اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الموجة الثانية للنزوح السوري، هي دمار لبنان ومأساة جديدة يواجهها الشعب اللبناني، وكارثة اقتصادية تضاف على الانهيار الحاصل الذي يفتك بمؤسسات الدولة الواحدة تلو الاخرى. وهذه المرة الاعداد للنازحين السوريين الذين يدخلون لبنان مرعبة، وقد تكلمت عنها قيادة الجيش اللبناني، في حين ان حكومة تصريف الاعمال اتخذت الاجراءات لوقف هذا النزوح، ولكن هل ستنجح هذه الخطة؟

بات الامر مؤكدا ان هناك قرارا خارجيا باعدام لبنان، فالامم المتحدة تستمر بمساعدة النازحين السوريين الموجودين قبل هذه الموجة الجديدة، وبالتالي تشجع النازح السوري على البقاء في لبنان، فضلا انها ترفض عودتهم الى سوريا . واليوم امام موجة النزوح الثانية، لم تتحرك الامم المتحدة لمؤازرة لبنان في محنته وفي مواجهة هذه الموجة الثانية، كما لم نسمع اي دولة اوروبية تعلق على هذا الامر وتعتبره انه يؤثر بشكل كبير على الكيان اللبناني المنهك اصلا.

من هنا، طالما بقي لبنان وحيدا في مواجهة النزوح السوري الحالي، فيجب على الدولة ان تضرب بيد من حديد عبر الجيش والامن العام لمنعهم من دخول الاراضي اللبنانية، كما اعادة النازحين السوريين الموجودين في القرى اللبنانية الى سوريا عبر تطبيق القانون اللبناني، لان الامر لم يعد يحتمل. بيد ان اللبناني بات نازحا ولاجئا في وطنه ومشردا في بلده، يعاني الامرّين جراء الاقتصاد المتدهور. والحال ان الانفجار الشعبي اللبناني بات قاب قوسين من النفاذ الى الواقع، والفوضى الكبيرة ستكون السائدة في الايام المقبلة، طالما النزيف اللبناني مستمر والنزوح السوري ايضا مستمر.

لقد اصبح وطننا مستباحا بكل ما للكلمة من معنى، ولم يعد هناك مساحة للتفاوض حول ملف النازحين السوريين، بل المطلوب اليوم اعادتهم بالسبل القانونية دون الحاق الاذى بهم، ولكن باتخاذ قرار حاسم لا عودة عنه بدفعهم الى الرجوع الى بلادهم. هؤلاء النازحون السوريون الجدد الذين يحاولون دخول لبنان بسبب الاوضاع المتردية ماليا واجتماعيا في سوريا ، يأتون الى بلدنا المنكوب الذي ينهشه الانهيار الاقتصادي، وبالكاد يستطيع اللبناني ان يعيش وان يؤمن الحاجات الاساسية له ولعائلته.

انطلاقا من ذلك، لنتكلم بصراحة وبوضوح: النازح السوري يدخل لبنان والمواطن اللبناني يهاجر لبنان. فهل هذا عدل؟ هل ما يحدث امر سليم؟ لماذا لا تقبل الدول الاوروبية استقبال النازحين السوريين الجدد، في حين تشدد على عدم عودة النازحين الى سوريا؟ لماذا الدول العربية لا تتحرك لنجدة الشعب السوري الذي يعاني الفقر، فتقدم له المساعدة؟

لا يمكن للقيمين على لبنان ان يتعاملوا مع موجة النزوح الجديدة بالكلام فقط. ولا يمكن للشعب اللبناني ان يصمت على هذه الجريمة التي تحصل بحقه. لقد تحملنا ما تحملناه، وليس مجبرا اللبناني ان تقع عليه اعباء ازمات شعوب اخرى، في وقت يكافح يوميا ويناضل من اجل البقاء ومصيره على المحك.

الأكثر قراءة

توقيف سلامة يطرح علامات الاستفهام وخاصة التوقيت