيع او اشهر". وتضيف مصادر متابعة انه "ليس محسوما حتى الساعة اذا كان قد اتخذ قرار اشعال المخيم، حتى ولو كانت التحذيرات المتتالية التي صدرت عن عدد من الدول لدعوة رعاياها في لبنان لمغادرته، حيث ترجح سيناريو التفجير".

ولعل ما قد يُعقد المشهد اكثر، هو تبادل طرفي الصراع تهمة الخضوع لتعليمات خارجية بالتفجير. ففيما تعتبر مصادر "فتح" ان "اغتيال العرموشي، وما يمثله، بالتوقيت والشكل الذي تم فيه، يؤكد ان هناك من قرر استخدام القوى المتطرفة لتفجير الوضع"، وتشير مصادر مطلعة على الجو الآخر الى ان "اغتيال فرهود هو الذي فجّر الوضع، وادى بشكل او بآخر الى ما تلاه من احداث دموية"، مذكرة بأن الاشتباكات حصلت بعد ايام من زيارة قام بها رئيس المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية ماجد فرج.

بالمقابل، ترى مصادر "فتح" ان "الهدف من استهدافها بالطريقة الذي تم فيه، وبدعم واضح للمجموعات المتطرفة بالسلاح والعتاد، هو اضعاف وتحجيم دور الحركة المسيطرة بشكل رئيسي على "عين الحلوة" وباقي مخيمات لبنان، لدفع قوى اخرى الى استلام زمام الامور بما يخدم اجندة اقليمية معينة".

وبكل الاحوال، وسواء صحت رواية هذا الطرف او ذاك، ما يمكن حسمه ان القرار بتفجير "عين الحلوة" ليس داخليا، ويبقى الخطر الاكبر، بحسب مصادر لبنانية معنية بالملف، هو "محاولة مسلحين فلسطينيين اقحام الجيش اللبناني بالمعركة من خلال استهداف مواقعه"، وقالت لـ "الديار": "الجميع يعي ان تكرار سيناريو نهر البارد في عين الحلوة غير وارد بأي شكل من الاشكال، باعتباره سيشكل كارثة انسانية نتيجة عدد القتلى المتوقع ان يقع لدى كل الاطراف، نتيجة الكثافة السكانية الهائلة في المخيم، وتعدد الفصائل والمجموعات وعدم خصوعها لمرجعية او ٢ او حتى ٣، وتحصن هذه المجموعات وامتلاكها عددا كبيرا من السلاح والذخيرة.

ولعل العنصر الاهم، بحسب المصادر، هو تيقن كل القوى ان تحول الصراع الفلسطيني - الفلسطيني في المخيم الى صراع لبناني – فلسطيني - فلسطيني سيفتح ملف الوجود الفلسطيني على مصراعيه بعد اي معركة، ولا شك انه لن يعود الى ما كان عليه، وهذا ملف ضخم لا يبدو ان المجتمع الدولي مستعد للتعامل معه في الوقت الراهن، خاصة مع كمّ من المهاجرين الذين قد يقررون الفرار عندئذ عبر البحر الى اوروبا".

اذا، هي نار تحت الرماد في "عين الحلوة"، وستبقى مشتعلة بانتظار من يعبث فيها من جديد... وقد لا يطول الانتظار هذه المرة كثيرا!

الأكثر قراءة

الشيطان النووي في الكابيتول