اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أكد نائب "الجماعة الإسلامية" النائب الدكتور عماد الحوت، أن "الحوار هو ضرورة بشرية، لا سيما في بلد يحتضن كل هذا التنوّع الموجود في لبنان"، معلناً أنه "ليس من الممكن أخذ موقف سلبي بالمطلق من الحوار، لكننا بحاجة الى أن يكون الحوار مضبوطا ومنتجا، وأن يراعي الأسس الدستورية، من هذا المنطلق، قلنا انه لا مانع لدينا بجلسة حوار، شرط أن تكون محصورة فقط بموضوع رئاسة الجمهورية ولمدة قصيرة، لا أن تأخذ الكثير من الوقت، على أن يسبقها تعهّد مسبق أننا ذاهبون، ومهما كانت نتيجة الحوار، إلى جلسة انتخاب وبدورات متعدّدة ومتلاحقة حتى إنجاز العملية الانتخابية، وفي هذه الحالة يكون الحوار منتجاً".

وعما إذا كان الحوار يستلزم كل هذا الوقت، رأى الحوت في حديثٍ لـ "الديار"، أن "الحوار لا ينتج رئيساً، والجميع يدرك ذلك، فمنذ عام نعيش من دون رئيس ونتواصل مع بعضنا بعضا، ولم يتم التوافق على رئيس، فالحوار في الحقيقة هو عملية إخراج، كي يتمكن الأفرقاء السياسيون الذين بالغوا في مواقفهم التصعيدية، من النزول عن الشجرة بشكل لائق ونذهب لانتخاب الرئيس، كون الجميع بات مدركاً أن الأزمة الاقتصادية والمعيشية وواقع مؤسسات الدولة وصل إلى حدّ كبير من الترهّل، والبلد بأجمعه أصبح في خطر، فبات من المتوجّب الانتهاء من هذه الأزمة، لذا، من الضروري إيجاد إخراج لائق، ومن المؤكد أن الحوار لن يتمكن من الوصول إلى انتخاب الرئيس، ولو كان الحوار على كل الأمور، وهذا أمر رفضناه قبل انتخاب الرئيس، كان من الممكن الوصول إلى تفاهمات معينة".

وعليه يسأل النائب الحوت: "على ماذا سنتفاهم؟ على شكل الرئيس أو على دوره؟ ففي حال كنا متفاهمين على أن الحوار هو المدخل لكل القوى السياسية لتتفضل وتنزل إلى المجلس النيابي بشكل جدي لانتخاب رئيس الجمهورية، فأهلاً وسهلاً بالحوار، كمرحلة مؤقتة نتفاهم فيها على خطوط عريضة، وقد لا نصل إلى تفاهم إذا بقي كل فريق على تمترسه خلف مواقفه، وساعتئذٍ الجميع ينزل إلى المجلس النيابي وننتخب".

ورداً على سؤال، قال الحوت: "عندما يكون لدي الخيار بين 7 أو 8 أسماء تتشتّت الأصوات، ولكن إذا ذهبنا إلى جلسة واحدة بدورات متلاحقة، فالانتخاب ساعتئذٍ يحتاج إلى 65 صوتاً، وعدد المرشحين يتراجع، فالجلسة الأولى التي تتطلب 85 صوتاً من الممكن أن يكون فيها 6 أو 7 أسماء رئاسية، ولكن هناك اسمين حصلا على النسبة الكبرى من الأصوات، ففي الدورة الثانية حكماً أضحى من سينتخب ويريد إنجاز العملية الانتخابية، امام اختيار أي من الاسمين، وبالتالي ستضيق الخيارات وسيحصل أحد المرشحَين على أكثر من 65 صوتاً، والجميع سيقوم بتهنئته ونعتبره رئيس الجمهورية، ونحاول التعاون معه لمصلحة البلد".

أما عن نظرته للحراك القطري، فلفت إلى "أن القطريين، هم من سيمسك بالملف الرئاسي، لاستكمال مبادرة اللجنة الخماسية، وهم في جولة سابقة زاروا كافة الأفرقاء السياسيين واستمعوا إليهم وأخذوا منهم أسماء، وبعدما عملوا على لائحة بالأسماء المتقاطعة، توصلوا إلى مجموعة أسماء وليس اسماً واحداً، وبالتالي، هم لن يقولوا لنا نحن اخترنا هذا الاسم وعليكم انتخابه، إنما هم سيقولون انه نتيجة التشاور الذي حصل مع الأطراف السياسيين، ظهر أن هناك قبولاً من غالبية القوى السياسية ثلاثة أو أربعة اسماء، إذا كنتم تريدون بإمكانكم الاختيار منهم".

هذا يعني أن القطري سيخيِّر النواب بين الأسماء الذي جمعها؟ يوافق الدكتور الحوت موضحاً أن "هذه الأسماء ليست نتيجة خيار خارجي، إنما هي نتيجة مشاورات داخلية قام بها الموفد القطري في زياراته الماضية، واليوم، وبما أننا نشعر كلنا بعذاب المواطن اللبناني الذي يئن من الأزمة الاقتصادية والمعيشية، لذا أرى أننا اليوم لسنا في مرحلة تسجيل نقاط على بعضنا بعضا، علينا الذهاب إلى المجلس النيابي ولو تطلّب ذلك إخراج ما بطاولة حوار أو جلسات ثنائية أو بجولة للمبعوث القطري على المسؤولين، ولكن المهم أن ننزل نحن إلى جلسة واحدة بدورات متعاقبة".

وحول ما إذا كانوا سيقترعون باسم هذه المرة، قال الحوت: "منذ فترة لدينا خيارنا وتشاورنا في هذا الموضوع، وهذا الخيار قابل للنقاش، ولكن لدينا مرشحنا، المرحلة الماضية للأسف كانت مرحلة حرق أسماء، وإذا وضعت أحد هذه الأسماء، تصبح وكأنك تساهم في تشتيت أذهان الناس بمجموعة أسماء كثيرة وتحرق الاسم، الآن نحن لن نعلن عن اسمنا إلا في حال شعرنا أن الجلسة أصبحت جدية وأننا ذاهبون فعلاً إلى جلسة انتخاب، أتوقع أنه لن يفوز أحد في الدورة الأولى، إلاّ في حال حصول اتفاق جامع على اسم معين، وهذا لا أشعر أنه قريب، في الدورة الثانية أضحت القصة بحاجة إلى حسم، وبالتالي نحن سنصوت باسم وليس بشعار أو بورقة بيضاء".

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة