اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
حقق الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان نجاحا هاما على صعيد التحرك للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بعد فراغ قارب السنة. ونجاح لودريان ظهر من خلال عدة مؤشرات فقد تلاقت مهمة الموفد الفرنسي مع دعوة رئيس مجلس النواب للحوار مع كافة الاطراف وتبدو من خلال الاحصاءات على مستوى المجلس النيابي ان اكثر من 90 نائبا سيلبون الدعوة وقد لا يتمثلون جميعهم اذا حصل التمثيل على مستوى رؤساء الكتل لكن الحوار سيحظى بدعم الاكثرية المطلقة في المجلس النيابي، ولم يكن هذا ليحصل لولا ان الموفد الرئاسي الفرنسي توافق مع الثنائي خاصة حزب الله الذي كان قد ايد الحوار وما زال وبالتالي فانه اي حزب الله والمقاومة ينظرون الى الساحة الداخلية على انها عنصر هام بالنسبة للدفاع عن لبنان فان حزب الله له حسابات على مستوى المنطقة كلها فهو يريد ان يبقى جاهزا لاية حرب قد تشنها اسرائيل، في حين ان كل الدلائل تشير ان حكومة نتانياهو الغارقة في محاولة السيطرة على المقاومين في الضفة الغربية اضافة الى المظاهرات ضد التعديلات القضائية الجارية في تل ابيب فان اسرائيل غير قادرة حاليا على شن حرب كما ان حزب الله له علاقاته مع الدولة الاسلامية الايرانية وهو اذ ينظر بايجابية للتقدم الذي حصل على مستوى العلاقات بين دول الخليج وايران خاصة الرياض وطهران فانه يبقى ينظر الى اي خطة اميركية اسرائيلية تتعلق بلبنان، وهو يدرك ان اسرائيل عاجزة عن شن اي حرب في هذه المرحلة وبالتالي يريد حزب الله انجاز انتخاب رئيس جديد للبنان يعيد اطلاق ورشة المؤسسات من جديد والخروج من الازمة الاقتصادية والمالية الحالية.

كما ان علاقة الرئيس نبيه بري اصبحت مباشرة مع المملكة السعودية من خلال تلبيتها لدعوته للحوار والاجتماع الذي دعا اليه السفير السعودي وليد البخاري وحضره المفتي دريان بحضور الموفد الفرنسي اضافة الى 23 نائبا من الطائفة السنية وانتهى الى الموافقة على قبول الدعوة للحوار التي اطلقها الرئيس بري. ويعتبر هذا الامر تواصلا بين الرئيس بري لاول مرة بشكل مباشر منذ فترة تتعدى السنتين الى 3 سنوات . والسفير البخاري الذي اجتمع مع النواب السنة اكد على ضرورة احترام اتفاق الطائف واللامركزية التي وردت فيه كما ذكر احد النواب الذين اجتمعوا في دارة السفير البخاري وقد جاء كلام السفير السعودي بشكل عام وليس تفصيليا لانه قال ان المملكة السعودية لا تتدخل بالشؤون اللبنانية بين كافة الكتل النيابية .

اما بالنسبة للطائفة الدرزية فبعد اجتماع الموفد لودريان والوزير جنبلاط الذي تعتبره فرنسا من اهم اصدقائها في لبنان والتي يلتقي معها الوزير وليد جنبلاط حيث انه يشعر بحرارة العلاقة بين المختارة وفرنسا فانه وافق على دعوة بري وايضا لودريان الذين دعا للحوار وبالتالي سيشارك نواب الديموقراطي برئاسة تيمور جنبلاط الذي اعلن موافقته على الحوار بالجلسات التي سيدعو اليها بري.

اما بالنسبة للاطراف المسيحية فان الوزير سليمان فرنجية رئيس تيار المردة لم يعلن اي تصريح بل هو يراقب ويدرس.

اما حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب فقد اعلن الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات انه لن يلبي الدعوة الى الحوار لقناعته بانه يجب انتخاب رئيس جمهورية فورا كما يقول الدستور وان الدعوة الى الحوار هي بدعة ستصبح خطوة سابقة تستعمل في كل مرة لانتخاب رئيس جمهورية لاجراء حوار، كذلك كان موقف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بانه يرفض الحوار ويدعو الى انتخاب رئيس للجمهورية فورا.

اما بالنسبة للتيار الوطني الحر فانه لم يصدر حتى اللحظة قرار واضح عن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يعلن فيه قبوله بالحوار، بل ان الموضوع غير ظاهر حاليا عبر موقف التيار الوطني رغم الجنوح الى قبول دعوة الرئيس نبيه بري للحوار رغم الخلاف الكبير بين باسيل وبري على ما يقوله ان رئيس مجلس النواب نبيه بري قام بتعطيل عهد الرئيس ميشال عون نحو الاصلاح وهو امر يرفض قبوله الرئيس بري.

ومع ذلك فانه من المرجح ان يعلن باسيل قبوله بالحوار وهذا سيرفع عدد النواب الذين سيشتركون في الحوار الى 90 نائبا.

ماذا سيحصل لاحقا فقد اعلن تلفزيون الـ NBN المعبّر عن وجهة نظر الرئيس نبيه بري وحركة امل ان مصادره تقول بأن الموفد الفرنسي لودريان سيعود الى لبنان قريبا لاستكمال مهمته والوصول الى نتائج فعلية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

كذلك في المرحلة المقبلة ستواصل المملكة العربية السعودية دورها في لبنان لانتاج رئيس للجمهورية، وما قام به السفير السعودي وليد بخاري هو قرار من ولي العهد الامير محمد بن سلمان للقيام بدور فاعل على الساحة اللبنانية بالاشتراك مع دول اللجنة الخماسية وان هذه الخطوة كما تقول مصادر سعودية يجب ان تتلقفها الاطراف اللبنانية، لان السعودية اذا ما تم انتخاب رئيس للجمهورية وتم تشكيل حكومة وبدأت عملية اصلاح جديدة في لبنان فانها ستقوم بمساعدة اقتصادية ومالية للجمهورية اللبنانية.

اما على الصعيد القطري فان الدوحة ارسلت سفيرا فوق العادة وهو ينتمي الى العائلة الحاكمة التي هي بن ثاني وبدأ يقوم السفير القطري بتحرك هام وقد اجتمع مع السفير السعودي لتنسيق الخطوات سويا لان قرار قطر قد اتخذ وايضا تريد امارتها مساعدة لبنان اقتصاديا من ضمن الشروط الخماسية حيث سيصل الامر الى دعوة فرنسا لمؤتمر باريس رقم 4 وهذه المرة سيتم تنفيذه فعليا في اطار حكومة تحارب الفساد وتقوم بالاصلاح وستشترك الى جانبهم جمهورية مصر العربية لكن الدور الاميركي غير معروف حتى اللحظة اذا كانت ستشارك الولايات المتحدة في نهضة لبنان وهذه النهضة واعدة لكن الولايات المتحدة بعد اختيار الاسم خاصة اذا وصل العماد جوزف عون وهو امر جامد في هذه المرحلة فانها ستساعد الجيش اللبناني بصورة كبيرة.

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه