برشلونة في خطر وشرطة إسبانيا تصادر وثائق جديدة في قضية نيغريرا

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يواجه نادي برشلونة الإسباني خطر إيقاف أنشطته و"إلغائه" ضمن تداعيات قضية رشى الحكم السابق خوسيه إنريكيز نيغريرا بالإضافة.

وكانت الشرطة الإسبانية فتشت مقر لجنة حكام كرة القدم الاسبانية في إطار تحقيق في مبالغ دفعها نادي برشلونة لشركة مملوكة لمسؤول سابق في اللجنة والمشهورة بـ "قضية نيغريرا".

واتهم برشلونة وبعض من مسؤوليه الكبار في العاشر من آذار الماضي من قبل السلطات الإسبانية بـ"الفساد" و"خيانة الأمانة" و"السجلات التجارية المزيفة" في قضية مدفوعات مالية مشبوهة لخوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا وهو مسؤول كبير سابق في التحكيم الإسباني والذي تتم ملاحقته أيضًا.

وأبانت "تيليغراف" البريطانية أن تداعيات قضية الفساد قد تصل إلى حرمان نادي برشلونة من كرة القدم في حال حصل على العقوبة القصوى باعتبار أن نيغريرا كان ضمن أعضاء لجنة التحكيم خلال الفترة التي شهدت الدفعات.

وأضاف "تيليغراف" بأن مدة الحبس المقررة لكل من الأشخاص المعنيين تتفاوت من 3 إلى 6 سنوات، وفي حال تم إيقاف الأنشطة في النادي الكاتالوني الذي يبلغ من العمر 124 عاما سيكون قريبا من إعلان إفلاسه حينها بعد تدهور وضعه المادي في الأعوام الأخيرة.

وكانت المحكمة الإقليمية نشرت في بيان أن محكمة برشلونة التي تحقق في القضية أمرت يوم الخميس بتفتيش المقر "في إطار التحقيق في المدفوعات المشبوهة التي سدّدها النادي الكاتالوني" إلى نيغريرا.

وتستهدف هذه الدعاوى القضائية التي قررها مكتب المدعي العام في برشلونة، النادي الكاتالوني كشخص معنوي، إضافة إلى الرئيسين السابقين جوسيب ماريا بارتوميو (2014-2020) وساندرو روسيل (2010-2014)، كما تتم ملاحقة أوسكار غراو وألبرت سولار من بين أعضاء فريق عمل الرئيس السابق بارتوميو.

ووفقا للادعاء، دفع النادي الكاتالوني ما مجموعه أكثر من 7.3 ملايين يورو لنيغريرا، الحكم السابق ونائب الرئيس السابق للجنة التحكيم الفنية للاتحاد الإسباني بين عامي 1994 و2018.

ولجأت سلطات الضرائب للاشتباه بمخالفات محتملة في دفع الضرائب من قبل شركة تابعة لإنريكيس نيغريرا، ليفتح الادعاء العام تحقيقا أوليا في ربيع عام 2022 من أجل التحقق من سبب وإطار هذه المدفوعات المالية.

بدأت هذه المدفوعات التي تم سدادها من خلال شركة "داسنيل 95" التي يملكها نيغريرا، في عام 2001 وانتهت في 2018، عندما فقد الأخير منصبه كالرقم الثاني في الجسم التحكيمي الإسباني وأعيد تشكيل لجنة التحكيم الفنية.

ووفق برشلونة الذي نفى آنذاك حدوث أي مخالفات، حصلت شركة "داسنيل 95" على أتعاب مالية لتقديم المشورة للنادي بشأن مسائل التحكيم. لكن العدالة الإسبانية تعتقد أنه كان من الممكن استخدام المبالغ المعنية لإفساد مديري اللعبة.

يويفا يحسم أمره

الى ذلك، أصبح برشلونة مهددا بمواجهة عقوبات قاسية حال إدانة النادي بارتكاب "جريمة الرشوة"، في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "فضيحة نيغريرا".

واُتهم برشلونة رسميا برشوة موظف عام مقابل القيام بدوره في تبادل النفوذ، فيما يتعلق بمدفوعات تتراوح بين 7 و8 ملايين يورو للنائب السابق لرئيس اللجنة الفنية للحكام، خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا بين عامي 2001 و2018.

وإلى جانب برشلونة، يواجه إنريكيز نيغريرا ونجله خافيير إنريكيز روميرو، والرئيسان السابقان للنادي، ساندرو روسيل وجوسيب ماريا بارتوميو، نفس الاتهامات، وسيواجه هؤلاء الأفراد بعد ذلك إما غرامة تتعلق بـ 12 إلى 24 شهرًا من دخلهم، أو ما يصل إلى ست سنوات في السجن.

وفي الوقت الذي ستتم فيه محاكمة برشلونة بشكل فردي، سلَّطت شبكة "ريليفو" الإسبانية الضوء على العقوبات التي قد يواجهها برشلونة بعد اتهامه بالرشوة.

وأوضحت "ريليفو" أنه إذا ثبتت إدانة برشلونة بالرشوة، فسيعني ذلك تعرض البارسا لعقوبات تتراوح من التحذير، إلى الغرامة، والإيقاف عن المنافسة، وقد تصل إلى حل النادي.

لكن في الوقت نفسه، أوضحت "ريليفو" أن خيار حل برشلونة يبدو غير مرجح إلى حد كبير، ولكن من المحتمل أن يتم إيقافه عن النشاط أو فرض غرامة عليه، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على البلوغرانا.

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يتخذ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" إجراءً، وهو ما قد يؤدي أيضًا إلى إيقاف برشلونة عن المنافسة الأوروبية لمدة موسم، وهذا من شأنه أن يضرب برشلونة مرة أخرى ماليًا، ومن حيث سمعة النادي والقدرة على ضم لاعبين.

ولكن، لن يعاقب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نادي برشلونة هذا الموسم، حيث أن دوري أبطال أوروبا قد بدأ بالفعل، وسوف ينتظر اليويفا حتى يتم حسم "قضية نيغريرا" بالكامل في المحكمة قبل اتخاذ القرار النهائي.

من جانبه، خرج خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، ليؤكد أنه يؤيد هبوط برشلونة في حالة إدانته في القضية.

ولم تتم حتى الآن إدانة برشلونة بأي شيء في تلك القضية، ولكن يبدو أن القاضي غير مقتنع بالحجة التي قدمها خوان لابورتا رئيس النادي، بأنه تم الدفع لنيغريرا كمستشار للحكام.

يذكر أن برشلونة تُوج بالدوري الإسباني خلال الموسم الماضي 2022-2023 للمرة الـ27 في تاريخه بعد غياب 4 مواسم، كما سبق له التتويج بدوري أبطال أوروبا 5 مرات، آخرها في موسم 2014-2015.

شرطة إسبانيا تصادر وثائق جديدة في قضية نيغريرا

من ناحية أخرى، صادرت الشرطة الإسبانية مجموعة من الوثائق والملفات الرقمية، خلال عملية التفتيش التي أجرتها الخميس، على مكاتب اللجنة الفنية للحكام بالاتحاد الإسباني لكرة القدم، بأمر من القاضي الذي يحقق في قضية نيغريرا.

وبحسب مصادر مطلعة على التحقيقات، بدأ أعضاء من مجموعة الجرائم الاقتصادية والتكنولوجية التابعة لوحدة الشرطة القضائية ببرشلونة عملية تفتيش في مقر الاتحاد، بحثا عن وثائق في مكاتب اللجنة الفنية للحكام على صلة بقضية نيغريرا.

وجاءت هذه العملية، التي أطلق عليها اسم "Off Side" (تسلل)، بأمر من القاضي خواكين أجيري، الذي ينظر القضية، والذي أمر أيضا بتوجيه تهمة الرشوة لنادي برشلونة.

واستمرت عملية التفتيش حوالي 12 ساعة، وانتهت بمصادرة العديد من الوثائق والملفات الرقمية لتحليلها في إطار التحقيق القضائي بخصوص الدفاعات التي قام بها البرسا للنائب السابق لرئيس اللجنة الفنية للحكام خوسيه ماريا نيغريرا.

وبرر القاضي اتهام برشلونة بجريمة الرشوة بشكوكه في أن النائب السابق لرئيس اللجنة الفنية للحكام ونجله حصلا على مدفوعات من النادي الكتالوني لمدة 18 عاما مقابل الحصول على "تأثيرات التحكيم المرغوبة" من قبل النادي، والتي تنطوي على "معاملة غير متساوية" لبقية الفرق.

وبحسب حيثيات القرار فإن نيغريرا حصل على دفعات من برشلونة على مدار 18 عاما، ارتفعت من 70 ألف يورو في البداية إلى 700 ألف يورو سنويا، وتوقفت هذه الدفعات المالية بعد استقالته، لذلك "يمكن اعتبار أنه قد تم تنفيذها بحكم المنصب الذي كان يشغله".