اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في عملية أمنية دقيقة ونوعية، نجح جهاز أمن الدولة في الإيقاع بأحد أخطر المطلوبين الأمنيين في لبنان، وهو أمير في تنظيم "داعش" الإرهابي، كان قد تسلل إلى البلاد آتيا من سوريا، مستقراً في منطقة كسروان.

العملية التي نُفِّذت باحترافية عالية جاءت نتيجة معلومات استخباراتية دقيقة، وردت إلى مديرية أمن الدولة – مكتب كسروان، تفيد بإمكان وصول أفراد من تنظيم "داعش" إلى المنطقة. وقد تمّ رصد تحركات مشبوهة تشير إلى وجود عنصر قيادي في التنظيم، يُعتقد أنّه دخل خلسة من الأراضي السورية، واتخذ من منطقة ساحلية في كسروان ملجأً له.

بتوجيه مباشر من المدير العام لجهاز أمن الدولة اللواء إدغار لوندس، وبإشراف ميداني من رئيس مكتب أمن الدولة في كسروان العقيد مروان منصور، باشرت وحدات الاستقصاء عملها، ونجحت بعد أيام من المراقبة والرصد في توقيف "الداعشي" حسن سمير الأحمد، وهو شاب سوري من مواليد عام 2004 (21 عاما) ينحدر من بلدة سلقين في محافظة إدلب السورية.

ويُعتبر الأحمد من العناصر الفاعلين في التنظيم، إذ تلقّى تدريبات عسكرية على أيدي قياديين بارزين في "داعش"، بينهم اليمني فرقان أبو محمد، والتونسي الملقب "أبو حماص"، كما خضع لدورة شرعية على يد السعودي محمد الخبرواي، وجميعهم مطلوبون دوليا لانتمائهم إلى التنظيم الإرهابي، وضلوعهم في عمليات قتل وذبح، وتفجير استهدفت أبرياء في سوريا والعراق.

خلال التحقيق معه من قبل أمن الدولة، أقرّ الأحمد بانتمائه الى تنظيم "داعش"، وبأنه دخل لبنان بهدف "الرصد والتحضير"، وضُبط بحوزته راية التنظيم، إلى جانب هاتف يحتوي على مقاطع "فيديو" وصور توثق جرائم التنظيم، من بينها مشهد ذبح ضحية مجهولة الهوية، ما يشير إلى نيات تنفيذ عمل إرهابي في الداخل اللبناني.

اللافت في المعطيات، بحسب ما علمت "الديار"، أن الموقوف كان يتربص بأحد المجمعات السياحية على شاطئ جونية، حيث أقام لثلاثة أيام متتالية، ينام في العراء على الشاطئ نفسه، ويراقب حركة الزوار والسياح في المكان. وقد تم توقيفه في الموقع ذاته، بعملية خاطفة خلت من أي مواجهة مسلحة، نتيجة التنسيق العالي بين الضباط والعناصر.

وبناءً على إشارة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، ووفقا لتقارير أمنية، تم تسليم الموقوف إلى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، لمتابعة التحقيقات بإشراف القضاء المختص.

توقيف حسن الأحمد يُعدّ ضربة أمنية نوعية، تؤكد مجددا الجهوزية الكاملة لجهاز أمن الدولة بقيادة اللواء إدغار لوندس، لمواجهة كل أشكال الإرهاب. كما يُثبت أن الجهاز، رغم الإمكانات المحدودة، لا يزال في قلب المواجهة الاستباقية، ويمتلك القدرة على رصد وتعقّب وتحييد التهديدات، لا سيما في مناطق يُظنّ أنها آمنة وبعيدة عن الشبهات كمنطقة كسروان.

في وقت لا يزال فيه خطر الإرهاب قائما، وإن كان مستترا، فإن ما حققه أمن الدولة من خلال هذه العملية النوعية، يعيد التأكيد على أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، وفي طليعتها جهاز أمن الدولة، تبقى العين الساهرة على أمن الوطن والمواطن، مهما اشتدت الأزمات وتبدّلت الأولويات.

الأكثر قراءة

الأنظار الى <جلسة الثلاثاء> و<الحزب> مُلتزم بالحوار مع الرئيس عون قادة حزبيون هددوا بتفجير الشارع: الاصبع على الزناد قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل والبلد معرض لخطر وجودي من إســرائيل وداعــش