اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شكل اللقاء الاعلامي الوطني ظاهرة استثنائية في العمل منذ تاسيسه ونموذجا يحتذى به في التنوع حزبيا وسياسيا وطائفيا ومناطقيا، اتهم بانه "يسبح عكس التيار" ونجح في التصدي لمفاهيم واطر وافكار روجت للفيدراليات والتقسيم ومفاهيم" طيور الظلام" .

وحسب المتابعين لعمل اللقاء الجامع لنخب متنوعة المشارب والافكار والايديولجيات الماركسية والقومية والناصرية والعونية والفلسطينية ولبنان اولا الى مثقفين واعلاميين من اليسار الى الوسط واليمين، يجمعهم الولاء للوطن ودعم المقاومة ودحر الاحتلال، وتحت هذا السقف المقاوم ملتزمون، فيما الاختلافات والتباينات حول الملفات الاخرى امر مشروع في بلد يعاني هذا الكم الهائل من المشاكل، وتدور النقاشات الغنية والمعمقة ومحورها كيفية خروج الوطن من ازماته .

لا شك ان صمود اللقاء الوطني الاعلامي ونجاحه يعود للادارة الجيدة التي تقف وراء مسيرته، وللعقل المتنور والمنفتح لمسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف واصراره على ابعاد اللقاء عن اي صفة، والتمسك بتنوعه وشرعية التباينات بين اعضائه حتى على الرئاسة والقضايا الاخرى معتبرا ذلك مصدر غنى، وهذا سر نجاح اللقاء وتمكنه من القدرة على الاستقطاب والاستيعاب والجمع بين المتناقضات، ولاشك ان الحاج محمد عفيف وفر ايضا الغطاء لهذه النجاحات في ظل ما يتمتع به من رصيد اخلاقي في الاوساط السياسية والاعلامية والثقافية والابداعية حتى بين الخصوم السياسيين، وهذا ما جعل اللقاء ينتقل من انجاز الى انجاز .

ولا شك ان عمل اللقاء الوطني الاعلامي في هذه الظروف امر يكاد يكون استثنائيا في مرحلة لا مكان فيها للاطر الوطنية النقية العابرة للمذاهب والطوائف، وهنا تكمن اهمية وقيمة وجود اللقاء الوطني الاعلامي الذي نجح باثارة سلسلة من الملفات والاضاءة عليها وتحويلها الى قضايا راي عام وطني، فتصدى للتطبيع الاعلامي والثقافي وحض على الانخراط في معركة استغلال الثروات النفطية، ووقف في وجه كل اشكال التحريض وجر البلد الى الفتن ودعا الى خطاب جامع.

لكن المحطة الابرز في عمل اللقاء الاعلامي الوطني كانت في الريفييرا الخميس الماضي تضامنا مع وزير الثقافة محمد المرتضى في مواجهة الحملة التي يتعرض لها من قبل اشخاص وجمعيات ممولة خارجيا هدفها الترويج لافكار هدامة واغراق شبابنا في الرذائل، ونجح اللقاء من خلال هذا الاحتفال الذي اعطى صورة مصغرة عن الوطن الحقيقي الجامع لكل ابنائه وطوائفه في مواجهة  الفتن، كما شكل الاحتفال اكبر واول رد وطني جامع وحقيقي دفاعا عن الوزير المرتضى والتاكيد على خوض المواجهة الى جانبه من قبل جميع الحاضرين في الريفييرا الذين تقدمهم ممثلو المرجعيات الروحية المسيحية والاسلامية والوزراء والنواب والادباء والنخب والمثففون والكتاب والممثلون والموسيقيون والفنانون والاساتذة في الجامعات والثانويات والمدارس الرسمية من مختلف الطوائف والاتجاهات السياسية والفكرية، وهذا ما شكل اكبر صفعة لكل المبغضين.

وبعد احتفال الريفييرا وقبله ايضا، بات اللقاء الوطني حالة فريدة في الحياة الاعلامية والوطنية، يجب تطويره وتعميمه وتوسيعه وتحصين شموليته وانفتاحه، لان وجود مثل هذه الاطر بات امرا نادرا في حياتنا اللبنانية .

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة