اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دخلت الهند التاريخ، اليوم الأربعاء، عندما هبطت مركبتها الفضائية "تشاندريان-3" بنجاح على القطب الجنوبي للقمر، الذي يُعتقد أنه مصدر محتمل للمياه والأكسجين، وذلك بعد أيام من إخفاق مهمة روسية مماثلة.

وهبطت المركبة الهندية قرب القطب الجنوبي للقمر غير المستكشف كثيرًا، وهو ما يشكل سابقة عالمية في برنامج فضائي، ومحطة تاريخية لدولة من أكثر بلدان العالم تعدادًا للسكان والتي انضمت إلى نادي الدول القليلة التي نجحت في الهبوط على القمر.

وتضم "شاندريان-3″، التي طورتها المنظمة الهندية للبحث الفضائي، جهاز الهبوط "فيكرام" (الشجاعة باللغة السنسكريتية) والروبوت المتحرك "برغيان" (الحكمة) لاستكشاف سطح القمر.

ويأتي نجاح اليوم للبرنامج الفضائي الهندي الذي يشهد ازدهارًا، بعد 4 سنوات من إخفاق كبير حين فقد الفريق على الأرض الاتصال بالمركبة قبل وصولها إلى القمر.

كما يأتي نجاح الهند اليوم بعد أيام قليلة على تحطم المسبار "لونا-25" وهو الأول الذي ترسله روسيا إلى القمر منذ عام 1976.

بداية المهمة

وأُطلقت مهمة "شاندريان-3" يوم 14 تموز الماضي من محطة الفضاء الرئيسية في البلاد بولاية أندرا براديش، وتعد أبطأ من مهمات "أبولو" الأميركية المأهولة في الستينيات والسبعينيات التي وصلت إلى القمر في غضون أيام قليلة.

فالصاروخ الهندي أقل قوة من صاروخ "ساترن 5" المستخدم في برنامج أبولو القمري الأميركي. وقد اضطر إلى الدوران 5-6 مرات حول الأرض لزيادة سرعته قبل أن يسلك مساره باتجاه القمر الذي يستغرق شهرًا.

وانفصل "فيكرام" عن صاروخ الدفع الأسبوع الماضي، وهو ينقل صورًا عن سطح القمر منذ دخوله مدار القمر في الخامس من الشهر الحالي.

وتبقى ميزانية البرنامج الفضائي الهندي متواضعة مع أنها زادت بشكل ملحوظ منذ المحاولة الأولى لوضع مسبار في مدار القمر عام 2008. وتبلغ كلفة المهمة الهندية هذه 74.6 مليون دولار، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية وهي أقل بكثير مقارنة مع مهمات دول أخرى.

ويفيد خبراء في القطاع بأن الهند تنجح في إبقاء الكلفة متدنية عن طريق نسخ التكنولوجيا الفضائية المتوافرة وتكييفها لأغراضها الخاصة بفضل وفرة المهندسين المؤهلين الذين يتلقون أجرًا أقل بكثير من زملائهم الأجانب. وكلفت محاولة الهبوط السابقة على سطح القمر عام 2019، تزامنا مع الذكرى 50 لأول مهمة لرائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ على سطح القمر، 140 مليون دولار أي تقريبًا ضعف كلفة المهمة الحالية.

وكانت الهند أول بلد آسيوي يضع قمرًا اصطناعيًا في مدار المريخ آذار الماضي، ويفترض أن ترسل مهمة مأهولة تستمر لمدة 3 أيام إلى مدار الأرض بحلول السنة المقبلة.


الأكثر قراءة

اكثر من حجمه