اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الأسابيع الماضية، كان لافتاً تعمّد بعض الأوساط المقربة من الثنائي الشيعي العودة إلى تسريب معلومات عن أنه لا يمانع انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، في ظل استمرار حوار حزب الله مع "التيار الوطني الحر"، حول دعم الأخير ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، مقابل حصوله على مجموعة من المطالب، منها ما أصبح معروفاً، ومنها ما يظل سراً ويتعلق بحصة التيار في الحكم المقبل، في حال وصول المرشح المدعوم من حزب الله.

وبالتزامن مع تسريب هذه المعلومات، كان رئيس التيار النائب جبران باسيل يتحرك من جهته أيضاً للضغط، فذهب إلى إعادة تأكيد التزامه التفاهم الذي لا يزال قائماً مع قوى المعارضة، وبالتالي التقاطع الذي حصل على اسم الوزير السابق جهاد أزعور، الأمر الذي يظنه كثيرون انه انتهى بعد جلسة الانتخاب الأخيرة التي عقدت في المجلس النيابي، حتى أطراف التقاطع انفسهم الذين استغربوا إشارات باسيل في البداية، فترشيح أزعور انتهى والتيار يبحث مع الحزب في خيارات جديدة، كما المعارضة تبحث عن خيارات جديدة تخوض بها المواجهة المستمرة مع حزب الله، خاصة بعد ضربة قاسية وجّهها المعارضون الى المساعي الفرنسية.

من وجهة نظر بعض الأوساط السياسية، هذه التسريبات من الممكن وضعها في إطار الضغوط على باسيل، من أجل دفعه إلى خفض سقف مطالبه، خصوصاً أن الجميع يدرك أن ما يطلبه باسيل سيكون من الصعب جدا أن يوافق عليه العديد من الجهات المحلية، تحديداً ما يتعلق باللامركزية المالية الموسعة، وبالتالي تريد قوى الثامن من آذار منعه من استغلال الخلاف حولها من أجل تمرير الوقت إلى حين انتهاء ولاية قائد الجيش، ما يعني أن المطلوب منه حسم موقفه سريعاً، والتلويح بإمكان التوافق على جوزاف عون، وهو ما يخشاه باسيل أكثر من أي خيار آخر، كونه يعلم أن مرشح المؤسسة العسكرية سيشاركه في أكل "الصحن العوني"، فجمهور التيار الذي لا يزال مرتبطاً بميشال عون، ضعيف "المشاعر" أمام "الجيش".

أما بالنسبة إلى موقف رئيس التيار الوطني الحر، فترى أنه أراد أن يؤكد، من خلال إعادة الإعلان عن التزامه دعم أزعور، أنه لن يقدم على أي خطوة باتجاه حزب الله من دون مقابل، وبالتالي لا يمكن الرهان على التلويح بورقة قائد الجيش من أجل دفعه إلى التراجع، على اعتبار أن لديه خيارات أخرى من الممكن أن يذهب إليها، والتي تساهم في إحراج الثنائي الشيعي في هذا المجال، علماً أن باسيل يعلم كما غيره أن خيار قائد الجيش للرئاسة بحال تم اتخاذه من قبل الثنائي سيعني وصول عون الى بعبدا، لأن أطراف المعارضة تؤيد قائد الجيش، ورفض المعارضة للحوار مع حزب الله لا يستهدف عون بل فرنجية، إذ ان المعارضين أوصلوا رسالة مفادها أن تخلي حزب الله و"حركة أمل" عن دعم ترشيح فرنجية هو الطريق السليم للجلوس الى طاولة حوار.

هل يعني هذا أن الثنائي يستخدم خيار قائد الجيش كورقة ضغط على التيار فقط؟ بالتأكيد لا، فالثنائي الذي لا يزال داعماً لفرنجية لم ولن يضع "فيتو" على قائد الجيش، تجيب الأوساط السياسية. 

الأكثر قراءة

لا دولة فلسطينيّة... لا دولة لبنانيّة